تحاول الحكومة العراقية من خلال سلسلة من الإجراءات والخطوات التواصل مع العراقيين المقيمين في أوكرانيا لمعرفة أوضاعهم خلال الحرب الدائرة هناك وكيفية تأمين السلامة للجالية العراقية، وسط تصاعد الدمار الذي يخلفه القصف الروسي لمعظم المدن الأوكرانية.
أكثر من 5000 عراقي
وبحسب المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد الصحاف، فإن عدد أبناء الجالية العراقية في أوكرانيا أكثر من 5500 شخص، أغلبهم من الذين يدرسون في الجامعات الأوكرانية، وقال الصحاف، إن السفارة العراقية في كييف خصصت لهم رقماً للحالات الطارئة، مشيراً إلى "إجلاء 223 مقيماً عراقياً من أوكرانيا منذ بداية الحرب"، مبيناً أن "هؤلاء دخلوا بولندا بحسب إحصاء رسمي زودتنا به السلطات البولندية، ومن خلال تنسيق سفارة العراق في وارسو".
الكاظمي في أوكرانيا
وأجرى وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، اتصالاً هاتفياً مع عميد الجالية العراقية في أوكرانيا عدنان الكاظمي، لبحث أوضاع العراقيين وسبل تحقيق الاستجابة الممكنة لهم خلال الظرف الراهن، وذكر بيان لوزارة الخارجية العراقية أن حسين أكد خلال الاتصال متابعة الوزارة باهتمام بالغ تطورات الأحداث في أوكرانيا وانعكاسات ذلك على أمن وسلامة الجالية العراقية، مشيراً إلى أنه استمع إلى تفاصيل عرضها الكاظمي، والاستجابة العاجلة لمتطلبات الجالية من قبل وزارة الخارجية والإجراءات التي اتخذتها دعماً للجالية، وسمحت وزارة الخارجية العراقية بمنح سمات دخول للأوكرانيات زوجات العراقيين وأبنائهم بصورة مستعجلة بهدف نقلهم من الأراضي الأوكرانية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وعلى الرغم من خطوات الحكومة العراقية، فإن معاناة العراقيين المقيمين في أوكرانيا لا تزال مستمرة من ناحية التواصل مع السفارة العراقية في كييف أو ما يتعلق بصعوبات النزوح إلى بولندا.
معاناة العامري
وتحدث مرتضى العامري عن معاناته في أول أيام القصف الروسي إلى العاصمة كييف يوم 26 فبراير (شباط) الماضي، مشيراً إلى أنه عانى من ساعات وأيام عصيبة منذ اليوم الأول للقصف، وقال العامري الذي يسكن في العاصمة الأوكرانية كييف أنه استيقظ في الساعة الخامسة فجراً على أصوات القصف الروسي لأوكرانيا بعد سلسة انفجارات هزت كييف، مبيناً أن "القصف الروسي كان بمثابة مفاجأة لنا، إذ إن الجميع كان يتوقع أن يكون هناك تفاهم بين الجانب الأوكراني والروسي".
أضاف العامري أنه "خرج إلى محلات التسوق، وشاهد حركة تجمعات كبيرة وسط هلع كبير من الأهالي"، مشيراً إلى أن "الساعة تجاوزت الخامسة فجراً ما زاد من الضغط النفسي علينا على الرغم من أن الانفجارات في اليوم الأول كانت خفيفة".
غرب أوكرانيا
وتابع أنه عاش أربعة أيام من المعاناة وقرر استئجار سيارة أجرة ومن ثم استقل القطار المتجه إلى غرب أوكرانيا في مدينة لفيف على الحدود البولندية، وعلى الرغم من شدة الضغط على المعابر الحدودية مع هذه المدينة فإنه استطاع أن يصل بولندا، وشرح العامري حجم المعاناة والهلع في طريق وصوله إلى المدينة الحدودية مع أوكرانيا، حيث واجه معاناة كبيرة في طريق الذهاب، لافتاً إلى اتصاله بأرقام الطوارئ التي أعلنت عنها الحكومة العراقية، إلا أننا "لم نوفق بالاتصال بالسفارة العراقية".
لن أعود
وأكد العامري، وهو متزوج من أوكرانية، ولديه طفلان ومقيم في أوكرانيا منذ 10 سنوات، عدم وجود نية لديه للعودة إلى العراق، على الرغم من المعاناة التي يعيشها حالياً، مشيراً إلى استمرار مكوثه في بولندا حتى استقرار الأوضاع، وبيّن أن جميع الذين تواصل معهم من العراقيين في أوكرانيا لا يرغبون بالعودة إلى بغداد.
نفاد المؤنة
وقال مصطفى صباح، الذي كان يعيش في مدينة أوديسا، جنوب أوكرانيا، إن العراقيين هناك يعانون من النيران الأوكرانية والروسية لكونهم أجانب، ولذلك هم يتخوفون من الخروج من المنزل وبعضهم قد نفدت مؤنه، وأضاف صباح أن القصف الروسي عندما بدأ كنت في أوديسا، واتصلت بإخوتي الذين يسكنون في كييف، وعشنا أياماً مرعبة، وقال إنه يمكث حالياً في إحدى الدولة الأوروبية.بين نارين
وانتقد صباح وزارة الخارجية العراقية لعدم قيامها بإجلاء العراقيين، وقال إن بعض العراقيين من أصدقائه الذي يسكنون العاصمة كييف لا يغادرون منازلهم خوفاً على أرواحهم وباتت مؤنهم على وشك النفاد.
وعلى الرغم من المعاناة التي تحدث عنها صباح، وهو طبيب حصل على شهادته من أوكرانيا، فإنه لا يعتزم الرجوع إلى العراق.
ويدرس عدد كبير من العراقيين في الجامعات العراقية منذ سنوات وبعضهم قرر المكوث في أوكرانيا بعد إكمال الدراسة.