Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

المفاوضات بين دول الشمال والجنوب في "كوب 29" تصل إلى طريق مسدود

يعول مندوبو الدول على قمة الـ20 في ريو... والتمويلات حجر عثرة أمام التوصل إلى الاتفاق

تقف الدول الغنية في مواجهة البلدان النامية المطالبة بتمويل مكافحة تغير المناخ (أ ف ب)

ملخص

تقف الدول الغنية في مواجهة البلدان النامية المطالبة بتخصيص 1.3 تريليون دولار سنوياً لتمويل مكافحة تغير المناخ حتى ثلاثينيات القرن الحالي.

وصلت المفاوضات بين الدول الغنية والفقيرة إلى طريق مسدود خلال مؤتمر الأطراف الـ28 للمناخ في باكو "كوب29" مما يعقد عمل وزراء من نحو 200 دولة يتوقع وصولهم في الأسبوع الأخير للمؤتمر، تزامناً مع انعقاد قمة مجموعة الـ20 في البرازيل.
وبعد ستة أيام على بدء المؤتمر يُنتظر أن تشهد هذه المرحلة تسليم المفاوضين الفنيين نسخة متفقاً عليها نسبياً للوزراء.
لكن عقب مفاوضات شاقة برعاية الأمم المتحدة في باكو، تنتظر الوزراء مسودة اتفاق تنص على خيارات متعددة لا تزال غير محسومة حول كيفية الاستفادة من مبلغ الألف مليار دولار أو أكثر الذي يُعد ضرورياً لمساعدة البلدان النامية على تقليل اعتمادها على النفط ومواجهة الكوارث المناخية.

تظاهرة صامتة

وفي خضم هذه الأجواء المتوترة تظاهر نحو 200 ناشط، اليوم، كما درجت العادة في منتصف كل مؤتمر للأطراف، ملتزمين الصمت وفقاً لقواعد الأمم المتحدة حتى لا يسببوا إزعاجاً للمشاركين في الاجتماعات.
وقالت جوارا وهي متظاهرة فضلت عدم الكشف عن اسمها الكامل "نطالب الدول المتقدمة بسداد ديونها المناخية".
ولم يحمل النص مساء السبت تغيرات بعد مفاوضات ليلية، مقارنة بنسخة من 25 صفحة تم التوصل إليها في اليوم السابق.
ولم يبق سوى أسبوع واحد قبل أن يختتم المؤتمر في 22 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري.
وقال مصدر دبلوماسي فرنسي، "من الواضح أننا في طريق مسدود، ولسنا حيث يجب أن نكون للتوصل إلى اتفاق".
وقال المراقب إسكندر إرزيني فيرنوا من المعهد المغربي "إيمال"، إنه "في ظل الانقسامات بين (دول) الشمال والجنوب، لم يكن يتوقَع حدوث تقدم كبير"، والمفاوضون "تركوا المشكلات الشائكة للوزراء".

تخفيف من المخاوف

وطمأن الوزير الإيرلندي إيمون رايان من جهته قائلاً، إن "الأمر ليس سيئاً كما يبدو من الخارج". كذلك خفف أحد المفاوضين الأوروبيين من حدة المخاوف، واصفاً الاجتماعات السياسية التي تتم في إطار من التكتم التام بـ"البناءة جداً" بين البلدان.
ومن المفترض أن يختتم مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ الذي تستضيفه أذربيجان هذا العام، بتحديد "هدف جماعي كمي جديد".
وسيحل هذا الهدف ابتداء من عام 2025 محل الهدف السابق الذي نص على تقديم الدول الغنية 100 مليار دولار سنوياً لمساعدة العالم النامي على مواجهة التغيرات المناخية.
وأجرى المبعوث الصيني لشؤون المناخ ليو تشن مين ونائب وزير البيئة تشاو ينغمين مناقشات خلف أبواب مغلقة اليوم مع المفوضية الأوروبية وألمانيا وفرنسا والدنمارك وهولندا، وفقاً لمصادر مطلعة على المفاوضات.
ويطرح آلاف المشاركين اقتراحاتهم في أروقة الملعب الأولمبي في العاصمة الأذربيجانية.

قمة مجموعة الـ20

وقد توفر قمة مجموعة الـ20 التي ستنعقد في ريو دو جانيرو الإثنين والثلاثاء المقبلين زخماً عن بعد لهذا المؤتمر.
ويعتقد المفاوضون والمراقبون أن البرازيل حريصة على إيجاد حل للمسألة المالية قبل انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ "كوب30" الذي تستضيفه العام المقبل في بيليم.
إلى ذلك، تسود أروقة المؤتمر أجواء من القلق من انسحاب الولايات المتحدة برئاسة دونالد ترمب أو الأرجنتين برئاسة خافيير ميلي من اتفاق باريس للمناخ.
وقالت وزيرة البيئة الكولومبية سوزانا محمد لوكالة الصحافة الفرنسية، إنه مهما حدث فهناك "دول ستأخذ زمام المبادرة في العمل المناخي"، لافتة إلى أن "الصين منخرطة بصورة كبيرة" فيه. وأعربت عن ثقتها بالمؤتمر مؤكدة أنه يشكل "منتدى حيث يمكننا مناقشة موضوع المناخ على مستوى العالم بطريقة سلمية وقائمة على العلم".
وأعربت محمد عن أملها بالحصول "في الربع الأول من عام 2025" على الاتفاق المالي الكبير حول حماية الطبيعة.

