ردت سفارة دولة الكويت لدى بغداد على تغريدات لرجل دين عراقي ببيان "استنكاري"، دعت فيه السلطات العراقية إلى لجم ما وصفتها بـ"الأصوات النشاز".
جاء ذلك بعد ساعات من كتابة إياد جمال الدين، الذي كان في وقت سابق يشغل منصب نائب مجلس النواب العراقي، تغريدات، اعتبرتها الكويت مسيئة، ومنها الحديث عن الغزو العراقي للكويت سنة 1990، بقوله إن "استرجاع روسيا لأوكرانيا، يفتح باب الأمل لاسترجاع الدول الكرتونية، مثل الكويت وتايوان".
ورفضت الحكومة الكويتية، في بيانها، الإساءة لرموزها وقيادتها وشعبها. وقالت، "عبرت سفارة دولة الكويت لدى بغداد عن استنكارها ورفضها القاطع للتغريدات المسيئة، التي صدرت عن رجل الدين العراقي المدعو إياد جمال الدين، التي أساء فيها عبر موقعه على وسائل التواصل الاجتماعي إلى دولة الكويت ورموزها وقيادتها وشعبها، وحملت عبارات مرفوضة ومستهجنة ومردوداً عليها".
وقالت الخارجية الكويتية، في البيان الذي نشرته وكالة الأنباء الكويتية "كونا"، اليوم الجمعة، "في الوقت الذي تعبر فيه السفارة عن استيائها البالغ من مثل هذه التصرفات التي تهدف للنيل من العلاقات الأخوية التي تربط البلدين الشقيقين، فإنها تدعو السلطات العراقية المعنية إلى لجم هذه الأصوات النشاز باتخاذ الإجراءات القانونية تجاهها".
وهو البيان، الذي عقّب عليه جمال الدين، الذي كان ينتمي لحزب الأحرار، وهو حزب سياسي عراقي ليبرالي، يضم أحزاباً سنية وشيعية، بقوله "أنا أعيش منذ سنوات مديدة في أميركا، واشنطن العاصمة، فلماذا أمرتم سفارتكم في بغداد بإصدار بيان ضدي؟ المفروض أن سفارتكم في واشنطن تصدر بياناً ضدي، وتطالب السلطات الأميركية بإحالتي إلى القضاء".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
كما اتهم رجل الدين العراقي، الذي يقيم خارج بلاده، ساسة العراق بـ"الخوف منه"، حين كتب "لم يقدروا عليّ إلا بمحاولات اغتيال فاشلة"، كان ذلك ضمن سلسلة من تغريدات كتبها عقب البيان الكويتي، الذي دعا الحكومة العراقية لمحاسبته. ومنها، وصفه لحكومة العراق أنها "عميلة لإيران مئة في المئة"، وأنها "حكومة ميليشيات إيرانية" على حد قوله.
وآراء جمال الدين، الذي شغل منصب نائب في مجلس النواب العراقي في 2005 – 2010، يعتبرها العراقيون الشيعة حادة، بخاصة حين دعا لإقامة دولة علمانية بعيدة من تدخل المرجعيات وتضمن حرية الأقليات.
ومن آرائه التي واجهت موجة غاضبة من برلمانيين كويتيين هجومه على النسوية في العراق في وقت ماض، حين قال عنها إنها "صناعة أميركية" ذلك قبل أن تثور ثائرة ناشطات عراقيات للرد عليه.
وبدأت لغة من التاريخ والشتائم حاضرة في السجال الدائر بين رجل الدين العراقي وآخرين في فضاء التواصل الاجتماعي، حول تاريخ البلدين والغزو العراقي الذي شنه صدام حسين في 2 أغسطس (آب) 1990 على الكويت، واستمر 7 أشهر من احتلالها، قبل أن يجري تحريرها في عملية واسعة، أطلق عليها عملية درع الصحراء في يناير (كانون الثاني) عام 1991.