على ضفاف نهر النيل في البر الغربي لمدينة الأقصر (جنوب مصر)، يقع فندق المرسم التراثي، قبلة السياح من عشاق الرسم والتراث، بالقرب من مقابر وادي الملوك والملكات، الذي يحظى بشعبية واسعة باسم "البيت الأبيض الصعيدي"، بعدما زاره الرئيس الأميركي السابق، فرانكلين روزفلت.
وصمم فندق المرسم من وحي البيئة التراثية في صعيد مصر، إذ يعلوه عدد من القباب الدائرية، ويتكون من 50 غرفة، تضم أثاثاً تراثياً من الجريد والخوص والقلل القناوي، وغالبية جدرانه مزينة برسومات يدوية قديمة.
ملتقى البعثات الأثرية
يقول محمد عثمان، أحد ملاك الفندق، إن جده الشيخ علي عبد الرسول هو من أنشأ الفندق، بهدف استضافة البعثات الأثرية الأجنبية، للتنقيب عن الآثار منذ أكثر من 130 عاماً، وذلك بعد اكتشاف عائلة عبد الرسول خبيئة الدير البحري الأثرية.
وأضاف عثمان، أن فندق المرسم أطلق عليه هذا الاسم، لأن وزارة الثقافة المصرية عام 1960 قررت إقامة مشاريع التخرج في منطقة وادي الملوك والملكات، فاختير فندق المرسم لأكثر من 10 سنوات مكاناً لإقامة فناني الوزارة.
وما زالت جدران الفندق تشهد عدداً من الرسومات لكبار الفنانين، من أمثال جورج بهجوري وإيهاب شاكر وغيرهما، فصار اسم المرسم الأكثر شهرة، وما زال عشرات السياح يومياً يقصدون الفندق، بهدف رسمهم من قِبل الفنانين العاملين بالفندق.
يحكي عثمان، أن الفندق أقام فيه العالم الأثري هوارد كارتر، مُكتشف مقبرة توت عنخ آمون، الذي كان يستعين بالشيخ علي عبد الرسول لما له من باع في معرفة منطقة البر الغربي لإنجاز مهمته، كما اتخذت البعثة الأثرية لجامعة شيكاغو من فندق المرسم مركزاً لها.
وشهد الفندق تصوير أفلام شهيرة عدة، مثل الخروج العظيم، والمومياء، وكذلك فيلم the spy who love me، أيضاً نال شهرته بعد زيارة الرئيس الأميركي السابق روزفلت، الذي استقبله الشيخ علي عبد الرسول، وكان الفندق وقتها مطلياً باللون الأبيض، فقال للرئيس الأميركي "أهلاً بك في البيت الأبيض الصعيدي"، فصار يطلق على الفندق البيت الأبيض.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
فقرات فلكلورية
يقول أحمد البدري، المرشد السياحي والأثري، إن فندق "المرسم" قبلة محبي التراث المصري بعيداً من التكلف داخل أجواء المعمار الحديث، بخاصة أنه لا يضم سوى 50 غرفة، ويقدم عدداً من الفقرات الفنية الفلكلورية، مثل العزف على الربابة والموال الصعيدي والرقص الشرقي، حتى الزي الرسمي للعاملين في الفندق هو الشعبي الصعيدي، ويعمل عدد من الرسامين المحترفين داخل الفندق على رسم السياح والزائرين.
وذكر محمد أحمد، شيف الفندق، أن قائمة المأكولات والمشروبات تقتصر على الطعام البيتي المصري، مثل الحمام والبط وقرع العسل والبامية والملوخية، وكذلك المشروبات من العطارة المصرية، مثل الكركاديه والدوم والعرقسوس والتمر، لذا يجد السائح نفسه أمام تجربة جديدة مختلفة عن سائر الفنادق التي زارها للتعرف على التراث المصري.
وأشادت ليندا جورج، سائحة بلجيكية، بالطاقة الإيجابية التي يمنحها الفندق لزائريه. تقول "على الرغم من بساطة المكان فإنه يمنح بيئة صحية لكل من يقيم فيه، ففيه مساحة كافية للتأمل والاسترخاء، والاستمتاع بالرسومات الفنية الرائعة التي تكسو المكان في كل اتجاه".