حقق النفط مكاسب جديدة بعد صعود العقود الآجلة لخام برنت في التعاملات اللاحقة على التسوية إلى 96.14 دولار للبرميل. وخلال جلسة متقلبة عادت أسعار النفط للارتفاع مبكرا في مستهل تعاملات الأسبوع، وسط مخاوف متزايدة في شأن الصراع المحتمل بين روسيا وأوكرانيا، مع توضيح الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أن موسكو ستواجه عقوبات إذا غزت جارتها. وفي ظل سيناريوهات متناقضة بسبب الأزمة الأوكرانية، تذبذبت الأسعار صعوداً وهبوطاً مع احتمالات قوية لعقد قمة كبرى بين الولايات المتحدة وروسيا لحل الأزمة الأوكرانية، والتي تهدد إمدادات الطاقة العالمية. ويضغط على الأسعار أيضاً اقتراب إتمام صفقة إحياء اتفاق إيران النووي لعام 2015، ودخول مزيد من الخام إلى السوق وسط مؤشرات باتفاق نووي محتمل بين إيران والقوى العالمية. وبحلول الساعة 11.30 صباحاً بتوقيت غرينتش، ارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام "برنت" تسليم أبريل (نيسان) 2022 بنسبة 0.3 في المئة إلى 93.84 دولار للبرميل، وكانت لامست 95 دولاراً في وقت سابق، بعدما ربحت 0.6 في المئة خلال جلسة يوم الجمعة. كما زادت أسعار العقود الآجلة لخام "غرب تكساس الوسيط" تسليم شهر مارس (آذار) بنحو 0.4 في المئة إلى 91.35 دولار للبرميل، بعد تراجعها 0.8 في المئة في الجلسة السابقة.
أول خسارة أسبوعية
وسجل الخامان القياسيان في الأسبوع الماضي أول خسارة أسبوعية في عام 2022 بنحو 0.9 و2.2 في المئة على التوالي، بفعل مخاوف عودة إمدادات إيران إلى السوق، إضافة إلى ارتفاع غير متوقع في المخزونات الأميركية. وتستقر أسعار الخام الأميركي عند حوالى 91 دولاراً للبرميل بعد أن صعدت نحو 40 في المئة منذ الأول من ديسمبر (كانون الأول)، ولامست قبل أيام أعلى مستوى لها منذ عام 2014. كما ارتفع سعر خام "برنت" ليقترب من أعلى مستوياته منذ سبع سنوات.
قمة كبرى
وقال مكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في بيان اليوم الإثنين إنه عرض على الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الروسي فلاديمير بوتين عقد قمة كبرى في شأن الاستقرار الأمني والاستراتيجي في أوروبا، ووافق الزعيمان على الاقتراح. وذكر البيت الأبيض في وقت لاحق أن جو بايدن وافق على الاجتماع من حيث المبدأ، ولكن فقط إذا لم يحدث غزو روسي لأوكرانيا.
وأفاد الكرملين بأنه لا توجد خطط محددة لعقد قمة في شأن أوكرانيا بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأميركي جو بايدن، لكن يمكن إجراء مكالمة أو اجتماع في أي لحظة. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحافيين إن التوتر يتصاعد في شأن أوكرانيا، لكن الاتصالات الدبلوماسية نشطة، مضيفاً أن بوتين على وشك أن يلقي خطاباً في مجلس الأمن الروسي.
الالتزام باتفاق الإنتاج الحالي
وقال وزراء النفط والطاقة العرب إن على تحالف "أوبك+" الالتزام باتفاقه الحالي الذي يضيف 400 ألف برميل يومياً إلى الإنتاج، وذلك خلال مشاركتهم في المؤتمر الدولي لتقنية البترول للعام 2022 المنعقد حالياً في العاصمة السعودية الرياض، رافضين دعوات إلى ضخ مزيد من النفط لتخفيف الضغوط على الأسعار، بحسب وكالة "رويترز".
واتفقت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها بقيادة روسيا، فيما يعرف باسم "أوبك+" في الثاني من فبراير (شباط) على التمسك بزيادات معتدلة في إنتاجها النفطي، بسبب استمرار حال عدم اليقين.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويبذل تحالف "أوبك+" جهوداً من أجل الوفاء بالأهداف الحالية، ويتعرض لضغوط من كبار المستهلكين الذين يطالبونه بضخ مزيد من الخام للحد من ارتفاع الأسعار، وسط مخاوف من اضطراب الإمدادات الناتج من الوجود العسكري الروسي على حدود أوكرانيا. ويوم الأربعاء، حثت وكالة الطاقة الدولية "أوبك+" على تضييق الفجوة بين أهدافها الإنتاجية والإنتاج الفعلي.
نسبة الالتزام
أظهر مسح نشرته وكالة "رويترز" أن نسبة التزام تحالف "أوبك+" بالخفوض ارتفعت إلى 129 في المئة خلال يناير (كانون الثاني) الماضي. وسيعمل تحالف "أوبك+" على دمج إيران في اتفاق إنتاج النفط إذا توصلت طهران والقوى العالمية إلى اتفاق في شأن إحياء الاتفاق النووي، بحسب ما قالت مصادر قريبة من التحالف يوم الجمعة.
