بعد خمسة أيام على كارثة الفيضانات والانهيارات الأرضية، عثر عناصر الإنقاذ في البرازيل، السبت 19 فبراير (شباط)، على جثث إضافية تحت أكوام الطين في مدينة بيتروبوليس (جنوب شرقي البرازيل). وقد ارتفعت حصيلة القتلى، وفق السلطات، إلى 146 شخصاً على الأقل، بينهم 26 طفلاً.
ويواصل عناصر الإنقاذ البحث باستخدام مجارف يدوية في محاولة للعثور على مفقودين، وسط ضباب كثيف.
وتسببت الأمطار الغزيرة التي هطلت الثلاثاء على المدينة البالغ عدد سكانها 300 ألف نسمة والواقعة على بعد 60 كيلومتراً شمال ريو دي جانيرو، بسيول طينية وانهيارات أرضية. وتجاوز مستوى الأمطار خلال ساعات المتوسط المعتاد لكامل شهر فبراير.
والسبت، واصل أكثر من 500 من عناصر الإنقاذ مع مروحيات وحفّارات وكلاب بوليسية، البحث، على الرغم من تضاؤل فرص العثور على ناجين.
العمل مثل النمل
وفي حي ألتو سيرا، حيث ابتلع انهيار طيني قرابة 80 منزلاً، نقل عناصر الإنقاذ جثتين، صباح السبت، بحسب مصور وكالة الصحافة الفرنسية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي مكان آخر في وسط المدينة، غمرت الدموع أفراد عائلة، بينما كان عناصر الإنقاذ يبحثون في أنقاض منزل منهار بحثاً عن أم لأربعة أطفال بعد العثور على جثث الأب وطفلين.
وكما هي الحال في عمليات الإغاثة أثناء الزلازل، يطلق عناصر الإنقاذ من وقت إلى آخر صفارات قوية لدعوة الحاضرين إلى الصمت في محاولتهم رصد علامات حياة.
وتقول السلطات في المنطقة إن أكوام الطين والأنقاض غير مستقرة، لذلك تتم عمليات البحث باستخدام معدات يدوية.
وأكد منسق مجموعة الإطفاء في بيتروبوليس، روبرتو أمارال، أنه "يستحيل إحضار معدات ثقيلة إلى هنا، علينا العمل مثل النمل".
عودة الحياة ببطء
ومنذ بدأ البحث، عثِر على 24 شخصاً أحياء، لكن معظمهم أُنقِذوا في الساعات التي أعقبت الكارثة، بحسب السلطات.
ولا تزال حصيلة المفقودين غير نهائية، وقدّرت الشرطة عددهم الجمعة بـ218 شخصاً.
وتم حتى الآن التعرف إلى 91 من أصل الجثث عثر عليها، ودفِنت 65 ضحية في المقبرة الرئيسة في المدينة، وقد ووري 19 جثماناً في الثرى السبت.
وبدأت الحياة تُستأنف ببطء في وسط بيتروبوليس، حيث أعيد فتح محال المواد الغذائية والصيدليات فحسب، بينما يحاول موظفون تنظيف متاجر أخرى.
وتسببت الأمطار في البرازيل بمقتل عشرات الأشخاص خلال الأشهر الماضية في ولايات باهيا (شمال شرقي البرازيل) وميناس جيرايس وساو باولو (جنوب شرق).
وينسب خبراء غزارة الأمطار إلى ظاهرة "لا نينيا" أي الانخفاض الواسع النطاق لدرجات الحرارة السطحية في وسط المحيط الهادي، وإلى التغير المناخي.