قفزت أسعار النفط في تعاملات الخميس 24 فبراير (شباط)، متخطية حاجز الـ100 دولار للبرميل للمرة الأولى منذ عام 2014، في أعقاب بدء العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا، وسط تزايد المخاوف من أن حرباً في أوروبا قد تعطل إمدادات الطاقة العالمية من المنطقة.
وبحلول الساعة 7:20 صباحاً بتوقيت غرينتش، ارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام "برنت" - تسليم أبريل (نيسان) 2022 - نحو 6.7 في المئة أو 6.5 دولار إلى 103.33 دولار للبرميل، وهو الأعلى منذ سبتمبر (أيلول) 2014.
وارتفع خام "غرب تكساس الوسيط" -تسليم شهر أبريل- بنحو 6.2 في المئة أو 5.69 دولار إلى 97.79 دولار للبرميل، وهو أعلى مستوى منذ أغسطس (آب) 2014.
ومنذ بداية العام الحالي، زادت أسعار خام "برنت" القياسي بأكثر من 33 في المئة، فيما ارتفعت أسعار الخام الأميركي بنحو 30 في المئة.
عملية عسكرية روسية
وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ساعة مبكرة من صباح الخميس، عن تنفيذ "عملية عسكرية" في إقليم دونباس شرق أوكرانيا، الذي يضم منطقتي لوغانسك ودونيتسك.
وحث بوتين الجنود الأوكرانيين في منطقة القتال بشرق أوكرانيا على الاستسلام وإلقاء الأسلحة والعودة إلى ديارهم. ولم يعطِ أي تفاصيل عن حجم العملية، وإن كانت ستقتصر على شرق أوكرانيا أو ستكون أوسع.
وتعد روسيا مورداً أساسياً للطاقة في العالم، إذ تعتمد أوروبا على موسكو في نحو ربع إمداداتها من النفط وثلث وارداتها من الغاز الطبيعي.
وقال وزير الخارجية الروسي دميترو كوليبا، في تغريدة الخميس، إن روسيا بدأت غزواً واسع النطاق لأوكرانيا وتستهدف المدن بضربات بالأسلحة.
وأفادت وكالة "إنترفاكس" الروسية بوقوع هجمات صاروخية على منشآت عسكرية في جميع أنحاء أوكرانيا، وبأن القوات الروسية قامت بعمليات إنزال في مدينتي أوديسا وماريوبول الساحليتين في الجنوب.
من جهته، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مجلس الأمن الوطني والدفاع إلى إعلان الأحكام العرفية في البلاد للرد على الغزو الروسي لأوكرانيا.
وأكد زيلينسكي ما أوردته تقارير عن ضربات صاروخية روسية على مواقع بنى تحتية في أوكرانيا، بحسب وكالة "رويترز".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
رد الدول الغربية
ويرى وارن باترسون، رئيس استراتيجية السلع في "أي أن جي غروب" لوكالة "بلومبيرغ"، أن تفاقم الأوضاع على صعيد الأزمة في أوكرانيا دفع أسعار الخام إلى مستوى 100 دولار للبرميل، مضيفاً "سوق النفط ستنتظر الآن لترى كيف سترد الدول الغربية على الإجراءات الروسية الأخيرة".
وتابع "نتيجة لذلك، من المحتمل أن نشهد المزيد من التقلبات في السوق، فضلاً عن الحاجة إلى تسعير علاوة مخاطر أكبر".
توقعات بنوك الاستثمار
وتوقعت العديد من بنوك الاستثمار الكبرى أن يتجاوز النفط مستوى 100 دولار خلال هذا العام، وعلى رأسها "بنك أوف أميركا" الذي يرى مستوى 120 دولاراً للبرميل قابلاً للتحقق.
وكان بنك الاستثمار الأميركي "جيه بي مورغان" قد توقع هذا الأسبوع قبل التصعيد الأخير، أن تصل أسعار النفط إلى 110 دولارات في المتوسط في الربع الثاني من العام الحالي مع استمرار تصاعد التوترات بشأن أوكرانيا.
ورجح البنك أن تشهد سوق النفط الخام ارتفاعاً مستداماً في الربع المقبل من العام الحالي، قبل أن يتراجع إلى متوسط 90 دولاراً في نهاية العام.
مستوى 100 دولار
وكانت آخر مرة تجاوزت فيها أسعار النفط مستوى 100 دولار للبرميل في يونيو (حزيران) 2014 عندما وصلت الأسعار إلى 115 دولاراً بسبب زيادة الطلب من الصين، وانقطاعات في الإمدادات من العراق بسبب تنظيم "داعش"، لكن المرة التي سبقتها كانت في يوليو (تموز) 2008 عندما سجّلت رقماً قياسياً تاريخياً عند 147 دولاراً للبرميل، نتيجة التراجع الكبير في الدولار الأميركي والارتفاع القوي في أسعار المستهلكين، ما جعل الخام سلعة مغرية للتحوّط من التضخم.
ارتفاع المخزونات الأميركية
وفي سياق منفصل، كشفت بيانات معهد البترول الأميركي ارتفاع مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة بنحو ستة ملايين برميل خلال الأسبوع الماضي في 18 فبراير الحالي.
وأفاد المعهد في تقريره الأسبوعي بأن مخزونات البنزين زادت 427 ألف برميل خلال الأسبوع الماضي، بينما تراجع مخزون المقطرات 985 ألف برميل.
وصدر تقرير معهد البترول بعد يوم واحد عن موعده المعتاد بسبب العطلة في الولايات المتحدة يوم الاثنين الماضي احتفالاً بيوم الرؤساء.
ومن المقرر إعلان البيانات الرسمية الخاصة بالمخزونات من قبل إدارة معلومات الطاقة الأميركية في وقت لاحق الخميس، التي يتابعها المستثمرون وتؤثر بشكل كبير في تحركات أسعار الخام، فيما تشير التوقعات إلى تراجع مخزونات النفط بنحو 300 ألف برميل.