أعلنت الولايات المتحدة، الاثنين، فرض عقوبات على وحدة خاصة من الشرطة السودانية متهمة بارتكاب "انتهاكات خطرة لحقوق الإنسان" خلال قمع تظاهرات ضد المجلس العسكري الحاكم.
وقال المسؤول في وزارة الخزانة الأميركية براين نيلسون في بيان "منذ الانقلاب العسكري في 25 أكتوبر (تشرين الأول)، استخدمت قوات الاحتياطي المركزي السودانية القوة المفرطة والعنف لإسكات النشطاء والمتظاهرين المدنيين". وأضاف "ندين قوات الأمن السودانية لقتل ومضايقة وترهيب المواطنين السودانيين" وهي تصرفات "تفاقم الأزمة" السياسية في البلاد.
قانون ماغنيتسكي
وأكدت واشنطن أن قوات الاحتياطي المركزي وهي وحدة شرطة عسكرية، كانت في طليعة حملة القمع العنيفة لحركة احتجاجية في الخرطوم في يناير (كانون الثاني) الماضي، حين أطلقت الذخيرة الحية على المتظاهرين، ما أدى إلى مقتل شخصين وإصابة آخرين.
وتجمد هذه العقوبات أي أصول لقوات الاحتياطي المركزي في الولايات المتحدة، وتدخل في سياق ما يسمى بقانون "ماغنيتسكي"، الهادف إلى مكافحة الفساد وانتهاكات حقوق الإنسان.
ودعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في بيان منفصل إلى وضع حد فوري للعنف ضد المتظاهرين السلميين. وقال "ما زلنا على استعداد لاستخدام جميع الأدوات المتاحة لدينا لدعم الشعب السوداني في سعيه من أجل سودان ديمقراطي يحترم حقوق الإنسان وينعم بالازدهار".
وكان قادة عسكريون سودانيون قالوا إن الاحتجاجات السلمية مسموح بها كما سيتم التحقيق في سقوط ضحايا بين المتظاهرين. ويسير آلاف المتظاهرين بانتظام في أنحاء السودان لمعارضة الانقلاب الذي قاده قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان. وأودت حملة قمع الاحتجاجات بحياة 87 شخصاً في الأقل منذ 25 أكتوبر.
وأنهى الانقلاب اتفاقاً هشاً لتقاسم السلطة بين المدنيين والجيش، كان أبرم بعدما أطاح الجيش في عام 2019 الرئيس عمر البشير، الذي حكم البلاد بقبضة من حديد لمدة 30 عاماً تقريباً.
واستعانت الخرطوم بقوات الاحتياطي المركزي، وهي فرقة مدججة بالسلاح من الشرطة، خلال حرب دارفور في أوائل القرن الحادي والعشرين، التي أخمدت خلالها الحكومة تمرداً في المنطقة الغربية. وقتل ما يقدر بنحو 300 ألف شخص في الحرب. ويواجه الرئيس السابق عمر البشير ومساعدوه اتهامات من المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب جرائم حرب.
"أبو طيرة"
وفي الأشهر الأخيرة بعد الانقلاب، تم نشر القوات، التي تُعرف محلياً باسم "أبو طيرة"، نسبة إلى الطائر الذي يزين شعارها المميز، بشكل متكرر إلى جانب قوات الأمن الأخرى.
وقال شاهد لوكالة "رويترز"، إن عناصر من تلك القوات شُوهدوا وسط انتشار أمني مكثف في وسط الخرطوم خلال احتجاجات يوم الاثنين 21 مارس (آذار) الحالي. واستخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية وبخاخات المياه الحمراء لتفريق المتظاهرين لدى محاولتهم الزحف نحو القصر الرئاسي.
وأعلنت "لجنة أطباء السودان المركزية" المؤيدة للديمقراطية أن فتى يبلغ من العمر 17 عاماً قُتل، الاثنين، في أم درمان برصاص قوات الأمن خلال تفريقها تظاهرة مناهضة للانقلاب. وبذلك يرتفع إلى 89 عدد القتلى الذين سقطوا خلال ما يقرب من خمسة أشهر من قمع التظاهرات، وفقاً للمصدر نفسه.
ويقول الجيش إن الانقلاب كان خطوة تصحيحية ضرورية بعد صراع سياسي داخلي، وتعهّد تسليم السلطة إلى حكومة تحظى بإجماع، أو تأتي من خلال انتخابات، لكن المحتجين يريدون خروجاً فورياً للجيش من المشهد السياسي.