تحسن الطلب
وتوقع كبير الإداريين التنفيذيين لشركة أرامكو السعودية أمين الناصر بعض التحسن من حيث الطلب على النفط في بقية العالم، مع مزيد من الطلب على المنتجات في مناطق مختلفة، بخاصة في آسيا. وقال الناصر خلال مؤتمر صحافي على هامش المؤتمر الدولي لتقنية البترول للعام 2022، المنعقد في العاصمة السعودية الرياض، "نرى مؤشرات جيدة على مزيد من الطلب على إمداداتنا، ونقترب من الوصول إلى مستوى ما قبل الجائحة على صعيد الإمدادات". وأشار إلى أنه لا يوجد استثمار كاف في القطاع، وهناك كثير من الضغوط من المستثمرين والمساهمين والجهات التنظيمية وصانعي السياسات على القطاع من جهة الاستثمار وتخصيص رأس المال. وأوضح أن الاستثمار البالغ 350 مليار دولار اليوم غير كاف لتلبية الطلب العالمي خلال الأمد القصير إلى المتوسط، مضيفاً أنه "يجب علينا ضمان إمدادات طاقة بأسعار معقولة، وتتمتع بالموثوقية لبقية العالم".
وأضاف الناصر أن أسعار الطاقة مرتفعة لأسباب على رأسها الاستراتيجيات والسياسات التي تكبل الاستثمار في كثير من مصادر الطاقة، ولفت إلى أن "أرامكو" تقوم بواجبها في وضع الاستثمار الصحيح، لكن "أرامكو" وحدها لا تكفي، مضيفاً أن أي بيع أسهم آخر لـ "أرامكو" قرار حكومي كونها مساهم أغلبية.
مستوى 100 دولار
وقال الرئيس التنفيذي لشركة "فيتول" العالمية للبترول راسل هاردي إن أسعار النفط تستعد للارتفاع أعلى 100 دولار للبرميل لفترة طويلة خلال الأشهر الستة أو التسعة المقبلة، مع تسجيل العالم مستويات قياسية جديدة للطلب هذا العام. وفي مقابلة مع تليفزيون "بلومبيرغ" أفاد هاردي بأن الاستهلاك اليومي للخام قد يرتفع بشكل كبير أعلى مستويات ما قبل "كورونا" بحلول نهاية 2022، مضيفاً أنه "من المحتمل تجاوز مستوى 100 مليون برميل هذا العام، وأن الطلب سيرتفع خلال النصف الثاني من العام إذا استمر السفر في العودة لطبيعته". وقال الرئيس التنفيذي لأكبر شركة مستقلة لتجارة النفط في العالم، "هناك حاجة لمزيد من الخام مع ارتفاع الطلب اليومي بحلول نهاية هذا العام إلى مليون أو مليوني برميل يومياً أعلى من المستويات المسجلة في نهاية 2019".
وأضاف هاردي أن معروض النفط آخذ في الازدياد ولكن ليس بالسرعة التي يحتاجها المستهلكون، وأن النفط الصخري يتزايد ولكن ليس بالمستوى نفسه الذي كان عليه خلال سنوات الازدهار.
في حال الغزو الروسي
وقال المحلل في بنك "كومنولث" فيفيك دار عبر مذكرة، "إذا حدث غزو روسي لأوكرانيا كما حذرت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة خلال الأيام الأخيرة، فقد ترتفع العقود الآجلة لخام برنت فوق 100 دولار أميركي للبرميل حتى لو جرى التوصل إلى صفقة إيرانية". وأشار مسؤول كبير بالاتحاد الأوروبي يوم الجمعة إلى أن التوصل إلى صفقة لإحياء الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 قريب للغاية.وقال محللون إن السوق لا تزال ضيقة وأن أي إضافة للنفط ستساعد في تغطية حاجات السوق، لكن الأسعار ستظل متقلبة على المدى القريب، إذ من المرجح أن يعود الخام الإيراني في وقت لاحق من هذا العام.وذكر مصرف "أو سي بي سي" السنغافوري أن خام "برنت" قد يختبر 100 دولار على المدى القصير، وربما قبل نهاية الربع الأول من العام الحالي.
الاحتياط الاستراتيجي
فيما توقع محللو شركة "آر بي سي كابيتال ماركتس" أن يقوم البيت الأبيض بالإفراج عن احتياطات نفطية استراتيجية كبيرة منسقة من خلال وكالة الطاقة الدولية، لتجنب الارتفاع الكبير في أسعار النفط.وذكرت "آر بي سي كابيتال" في مذكرة نشرتها وكالة "رويترز"، "نتوقع أن يكون الإفراج عن احتياط النفط الاستراتيجي الأميركي أكبر من الإصدار في نوفمبر (تشرين الثاني)، ويمكن تقديم مزيد من البراميل هذه المرة عبر البيع المباشر".