كرر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطابه أمام الكونغرس الأميركي، الأربعاء 16 مارس (آذار)، دعواته لكل العلامات التجارية العالمية للخروج من روسيا، وهي سوق "غارقة بالدماء الأوكرانية"، كجزء من الجهود المستمرة لممارسة الضغط الاقتصادي، وأعلنت أكثر من 400 شركة انسحابها من روسيا منذ بدء الهجوم على أوكرانيا في 24 فبراير (شباط)، وفقاً لقائمة أعدتها كلية "ييل" للإدارة، ومع ذلك، بالنسبة إلى بعض العلامات التجارية، الحديث عن مغادرة السوق الروسية أسهل بكثير من التطبيق الفعلي.
الوجبات السريعة
عمالقة الوجبات السريعة "برغر كنج" و"صب واي"، ومتاجر التجزئة البريطانية "ماركس آند سبنسر"، وسلاسل الفنادق "أكور" و"ماريوت"، من بين عدد من الشركات المُقيدة من الانسحاب وسط اتفاقيات امتياز معقدة.
وقال دين فورناريس، الشريك في ممارسة الامتياز والتوزيع لـ "ويغين آند دانا"، لشبكة "سي أن بي سي"، "على عكس الشركة التي تمتلك عمليات، فإن شركة الامتياز التي تدخل سوقاً دولية تقدم التزاماً تعاقدياً ملزماً وطويل الأجل للطرف الآخر، وعادة ما يكون صاحب حق الامتياز أو المرخص له".
وبموجب هذه العقود، تقوم شركة، تعرف باسم مانح الامتياز، بتعهيد علامتها التجارية إلى طرف مقابل، يعرف باسم صاحب الامتياز، الذي يمتلك العلامة التجارية ويديرها في مكان معين، ويمكن للشركات التي تتطلع إلى توسيع نطاق وجودها في سوق معينة أن تجد مثل هذه الاتفاقيات منطقية من منظور تشغيلي أو مالي، لكن كعقود ملزمة قانونياً، بمجرد توقيعها، لا تترك مجالاً للمناورة، وقالت "صب واي" في بيان، "نحن لا نتحكم بشكل مباشر في هؤلاء أصحاب الامتياز المستقلين ومطاعمهم، ولدينا رؤية محدودة لعملياتهم اليومية".
في غضون ذلك، قال بائع التجزئة "ماركس آند سبنسر"، الذي يمتلك 48 متجراً في روسيا، إنها توقفت عن توفير المنتجات لمانح الامتياز، الشركة التركية "فيبا"، لكنهما ما زالا "في مناقشات" حول استمرار عمليات العلامة التجارية هناك.
وعلقت سلاسل الفنادق "أكور" و"ماريوت" أيضاً افتتاح مواقع جديدة في روسيا، لكن مواقعها الحالية لا تزال قيد التشغيل من قبل أطراف ثالثة بحسب "سي أن بي سي".
ساحة معركة قانونية
وأعربت هذه الشركات عن استيائها من الحرب، وقدمت تعهدات مختلفة لإعادة توجيه الأرباح الروسية أو تقديم تبرعات منفصلة للاجئين الأوكرانيين، واستمرار وجودها في الشارع الرئيس الروسي يظل إلى حد كبير وفقاً لتقدير مانحي الامتياز، قال كريغ تراكتنبرغ، الشريك في شركة المحاماة "فوكس روتشيلد"، "بعض أصحاب الامتياز لا يريدون التوقف عن العمل لأنهم يزعمون أن الشعب الروسي ليس هو المشكلة، وأن العلامة التجارية يجب أن تستمر في خدمة عملائها".
ومع قيام معظم أصحاب الامتياز باستثمارات كبيرة في منافذهم المحلية واستمرار التزامهم بها، فإن أي تحرك من جانبهم لوقف العمليات يبدو غير مرجح، وهذا يترك عديداً من العلامات التجارية الغربية في مأزق يتعلق بكيفية إدارة واجباتها القانونية مع حماية علاماتها التجارية في مشهد عالمي يعارض بشدة حرب روسيا.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال فورناريس، إن شركات الامتياز وعلاماتها التجارية في وضع صعب حقاً عندما يتعلق الأمر بروسيا، من ناحية أخرى، هناك شعور عام وحكومي متزايد في الغرب بأن كل الأعمال غير الأساسية مع روسيا وداخلها يجب أن تتوقف في انتظار بعض الأحداث غير المحددة في المستقبل، مثل وقف إطلاق النار أو الانسحاب الروسي من أوكرانيا، وأضاف، "في الوقت نفسه، سينظر إلى انسحاب السوق من روسيا بشكل مختلف تماماً من قبل الحكومة الروسية والأهم من ذلك شعبها".
حقبة جديدة لاتفاقيات الامتياز
ويمكن أن يوفر تصعيد العقوبات الغربية، ومزيد من الاضطرابات في سلاسل التوريد لأصحاب الامتياز بعض الأمل في الخروج التعاقدي، لأن العلامات التجارية المرخصة قد لا تملك الوسائل للعمل، ولكن على الأرجح، ستُترك الشركات كي تزن الآثار القانونية والمالية المترتبة على إنهاء عقدها مع طول عمر علامتها التجارية على نطاق أوسع، وقد يتداخل قرار العمل هذا مع القرار الأخلاقي، وفي النهاية، السؤال هو أي قرار منهما سيحمي العلامة التجارية بشكل أفضل، كما يقول تراكتنبرغ.
في غضون ذلك، يمكن أن تشير التداعيات إلى حقبة جديدة لاتفاقيات الامتياز، مع احتمال أن يقوم المشاركون في المستقبل على الأرجح بوضع أحكام لمخاطر الصراع مثل "الاضطرابات المدنية والعصيان والأحداث ذات الصلة"، وأضافت تراكتنبرغ، "يمكن مناقشة أحكام العلامات التجارية لدعم الإغلاق إذ يتم تشويه العلامة التجارية من خلال التشغيل المستمر، أو المساعدة والتحريض على النشاط الإجرامي".