أصابت "وول ستريت" انهيارات جديدة، أمس الثلاثاء، مع عودة أسعار النفط إلى الارتفاع لمستويات 110 دولارات، وتخوف المستثمرين من حدوث تباطؤ في نمو الاقتصاد العالمي.
وكانت البورصات الأميركية قد تماسكت الاثنين، مع استيعاب الأسواق العالمية حظر الدول الغربية لبنوك روسية من استخدام نظام الدفع العالمي "سويفت".
تهديد لقطاع الطاقة الروسي
لكن انسحاب الشركات النفطية العالمية من السوق الروسية يهدد قطاع النفط والغاز، ويضع الإمدادات الروسية محل تساؤل من إمكانية تعطلها، خصوصاً أن الولايات المتحدة تركت ملف العقوبات على قطاع الطاقة الروسي مفتوحاً على كل الاحتمالات.
وفي تفاصيل الهبوط القوي لمؤشرات البورصات الأميركية، انخفض مؤشر "داو جونز" الصناعي 1.76 في المئة، ليغلق عند 33294 نقطة، في حين خسر "أس آند بي 500" 1.55 في المئة، ليصل إلى 4306 نقاط، بينما هوى مؤشر "ناسداك" المركب 1.59 في المئة إلى 13532 نقطة.
هبوط قوي للأسهم
وزادت عمليات البيع في الأسواق الأميركية، إذ بلغ حجم التداول في البورصات الأميركية 14.9 مليار سهم، مقارنة مع متوسط 12.3 مليار للجلسة الكاملة خلال آخر 20 يوم تداول.
واستمرت الارتفاعات في أسهم شركات الدفاع مثل "لوكهيد مارتن" و"نورثروب غرومان"، إذ يتجه المستثمرون نحو هذه الأسهم في هذه الأوقات على وقع الحرب الدائرة بين روسيا وأوكرانيا.
وارتفع مؤشر "سي بي أو إي"، المعروف بمؤشر مقياس حجم الخوف في "وول ستريت"، إلى أعلى مستوى له منذ 24 فبراير (شباط) الماضي.
وأصبح الهبوط في مؤشر "أس آند بي" يوازي نحو 10 في المئة منذ بداية هذه السنة مقابل خسائر لمؤشر "ناسداك" بنحو 13 في المئة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
اشتعال النفط
وكانت أسعار النفط قد اشتعلت من جديد أمس على وقع العقوبات الروسية والتوترات الجيوسياسية، إذ تجاوز خام برنت القياسي العالمي 110 دولارات للبرميل، مرتفعاً بأكثر من 5.8 في المئة إلى 111 دولاراً، وهو أعلى مستوى منذ أوائل يوليو 2014.
وقفز خام غرب تكساس الوسيط الأميركي قرابة 6 في المئة إلى 109 دولارات، وهو أعلى مستوى منذ سبتمبر (أيلول) 2013، وارتفعت أسعار السلع عموماً لمستويات لم تصلها منذ عام 2009.
وجاء الارتفاع على الرغم من اتفاق عالمي للإفراج عن 60 مليون برميل من احتياطيات الخام، في محاولة لكبح زيادات الأسعار، وتزايد الضغوط التضخمية.
حظر الأجواء الروسية
وتأتي هذه الأسعار في وقت حظرت الولايات المتحدة الرحلات الجوية الروسية، التي تستخدم المجال الجوي الأميركي، بعد تحركات مماثلة من قبل الاتحاد الأوروبي وكندا.
وأعلن الرئيس الأميركي، جو بايدن، الحظر خلال خطابه عن حالة الاتحاد أمس الثلاثاء، إذ أكد استمرار التصعيد تجاه نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، الذي قال "سيدفع ثمناً باهظاً باستمراره لغزو أوكرانيا".
ودفعت العقوبات العالمية ضد روسيا سلسلة من الشركات الكبرى إلى إعلان تعليق أو خروج شركاتها في البلاد. وقالت شركة "إكسون موبيل"، أمس، إنها ستخرج من عملياتها في روسيا، بما في ذلك حقول إنتاج النفط، بعد قرارات مماثلة من قبل عمالقة النفط البريطانيين، مثل "بريتش بتروليوم" و"شل" وغيرهما.
الدولار يقفز
وفي سوق العملات، يستمر التوجه نحو الدولار كملاذ آمن، إذ كان الدولار مرتفعاً أمام الين بنسبة 0.12 في المئة إلى 115.03، فيما تراجع اليورو إلى 1.1112 دولار. ومقابل سلة من عملات الشركاء التجاريين الرئيسين الآخرين، ارتفع الدولار 0.15 في المئة إلى 97.464.
كما قفز الدولار أمس 1.88 في المئة مقابل الروبل إلى 107، بعد أن لامس مستوى قياسياً بلغ 117 في اليوم السابق. وجاء ارتفاع الدولار مع انتعاش عائد سندات الخزانة الأميركية بعد انخفاضه إلى أدنى مستوى في ثمانية أسابيع الثلاثاء.
ومن التوجهات الجديدة أيضاً أن المستثمرين قللوا من رهاناتهم على أن مجلس الاحتياطي الفيدرالي سيرفع أسعار الفائدة بقوة في الأشهر المقبلة. وأدى ذلك إلى ارتفاع العائد القياسي في الولايات المتحدة لأجل 10 سنوات إلى 1.7309 في المئة.
الذهب و"بيتكوين"
وفي خطاب له أمس، دعا بايدن الشركات إلى تصنيع مزيد من السيارات وأشباه الموصلات في الولايات المتحدة حتى يصبح الأميركيون أقل اعتماداً على الواردات، كوسيلة لمحاربة التضخم.
أما الذهب، الذي لامس أعلى مستوى في 18 شهراً الأسبوع الماضي، وارتفع ما يقرب من 2 في المئة أمس، بسبب تفاقم الأزمة الأوكرانية عاد للتراجع بنسبة 0.57 في المئة إلى 1932.11 دولاراً للأونصة مع استقرار الدولار.
وشهدت عملة "بيتكوين" ارتفاعات 15.5 في المئة أمس، إذ استفادت من تحوط بعض المستثمرين من الحرب الروسية، وبلغت نحو 44341 دولاراً.