ارتفع معدل تشخيص مرض السيلان في إنجلترا ليصل إلى أعلى مستوى لها منذ 40 سنة، إذ ارتفعت نسبة الإصابات به حوالى 26% منذ عام 2017، ما أطلق تحذيرات من مسؤولين في القطاع الصحي بخصوص تهديد تمثّله سلالات من تلك البكتيريا تقاوم العلاج بمُضادات الحيويّة.
وأشارت أرقام صادرة عن مؤسّسة "الصحة العامة في إنجلترا" إلى تشخيص 447694 حالة مصابة بأمراض ناتجة عن الاتصال الجنسي في 2018، بزيادة بلغت 5% خلال سنة. بلغ نصيب مرض السيلان من تلك الحالات 56259 حالة، بزيادة 14000 حالة بالمقارنة مع عام 2017.
وفي السنة الماضية، أصدر خبراء في المملكة المتحدة تحذيراً بشأن إكتشاف أول حالة مصابة بمرض السيلان المقاوم للعقاقير الطبية في العام الماضي. وعلى الرغم من علاج الشخص المُصاب بذلك "الميكروب الخارق"، إلاّ أن شفاءه استلزم علاجاً مكثّفاً تضمن استخدام مجموعة متنوّعة من العقاقير التي يُحتفَظُ بها عادة للتعامل مع حالات العدوى الفائقة الخطورة.
وحذّر مسؤولو "الصحة العامة في انجلترا"، من "القلق الذي تمثّله تلك الحالة، مع وجود ثلاث حالات إصابة ببكتيريا "نايزيريا غونوريا" (وهي تسبّب السيلان) وتكون فائقة المقاومة لمُضادات الحيويّة... إنّ عدد الحالات التي شُخّصَت إصابتها بمرض السيلان في 2018 هي الأعلى منذ 1978. ومنذ العام 2009، بلغت نسبة الزيادة 249% (إذ ارتفع العدد من 16141 حالة إلى 56259 حالة). وحدثت معظم الزيادات في أوساط المثليين ومزدوجي الممارسة جنسيّاً وسواهم من الذكور الذين يمارسون الجنس مع ذكور (ويشار إلى تلك المجموعات بمصطلح "إم إس إم" MSM).
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وحذّرت مجموعات مهتمة بالصحة الجنسية من خطورة التخفيضات الحكومية في ميزانيات برامج الصحة الجنسية. إذ يؤثّر ذلك بشكل كبير على مجموعات معينة مثل الشباب والأقليات الإثنية ذات الأصول الأفريقية ومجموعات الـ"إم إس إم".
تشير التقارير إلى أنه بينما ارتفعت الفحوصات التي تُجرى في العيادات وعبر الإنترنت بنسبة 7%، إلا أن أرقاماً حديثة تثبت أنّ الفحوصات التي يقدمها "البرنامج الوطني لفحص الـ"كلاميديا" Chlamydia" الذي يستهدف الشباب بين الـ15 والـ24 سنة بوصفهم الأكثر عرضة للإصابة، انخفض بـ22% منذ 2014.
انخفضت الفحوصات مرة أخرى بـ1% في السنة الماضية، إلا أن عدد حالات الكلاميديا ارتفع بنسبة 2% منذ عام 2017، مع ثبوت الإصابة في واحد من كل عشرة فحوصات تقريباً، ووصول عدد الحالات المصابة إلى 131 ألف شخص. كذلك ارتفعت الحالات المصابة بمرضي الزهري (= سفلس) والـ"هربِس" (= القوباء) بـ 5% و%3 على التوالي.
وقد صرح رئيس "الجمعية البريطانية للصحة الجنسية وفيروس نقص المناعة" الدكتور أولوين ويليام، إنّه "يجب التعامل مع ارتفاع تشخيص حالات الإصابة بمرضي السيلان والزهري، بوصفه أولوية صحية طارئة، وإلاّ ستكون العواقب وخيمة بالنسبة إلى الصحة العامة لقطاع واسع من المجتمع والنظام الصحي ككل".
وأضاف، "للأسف، لقد شهدت السنوات الأخيرة استقطاعات مالية أثرت بشكل كبير على القطاعات التي تقدم خدمات صحية للحالات المصابة بأمراض جنسية، ما أثر بشكل خطير على قدراتنا في مواجهة التحديات التي تواجهنا في هذه الأوقات العصيبة. وعانينا مشاكل في القوى العاملة، ما وضع ذلك القطاع على حافة الانهيار".
وقد انخفضت حالات الثآليل التناسليّة بـ3% لتصل إلى 57318، بل وصلت إلى النصف في الفئات العمرية التي تترواح بين 15 و17 سنة وذلك بسبب اتباع نظام التلقيح في مدارس البنات ضد فيروس الورم الحليمي البشري ("إتش بي في" HPV) الذي يصيب عنق الرحم.
وصرّحَتْ الدكتورة جوندا هيوز رئيسة إدارة "مراقبة العدوى المنقولة جنسيّاً" ("إس تي أي" STI) في مؤسّسة "الصحة العامة في إنجلترا"، إنّ "ارتفاع الحالات للأشخاص المُصابين بعدوى الأمراض المنقولة جنسيّاً، هو أمر مقلق. ويشكّل النوع من الأمراض خطراً بالغاً على صحة الإنسان، سواءً المُصاب به أو شركائه في الممارسة الجنسيّة مستقبلاً... بغض النظر عن السن الذي يصل إليه الإنسان أو نوع العلاقة التي يمارسها، من المهم جداً أن يعتني بشؤون صحتة الجنسيّة. وإذا مارس الجنس مع شريك جديد أو شخص عابر، فلا بد أن يحرص على ارتداء الواقي الذكري ويحصل على فحوصات منتظمة".
© The Independent