يقول خبراء في مجال الطاقة إن النفط والغاز الروسيين غير المرغوب فيهما يفرضان "معضلة بيئية"، لأنهما قد يؤديان إلى تسرب مزيد من غاز الميثان إلى البيئة.
ففي حين تنبعث غازات دفيئة قوية خلال مراحل إنتاج الوقود الأحفوري، قال الخبراء إن خطراً إضافياً يتمثل في ناقلات النفط والغاز العالقة في البحر في ظل العقوبات المفروضة بسبب الحرب في أوكرانيا.
وإذا اضطرت روسيا إلى الحد من إنتاجها من الوقود الأحفوري، قال خبراء الطاقة إن ذلك قد يشكل أيضاً مشكلة، إذ تمثل الآبار المغلقة "مصدراً رئيساً" لتسرب الميثان.
وقال الدكتور سيمون كران-ماك غريهين رئيس التحليلات في وحدة معلومات الطاقة والمناخ "تستمر هذه الأزمة في تأكيد المشاكل المرتبطة بالوقود الأحفوري".
وتخلت بلدان عن الوقود الأحفوري الروسي - الذي يشكل قطاعاً يخشى من أنه يمول العمل العسكري في أوكرانيا - منذ بدأت الحرب في أوروبا الشرقية، بأن حظرت وارداته ووضعت خططاً لتجاوزه.
وحظرت المملكة المتحدة دخول النفط والغاز الروسيين إلى موانئها بسبب النزاع. كذلك يرفض عاملون تفريغ ناقلات الوقود الأحفوري الروسي -حتى حين تأتي الناقلة من بلد آخر- تضامناً مع أوكرانيا.
وتقدر الحكومة البريطانية أن عشر سفن في الأقل تبحث عن مكان آخر ترسو فيه منذ الغزو. ووفق وكالة "رويترز"، لا تزال إحداها عالقة في البحر بعد أسبوع من تحويلها بعيداً من بريطانيا.
وقال الدكتور رومان سيدورتسوف من وحدة أبحاث السياسات العلمية في جامعة ساسكس لـ"اندبندنت" "هناك خطر على صعيد تغير المناخ نتيجة لتسرب الميثان من هذه السفن.
"فتخزين النفط ونقله سواء في ناقلات أو صهاريج تخزين أو خطوط أنابيب يمثلان نحو 50 في المئة من إجمالي انبعاثات الميثان المرتبطة بقطاع النفط. وكلما طال تخزين النفط زاد تبخره".
وأشار الدكتور كران-ماك غريهين إلى وجود "خطر إضافي" لانبعاثات الميثان من الغاز العالق في السفن لفترة أطول من المعتاد.
ويحول الغاز الطبيعي إلى غاز طبيعي سائل عند نقله على متن سفينة ويتسرب تدريجياً إلى الخارج. وقال الدكتور كران-ماك غريهين إن الخسائر تكون أقل عندما تدخل شحنة في نظام الغاز الموجود على البر.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ورأى أن الوضع الأخير للغاز "أفضل من بقائه في البحر وتبخره في صهاريج".
وأضاف "إذا لم يكن أحد راغباً في استخدام هذا الغاز الروسي... فهذا يفرض معضلة بيئية حقيقية".
ومنذ غزت روسيا أوكرانيا، واجهت ردود فعل عنيفة وعقوبات من جانب المجتمع الدولي – بما في ذلك ما يتصل بقطاع الوقود الأحفوري.
وأعلنت المملكة المتحدة أنها ستتخلص تدريجياً من النفط الروسي بحلول نهاية العام، وستدرس كيفية خفض كمية الغاز المستورد في شكل أكبر.
وتعهد الاتحاد الأوروبي وقف واردات الوقود الأحفوري الروسي قبل نهاية العقد، بينما أعلنت الولايات المتحدة الثلاثاء حظراً على واردات النفط من روسيا.
وفي ضوء انخفاض الطلب الدولي، قال الدكتور سيدورتسوف "ليس موقف الموانئ البريطانية [الرافض لرسو الناقلات الروسية] سوى البداية".
وقال كبير الزملاء الباحثين في العدالة الخاصة بالطاقة "سيكون لزاماً عليهم [الروس] أن يقلصوا الإنتاج عند مرحلة ما إذ أشك جدياً في قدرتهم على الحفاظ على هذا المستوى من التصدير".
وقال إن إغلاق الآبار أمر شائع. "فالآبار المغلقة، ولا سيما إذا لم تغلق في شكل مناسب، تشكل مصدراً رئيساً لانبعاثات الميثان".
تواصلنا مع حكومة المملكة المتحدة للحصول على تعليق.
© The Independent