عادت الميليشيات الحوثية بطائراتها المسيرة لاستهداف المنشآت النفطية في السعودية، ذلك بعد أن أعلنت وزارة الطاقة في البلاد، فجر اليوم الجمعة، أن مصفاة نفطية في العاصمة الرياض تعرضت لهجوم حوثي، صباح الخميس، "نتج عنه حريق صغير وتمت السيطرة عليه".
ونقلت وكالة الأنباء السعودية (واس) عن مصدر مسؤول قوله، إن "الهجوم على مصفاة النفط نفذته طائرة مسيرة تعمل بالتحكم عن بعد". وأضاف أنه لم يترتب على الاعتداء أي إصابات أو وفيات، كما لم تتأثر أعمال المصفاة ولا إمدادات البترول ومشتقاته.
وشدد على أن السعودية، "تُدين بشدة ھذا الاعتداء الجبان، وتؤكد أن هذه الأعمال التخريبية والإرهابية، التي تكرر ارتكابها ضد المنشآت الحيوية والأعيان المدنية في مناطق مختلفة من المملكة، لا تستهدف المملكة وحدها، وإنما تستهدف، بشكلٍ أوسع، زعزعة أمن واستقرار إمدادات الطاقة في العالم، وبالتالي التأثير سلباً على الاقتصاد العالمي".
وجدد المصدر دعوة السعودية للدول والمنظمات حول العالم للتصدي لمثل هذه الأعمال التخريبية والإرهابية ومواجهة كل الأطراف التي تنفذها أو تدعمها.
ويأتي الهجوم الحوثي بعد ساعات من إعلان تحالف دعم الشرعية في اليمن عن تدمير طائرة مسيرة أطلقت باتجاه جازان في جنوب البلاد.
وتعد أبرز الهجمات الحوثية التي استهدفت المنشآت النفطية في السعودية ما نفذته الجماعة، وأعلنت عن تبنيه في 14 سبتمبر (أيلول) عام 2019 حين استهدفت منشأتين تابعتين لشركة "أرامكو" في بقيق وهجرة خريص، وهي التي أثارت استنكار المجتمع الدولي.
وفي مارس (آذار) من العام الماضي، استهدفت الجماعة المصفاة نفسها الرياض، وهو الهجوم الذي تسبب في حريق تمت السيطرة عليه. وفي الشهر نفسه أيضاً تبنت الميليشيات الحوثية استهداف خزانات نفطية في ميناء رأس تنورة بشرق البلاد، أحد أكبر موانئ شحن النفط في العالم.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
مصفاة الرياض
ويعد موقع مصفاة تكرير البترول في الرياض مهماً، كونه ضمن المصافي القلائل على مستوى العالم التي لا تطل على مصدر مائي، وتنتج احتياجها من المياه المقدر بنحو 15 ألف برميل يومياً من خلال معالجة مياه الصرف الصحي، في حين تحتضن المصفاة وحدة للتجزئة الهيدروجينية بطاقة 30 ألف برميل، ووحدة تهذيب بالوسيط الكيماوي للتحويل إلى منتجات مزج البنزين.
وتسهم مصفاة الرياض في دعم الطاقة التكريرية التي أضافت 1.2 مليون برميل للطاقة التكريرية خلال 3 سنوات، لتفي بالمتطلبات الزائدة على المنتجات المكررة، فيما نجحت المصفاة في وقت سابق في رفع طاقتها التكريرية البالغة 130 ألف برميل من النفط الخام في اليوم، وإنتاجها من المشتقات البترولية لتبلغ نحو 100 مليون برميل.
وتشمل مصفاة العاصمة، غاز البترول المسال بطاقة 15 مليون برميل سنوياً. وهي تنتج قرابة 22 مليون برميل سنوياً من الديزل، فيما تقدر طاقة البنزين بـ16 مليون برميل، ووقود الطائرات بطاقة 5 ملايين برميل، وغاز الطبخ بطاقة مليوني برميل، وهو ما يكفي لمليون أسرة، والإسفلت بطاقة 7 ملايين برميل سنوياً تكفي لإنشاء 650 طريقاً سريعاً.
شراكة استثمارية
في غضون ذلك، أعلنت "أرامكو السعودية"، عن الدخول في شراكة استثمارية لتطوير منشأة تضم مصفاة رئيسة ومجمعاً متكاملاً للبتروكيماويات في شمال شرقي الصين.
وبحسب البيان، ستعمل "أرامكو هواجين للبتروكيماويات"، وهي مشروع مشترك بين "أرامكو السعودية"، وشركة "مجموعة شمال هواجين للصناعات الكيماوية"، وشركة "بانجين"، على تطوير مجمع تحويل السوائل إلى كيماويات.
ويأتي القرار، الذي يخضع لاستكمال توثيق المعاملات والحصول على الموافقات اللازمة من الجهات التنظيمية المختصة وشروط الإغلاق، عقب إنشاء المشروع المشترك "أرامكو هواجين للبتروكيماويات" الذي تم في ديسمبر (كانون الأول) من عام 2019، والذي ضم الشركاء الثلاثة.