وأقر سمير بيغانوف أحد المفاوضين في الرئاسة الأذرية لمؤتمر الأمم المتحدة بأنه "ما زال هناك كثير للقيام به"، فيما قال رئيس الأمم المتحدة للمناخ سايمون ستيل اليوم "ما زال أمامنا طريق طويل، لكن الجميع يدركون تماماً التحديات في منتصف الطريق خلال مؤتمر الأطراف".

1.3 تريليون دولار

وفي باكو تقف الدول الغنية في مواجهة البلدان النامية المطالبة بتخصيص 1.3 تريليون دولار سنوياً لتمويل مكافحة تغير المناخ حتى ثلاثينيات القرن الحالي.

وجرى تداول مقترح جديد في شأن التمويل أمس الجمعة مع بقاء خيارات متعددة ما زالت غير محسومة داخل المسودة التي تقع في 25 صفحة، قبل وصول الوزراء خلال الأسبوع الأخير للمؤتمر الذي يختتم في الـ22 من نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري.

 

 

وقال أحد المراقبين "لا توجد حتى الآن إشارة واضحة إلى الاتجاه الذي ستسلكه المفاوضات لأن النص لم يختصر بما فيه الكفاية، مع عديد من الخيارات التي ما زالت مطروحة على الطاولة".

ومن المفترض هذا العام أن يختتم مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ الذي تستضيفه أذربيجان بتحديد "هدف جماعي كمي جديد"، أو (أن سي كيو جي) وفقاً لاختصاره باللغة الإنجليزية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وسيحل هذا الهدف الجديد ابتداء من عام 2025 محل الهدف السابق الذي نص على تقديم الدول الغنية 100 مليار دولار سنوياً، لمساعدة العالم النامي على الحد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري والتكيف مع التغيرات المناخية.

أجواء متوترة

لكن عديداً من الأسئلة ما زالت محل نقاش في أروقة الملعب الأولمبي داخل العاصمة الأذرية، من هي الدول والجهات التي عليها أن توفر التمويل، وما أنواع التمويل التي يجب احتسابها في الإجمالي، وما المدى الزمني... وقبل كل شيء، كم المبلغ؟

وأفاد أحد المراقبين بأن الأجواء كانت "متوترة" داخل القاعة التي شهدت المناقشات غير الرسمية أمس.

وتطرقت بعض الأطراف الغربية إلى مبلغ 1.3 تريليون دولار سنوياً، ولكنها تؤكد أن الموازنات العامة للدول لن تكون قادرة سوى على تغطية جزء صغير من هذا المبلغ. وهي تعول على القطاع الخاص أو البنوك المتعددة الأطراف أو جهات جديدة مثل الصين للمساهمة أيضاً.

وقال الوزير الإيرلندي إيمون راين هذا الأسبوع "نحن نعلم أننا في حاجة إلى ما لا يقل عن 1300 مليار دولار للدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط، هذا هو الرقم، ولكن السؤال هو ما مكونات هذا المبلغ؟".

 

 

ومن جانب البلدان النامية هناك طلبات أكثر تحديداً. فأقل البلدان نمواً البالغ عددها 45 بلداً (في أفريقيا بصورة رئيسة) تطالب بتخصيص ما لا يقل عن 220 مليار دولار لها كل عام، وتطالب الدول الجزرية الصغيرة بتخصيص 39 مليار دولار لها.

ويشعر الأوروبيون الذين يمتنعون عن طرح رقم محدد خلال الوقت الحالي بخيبة أمل، لأن عليهم من جديد مناقشة نص مفصل جداً.

وطلبت رئاسة "كوب 29" من الدول اليوم تقديم تعديلاتها قبل الثالثة بعد الظهر (11:00 توقيت غرينتش) بهدف نشر نص جديد أقصر.

ويعتقد الغربيون أنهم تلقوا إشارة حسن نية من الصين. فللمرة الأولى تحدثت بكين علناً عن "استثماراتها في العمل المناخي داخل البلدان النامية الأخرى" بالأرقام.

وتقول فريدريكي رودر من منظمة "المواطن العالمي" غير الحكومية إنه "لأمر ملح أن يوفر قادة العالم في اجتماع مجموعة الـ20 في ريو طاقة وزخماً سياسياً حقيقياً"، ومن دون ذلك فإن نتائج المفاوضات تواجه "خطراً جدياً". وتجمع مجموعة الـ20 أكبر الاقتصادات على هذا الكوكب يومي الإثنين والثلاثاء المقبلين في ريو.

ويعتقد المفاوضون والمراقبون أن البرازيل حريصة على إيجاد حل للمسألة المالية قبل انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ (كوب 30)، الذي تستضيفه خلال عام 2025 في بيليم.

ويقول سايمون ستيل "يتعين على زعماء مجموعة الـ20 أن يؤكدوا بصوت عال وواضح أن التعاون الدولي يظل الفرصة الأفضل والوحيدة للبشرية للنجاة من ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي".

اقرأ المزيد

المزيد من بيئة