قبل أسبوع وقف مذيع شبكة "سي بي أس" الأميركية في بث مباشر من كييف، رافضاً الغزو الروسي لأوكرانيا بالقول إنها بلد "متحضر وأوروبي نسبياً" مقارنة مع دول مثل "العراق أو أفغانستان اللذين شهدا صراعاً مستعراً لعقود".
بعيداً من مقاييس التحضر والمعايير المزدوجة والعنصرية في التعامل مع نكبات الشعوب، فإن المتحضر ما كان ليكون هكذا لو لم يتمكن مجتمعه وبالأحرى نسائه من التعليم والعيش في سلام وبكرامة.
وبينما العالم يحتفي بالمرأة هذا الأسبوع، يبدو أنه أغفل مئات آلاف من الفتيات الأفغانيات ممن حُرمن من التعليم بعدما رأين بأعينهن طاقات الأمل ورسمن خرائط مستقبل حالم، لكن سرعان ما أغُلقت كتبهن، ولا أحد يعرف متى أو عمَّ إذا كانت ستُفتح مجدداً.
فبينما كن ينسجن أحلامهن الصغيرة في آفاق من الحرية، التي بدت أشعتها تتسلل إلى النوافذ عبر انتصارات صغيرة خلال العقد الماضي، استيقظت أولئك الفتيات وغيرهن من النساء على كابوس من الظلام أعادهن نحو أكثر من عشرين عاماً إلى الوراء، ليبدأن مرحلة جديدة من الكفاح والألم وتجميد أحلامهن قليلاً، فربما ينتبه العالم مجدداً إلى أولئك الحالمات اللائي عدن إلى الاختباء وراء "الشادور" القسري قابعات داخل غرفهن المظلمة، بعد أن عادت تلك الحركة المتطرفة للاستيلاء على السلطة في بلادهن.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
منذ استيلائها على السلطة في 15 أغسطس (آب) الماضي، وخروج فوضوي للقوات الأميركية من أفغانستان، محت حركة "طالبان" عقدين من المكاسب التي حققتها الأفغانيات، فتم إقصاؤهن من الوظائف الحكومية والإعلام، ومُنِعن من الانتقال بمفردهن مسافة أكثر من 35 كيلومتراً، لم تعد الصغيرات من الفتيات قادرات على الالتحاق بالمدارس، وبلغ الأمر إلى قتل شرطية حامل بالرصاص أمام زوجها وطفلها في مقاطعة غور، غرب أفغانستان، وقامت عناصر الحركة بمحو كل صور النساء من الشوارع، حتى إن النساء أنفسهن بتن يظهرن نادراً وتحت غطاء كامل من الرأس حتى القدمين، الذي وصفته إحداهن بـ"القفص".
في أحاديث اختلطت بالدموع والتنهد قصت عدد من النساء والفتيات الأفغانيات لـ"اندبندنت عربية"، عبر الهاتف، أحلامهن ويأسهن في الوقت نفسه.
كان هناك أمل رغم القتل
القصص المشينة والمرعبة لفتيات صغيرات في قندهار جرى اقتيادهن للزواج بعد أن حُرمن من التعليم، تقف أشبه بكابوس واقعي في عقل "مدينة" تلك الفتاة ذات الأربعة عشر عاماً. ففي واحدة من القصص المؤلمة للنساء والفتيات اللاتي يتحملن ظلماً مضاعفاً، سواء بسبب أحكام الحركة المتطرفة المناوئة للمرأة أو جراء الفقر، اضطر أب لبيع طفلته ذات السنوات الـ9 كعروس لرجل يكبرها بأكثر من أربعة عقود، وفق ما ورد في القصة التي نشرتها شبكة "سي أن أن" مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
تعيش "مدينة" في كابول مع أسرتها، حيث لا تشيع كثيراً ظاهرة زواج القاصرات، لكن على بعد نحو 500 كم حيث تقطن عائلة أمها في قندهار فإن الضحايا كثيرات، وهو الأمر الذي يرهب الفتيات في أنحاء أفغانستان، لا سيما الحالمات مثل "مدينة" وزميلاتها في المدرسة. لكن يبقى أكبر مخاوف "مدينة" هو ألا تسمح حركة "طالبان" لها بالعودة إلى المدرسة على الرغم ومن عودهم بالسماح للفتيات بالتعليم.
تريد الفتاة الصغيرة أن تصبح قاضية، وتقول، "ما أريده لكل سيدة أفغانية أن يكون لها حق وحرية الاختيار. أن تكون حرة في تخطيط مستقبلها واتخاذ قراراتها بنفسها. عندما أكبر أريد أن تكون لدي الفرصة لتقرير متى أتزوج وماذا أعمل؟".
