Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بايدن في زيارة "فريدة" للأمازون وسط القلق من ترمب

البيت الأبيض سيعلن مضاعفة المساهمة الأميركية في صندوق حماية الغابة إلى مئة مليون دولار

وقع بايدن على إعلان يحدد 17 نوفمبر يوماً عالمياً للحفاظ على الطبيعة خلال جولة بمتحف الأمازون (أ ف ب)

ملخص

كان في استقباله لدى نزوله من الطائرة مسؤولون محليون، وكارلوس نوبري عالم المناخ البرازيلي الحائز جائزة "نوبل" للسلام عام 2007 كعضو في مجموعة الخبراء الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ.

أصبح جو بايدن أمس الأحد أول رئيس أميركي يزور غابات الأمازون بينما لا يزال بالسلطة في إطار تحذيره من مخاطر الاحتباس الحراري التي يتجاهلها سلفه دونالد ترمب، الذي تعهد بإلغاء تدابير مكافحة تغير المناخ.

وحطت طائرة بايدن (81 سنة) في مدينة ماناوس بالبرازيل، الواقعة في قلب أكبر غابة مدارية في العالم، بحسب ما أفاد مصور في وكالة الصحافة الفرنسية. وتأتي زيارته في إطار جولة في أميركا الجنوبية يرجح أن تكون آخر رحلة كبيرة له إلى الخارج قبل نهاية ولايته.

وكان في استقباله لدى نزوله من الطائرة مسؤولون محليون، وكارلوس نوبري عالم المناخ البرازيلي الحائز جائزة "نوبل" للسلام عام 2007 كعضو في مجموعة الخبراء الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، ورافق الرئيس الأميركي ابنته آشلي وحفيدته ناتالي ووزير الخارجية أنتوني بلينكن.

فوق الغابة الكثيفة

وتبرز هذه الزيارة التي تتم بين قمة "آسيا- المحيط الهادئ" في ليما، وقمة قادة "مجموعة الـ20" في ريو دي جانيرو، التزام الرئيس الديمقراطي "مكافحة التغير المناخي في بلاده والخارج"، على ما أفاد مستشاره للأمن القومي جيك سوليفان.

وأعلن البيت الأبيض قبيل وصول بايدن إلى ماناوس أن الولايات المتحدة أوفت بالتزامها عام 2024 بزيادة مساعداتها الثنائية إلى 11 مليار دولار لمكافحة تغير المناخ، وبذلك تصبح "أكبر مانح ثنائي في العالم بمجال التمويل المناخي".

ويُعدّ هذا الإعلان رمزياً في وقت يختلف المشاركون في مؤتمر المناخ "كوب 29" في باكو حول الجهات التي يجب أن تمول مكافحة تغيّر المناخ.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال المتخصص في التمويل المناخي فريدريك رودر من منظمة "غلوبال سيتيزن" غير الحكومية إنه "ينبغي ألا تتباهى أية دولة بأنها أكبر جهة مانحة ثنائية. فالمساهمة الإجمالية من ناحية تمويل المناخ هي التي تهم، والولايات المتحدة لم تصل قط إلى حصتها العادلة".

وتتعرض واشنطن لانتقادات بسبب تفضيلها المساعدات الثنائية على تمويل الصناديق المتعددة الأطراف التي تشترك في إدارتها الدول النامية.

وما زال الاتحاد الأوروبي أكبر مساهم على مستوى العالم في تمويل قضايا المناخ.

وأفاد البيت الأبيض بأن بايدن سيعلن من ماناوس مضاعفة المساهمة الأميركية في صندوق الأمازون لتبلغ مئة مليون دولار، وهو صندوق دولي لحماية هذه الغابة.

وستحلق طائرة الرئيس الأميركي فوق الغابة، ويزور متحفاً قبل أن يتحدث إلى وسائل إعلام، على ما أفاد البيت الأبيض، وسيلتقي أيضاً ممثلين للسكان الأصليين ومسؤولين محليين ينشطون في حماية الأمازون.

هواجس عودة ترمب

وللزيارة دلالات مهمة أيضاً فيما يستعد العالم لعودة دونالد ترمب إلى السلطة في الـ20 من يناير (كانون الثاني) عام 2025، مما يثير قلقاً حيال التزامات الولايات المتحدة في مجال المناخ، إذ إنها تحتل المرتبة الثانية على صعيد انبعاثات غازات الدفيئة في العالم بعد الصين.

وسحب ترمب الولايات المتحدة من "اتفاق باريس" للمناخ خلال ولايته الأولى، وأشار إلى أنه سيقدم على الخطوة نفسها خلال عهده الثاني.

وتضطلع غابة الأمازون التي تتشاركها تسع دول، بدور حيوي في مكافحة التغير المناخي بفضل قدرتها على امتصاص ثاني أكسيد الكربون، أحد غازات الدفيئة الرئيسة، وهي أيضاً من أكثر المناطق ضعفاً أمام تداعيات التغير المناخي وتدهور البيئة.

والأمازون من أكثر مناطق العالم رطوبة، لكن مع الجفاف الحاد الذي يضرب أميركا الجنوبية، اجتاحتها خلال العام الحالي أسوأ حرائق منذ عقدين، بحسب مرصد "كوبرنيكوس" الأوروبي.

وأدت عمليات قطع الأشجار إلى خسارة الغابة خلال أربعة عقود مساحة توازي تقريباً مساحة ألمانيا وفرنسا مجتمعتين، على ما أفادت دراسة حديثة للشبكة الأمازونية للمعلومات الاجتماعية- البيئية والجغرافية وهي تجمع باحثين ومنظمات غير حكومية.

نحو الطاقة المتجددة

ويلتقي بايدن الأسبوع المقبل في ريو دي جانيرو الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا الذي جعل من حماية هذه الغابة إحدى أولوياته، وتعهد خصوصاً العمل على وقف تام لعمليات القطع غير القانونية للأشجار في الجزء البرازيلي منها بحلول عام 2030.

ويعقد اللقاء بينهما على هامش قمة قادة دول "مجموعة الـ20" التي تقام غداً الإثنين وبعد غدٍ الثلاثاء في هذه المدينة البرازيلية.

وحذر خبراء كثر من أن ولاية ترمب الثانية قد تلجم عملية الانتقال نحو مصادر الطاقة المتجددة التي كانت باشرتها إدارة بايدن، وتقوض الآمال بتحقيق الأهداف الحيوية في مجال المناخ على المدى الطويل.

وخلال حملته وعد ترمب بـ"عمليات تنقيب" واسعة وزيادة استغلال مصادر الطاقة الأحفورية، وشكك صراحة في واقع التغير المناخي.

ومن شأن انسحاب الولايات المتحدة من المفاوضات المناخية أن يقوض الجهود العالمية لخفض الاعتماد على الطاقة الأحفورية من خلال إعطاء الدول الكبيرة الملوثة مثل الصين والهند، ذريعة لخفض أهدافها في هذا المجال.

المزيد من بيئة