قبل استيلاء "طالبان" على الحكم كانت مخاوف "مدينة" تتعلق بوقوع تفجير في مكان ما يلحق بها أو بأسرتها أو مدرستها، لكنها تستدرك بالقول "مع ذلك كان هناك أمل في المستقبل، وأن أحقق حلمي. الآن تظل هذه المخاوف باقية، لكن دون أمل في مستقبل أفضل، الجميع الآن يخشى المستقبل، الفتيات تخاف غلق المدارس وعدم السماح لنا بالعمل."
لا يختلف حديث الفتاة ذات الأربعة عشرة عاماً عن حديث الطفلة ذات السنوات العشر. فـ"بريطانيا" الصغيرة تريد العودة إلى مدرستها سريعاً، لتستكمل مشوارها لتكون طبيبة، كما أبلغتني. كانت كلمات تلك الصغيرة الملهمة بسيطة، لكنها تحمل ألماً وخوفاً نسجته ربما حكايات من حولها، أوفي أن سجنها داخل المنزل خشية من خطر التطرف بالخارج، جعلها أكثر وعياً لما يحدق بمستقبلها.
بعثت بريطانيا برسالة خاصة إلى العالم، قائلة "أريد من العالم أن لا ينسوا أفغانستان. نخشى وزميلاتي ألا نعود مجدداً إلى المدرسة. عليهم أن يعتنوا بنا، ويضغطوا على طالبان للسماح لجميع الفتيات بالذهاب إلى المدرسة".
وفي أواخر فبراير (شباط) الماضي، قالت المديرة التنفيذية لـ"اليونيسيف"، كاثرين راسل، إن حركة "طالبان" تظهر "التزاماً" بالسماح للفتيات الأفغانيات بالذهاب إلى المدارس في جميع أنحاء البلاد في مارس (آذار)، وذلك تلبية لشرط رئيس وضعه المجتمع الدولي.
ومع ذلك، فإنها أشارت إلى أنه لم يتضح بعد ما إذا كان التزام "طالبان" إعادة فتح المدارس للفتيات والنساء في 21 مارس سيتوقف على مزيد من الشروط أو القيود.
وحوش الزومبي
لا تبدو وعود قادة "طالبان" للمؤسسات الدولية في شأن حماية حقوق النساء ذات تأثير بالداخل، فبالنسبة إلى "ليما"، (اسم مستعار استخدمته خشية طالبان) فإن هذه مجرد دعاية. وتقول "أسمع أحياناً الإعلام الغربي يتحدث عن أن (طالبان) أصبحت مختلفة، وأن هذه نسخة جديدة عما كانت عليه في التسعينيات، كما أن الحركة نفسها تحاول تقديم تلك الصورة. في كل مرة أسمع هذا الكلام أقول حسناً ربما الأمور مختلفة فعلاً، وأحاول طمأنة نفسي، لكن لا، ليست هذه الحقيقة، طالبان هي طالبان، النسخة نفسها والرعب نفسه الذي نعيشه والقمع."
المشهد الحالي ليس غريباً على الأفغانيات البالغات، بل كان تكراراً لتلك الأحداث التي وقعت عام 1996، عندما استولت "طالبان" على الحكم للمرة الأولى، قبل أن تشن الولايات المتحدة حربها في أفغانستان في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2001، وتطيح الحركة المتطرفة. فالصدمة العالقة في النفوس جراء الوحشية القديمة زادت من الآلام النفسية العميقة التي بدت في الأصوات المرتجفة عبر الهاتف.
في استحضار للماضي جنباً إلى جنب مع الحاضر، تسرد ليما، (30 سنة) أول صدمة لها عندما كانت تبلغ من العمر ست سنوات فقط، وبينما كانت تلعب في شرفة منزلها في كابول شاهدت ذلك الحادث المروع لعناصر من "طالبان" يقومون بالاعتداء على سيدة بالعصا، لأنها لم تكن ترتدي الزي الذي تفرضه الحركة المتطرفة على النساء، الذي تصفه ليما بأنه يشبه "القفص"، ولا يتعلق بالحجاب الإسلامي الذي تعرفه. تقول "لا تزال هذه الوحشية مطبوعة في عقلي. عندما أخرج من المنزل أرتدي الحجاب، لكنني أشعر بالخوف، لا يمكنني وصف كم أن هذا أمر مرعب".
وتواصل حديثها عن أحداث أغسطس (آب) الماضي، التي تشبه كثيراً مشهداً من فيلم "هوليوودي" دراماتيكي انقلبت فيه الشاشة فجأة من النور نحو الظلام المخيف، مع دخول "وحوش الزومبي الذين يمكن أن يلتهموا أياً من عائلتك، أصدقائك، أو أي شخص، بينما عليك أن تعيشي معهم في المكان نفسه، وتتظاهري أن لا شيء حدث"، هكذا تصف ليما عناصر "طالبان" عندما دخلوا للسيطرة على العاصمة الأفغانية الصيف الماضي.
بينما يتحدث العالم عن خروج مخز للقوات الأميركية من أفغانستان، واتهام واشنطن بتسليم أكثر من 38 مليون نسمة لقبضة حركة متطرفة، فإن ليما ترفض كلاً من الوجود الأميركي و"طالبان". تلقي الطبيبة الشابة باللوم على الولايات المتحدة لصعود "طالبان"، مشيرة إلى التاريخ الحديث لتأسيس الجماعة التي خرجت من عباءة الجماعات المسلحة التي مولتها الولايات المتحدة ضد السوفيات خلال ثمانينيات القرن الماضي. وتقول "إنهم وحوش الزومبي الذين أحضرتهم أميركا".
وتضيف، إن الحياة تحت الوجود العسكري الأميركي كانت بالتأكيد أفضل من "طالبان"، على الأقل بالنسبة إلى النساء "قبلاً، كانوا طالبان يقومون بتفجيرات وهجمات مميتة، لكن الجميع كان يمارس حياته بحرية، كنا ندرس، ونذهب إلى العمل. الآن كل شيء تغير، عقولنا أصبحت مضطربة".
طبيبة مع إيقاف التنفيذ
تخرجت ليما في كلية الطب، لكنها لا تمارس مهنتها، بسبب إجبار أغلب الفتيات من خريجات الطب على التخصص في أمراض النساء وبعض التخصصات المحدودة، بينما تريد هي أن تصبح طبيبة نفسية، لذا تُمني نفسها دائماً بحلم الهجرة البعيد. وعلى الرغم من مساندة أبيها وأسرتها لها لكنها "سيئة الحظ"، فما كادت أن تبدأ حياتها العملية حتى عادت "طالبان" للحكم لتقضي على حلمها.
تقول "هناك كثيرات طبيبات نساء، أريد أن أكون طبيبة نفسية. للأسف علمت أن طالبان ستوقف الطبيبات العاملات في تخصصات غير النساء. نحتاج إلى طبيبات في كل التخصصات". وتضيف أنه لا يمكن لأحد أن يجادل في ذلك الأمر مع "طالبان"، لأن لغتهم "الضرب".
دائماً ما تمنح ليما نفسها بعض الأسباب للصبر والأمل، وتقول "على الأقل أنا محظوظة، فما زال بإمكاني أن أعمل طبيبة، تعلمين أن النساء اللائي درسن باجتهاد ليصبحن مهندسات أو محاميات أو أي عمل آخر للأسف هن الآن في البيوت وغير مسموح لهن بالعمل. طالبان يرفضون عمل النساء بجانب الرجال"، لذا النساء إما يعملن كطبيبات في تخصصات محدودة أو مدرسات.
وتضيف أن المستقبل أصبح غامضاً جداً بالنسبة إلى الجميع، لكنه أكثر اضطراباً بالنسبة إلى الطلاب ممن يذهبون إلى الجامعة، لكنهم لا يعرفون مصيرهم. تحدثت ليما عن الفتيات في عائلتها وشعورهن بأنه لا مستقبل أو حياة عملية لهن وتقول "الجامعات والمدارس الحكومية متوقفة. الطلاب محبطون لدرجة أنهم يبكون ويتضرعون إلى الله".
بسبب القيود التي وضعتها حركة "طالبان" على حركة النساء، إذ ليس بإمكانهن التنقل مسافة تزيد على 35 كم دون الأب أو الأخ أو الزوج، فإنها لم تستطع استخراج جواز سفر، إذ إن أباها مسن، ولا يمكنه التحرك هذه المسافة.
المال مقابل الفتيات
تعاني أفغانستان أزمة إنسانية ذات أبعاد كارثية. قبلاً كان يجري تمويل ثلاثة أرباع الإنفاق العام للبلاد من خلال المساعدات الخارجية، وعندما انسحبت الولايات المتحدة، واستولت "طالبان" على الحكم، جُمدت هذه المساعدات. الآن، يواجه ما يقرب من تسعة ملايين شخص انعدام الأمن الغذائي، وفقاً لبرنامج الغذاء العالمي.
وتواجه الأمم المتحدة والمنظمات الدولية تحديات متزايدة في معالجة الأزمة المتفاقمة، فمن أصل ملياري دولار من المساعدات التي تحتاجها الـ"يونيسيف" للتعامل مع الأزمة، جرى تمويل 17 في المئة فقط من المبلغ.
وهناك أكثر من مليون طفل دون سن الخامسة يعانون سوء التغذية الحاد، وتعاني واحدة من كل ثلاث مراهقات من فقر الدم، وفقاً لـ"ليونيسف". كما أن أكثر من نصف السكان، (24 مليون أفغاني)، بحاجة إلى مساعدات إنسانية حيوية، وفقاً للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. وتتوقع الأمم المتحدة أن ما يصل إلى 97 في المئة من الأفغان قد يعيشون تحت خط الفقر هذا العام.
بسبب الأزمة الاقتصادية في البلاد والأوضاع الإنسانية المتدهورة، تخشى ليما الزواج القسري "من أجل البقاء على قيد الحياة، ستتجه مزيد من العائلات لبيع بناتهن من أجل المال". على الرغم من الألم تقول الطبيبة الشابة "ما زلت أؤمن بقوة النساء. أؤمن أن هناك أملاً".
من مستشفى للأطفال وسط كابول تحدثت لنا الطبيبة "هادية"، (30 سنة). مشيرة إلى أنه بسبب الفقر والبطالة، فإن جميع الأطفال الذين يترددون إلى المستشفى يعانون الفقر ونقص الغذاء. وأضافت أن هناك زيادة متواصلة في عدد حالات سوء التغذية بين الأطفال، وقد وفرت الـ"يونيسف" كثيراً من الطعام والحليب لمن تقل أعمارهم عن خمس سنوات.
تعج مستشفيات الأطفال بالأمهات من جميع أنحاء البلاد، اللاتي يسعين للحصول على العلاج لأطفالهن الذين يعانون سوء التغذية. وتقول هادية إن العائلات لا يمكنها تحمل تكاليف البقاء في المستشفى لأسابيع، لذا يجري الاعتماد عادة على المساعدات الخارجية. في ما يتعلق بالنساء، فإنه في المقاطعات خارج كابول، منعت "طالبان" السيدات من زيارة الأطباء الرجال.
قيود متزايدة وشجاعة نسائية
في حين لا تشعر "هادية" بتأثير كبير في عملها داخل المستشفى من قبل "طالبان"، سوى في ما يتعلق بالفصل بين الأطباء والعاملين من النساء والرجال، فإنها تعاني في طريقها للوصول إلى عملها بسبب القيود التي فرضتها "طالبان" على الفتيات والسيدات عند ارتياد وسائل المواصلات، إذ يجب أن تجلس في المقعد الخلفي فقط بعيداً من الرجال، وهو ما يجعلها تنتظر طويلاً حتى تتمكن من إيجاد مقعد فارغ. وتضيف، أن الجميع باتوا يحاولون الهروب من البلاد بسبب الخوف من "طالبان"، وما فرضوه من قيود على الحياة اليومية، فبشكل عام لم يعد الأفغان يشعرون بالأمان.
تقول الطبيبة الشابة، وهي من ولاية ننغرهار، إن القيود التي تفرضها "طالبان" على النساء أكثر تشدداً في المناطق الأخرى خارج كابول. ففي ننغرهار لا يُسمح لأي امرأة بالخروج دون البرقع أو ما يُطلق عليه الشادور. يُفسر البعض ذلك التفاوت بأنه محاولة من قادة "طالبان" لتصدير صورة مختلفة عن الواقع للإعلام الدولي الذي يركز على العاصمة كابول.
تؤكد أيضاً تلك الحالة من خيبة الأمل والقلق بين الفتيات ممن حُرموا من المدرسة. وتقول "أرى جيراني والفتيات في الحي والأصدقاء، إنهم مكتئبون للغاية، لأنهن لا يستطعن مواصلة دراستهن".
ومع ذلك، تشير إلى أن النساء والفتيات في أفغانستان يواجهن حركة "طالبان" بشجاعة، قائلة "إنهن لسن الفتيات والسيدات قبل 20 عاماً. إنهن متعلمات جيداً، يعرفن العالم، يعرفن حقوقهن".
ومنذ استيلاء "طالبان" على الحكم، شهدت كابول وغيرها من مدن البلاد تظاهرات عدة احتجت فيها الناشطات على القيود المفروضة على النساء. لكن في الأسابيع الأخيرة الماضية، شنت الحركة حملة قمع ضارية ضد الناشطات الأفغانيات، ووفقاً لتقرير نشرته وكالة الصحافة الفرنسية أواخر يناير (كانون الثاني) الماضي، أفادت ناشطات بأن الحركة تداهم المنازل لاعتقال الناشطات، وأنها اعتقلت امرأة واحدة على الأقل.
منحونا الأمل ثم رحلوا فجأة
تلقى هادية باللوم على الولايات المتحدة التي غادرت قواتها تاركة البلاد في حالة من الظلام. وتقول "الأميركيون أتوا من أنفسهم ورحلوا من أنفسهم، عندما أتوا قالوا إنهم جاءوا من أجل سلام الشعب الأفغاني. منحونا الأمل في مستقبل مشرق والحلم، وعندما قرروا الرحيل فإنهم رحلوا تحت جنح الظلام دون أن يطلب أحد منهم ذلك. تركونا في وضع مظلم".