لم تمضِ 24 ساعة على بيان رئيس مجلس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، الذي أكد فيه التزام بلاده إعادة العلاقات مع دول الخليج إلى طبيعتها، والتزام قرارات جامعة الدول العربية والشرعية الدولية، حتى رحّبت وزارة الخارجية السعودية، يوم الثلاثاء بالقرار.
وقالت الوزارة في بيان على حسابها الرسمي في "تويتر": "ترحّب وزارة الخارجية بما تضمنه بيان رئيس الوزراء اللبناني من نقاط إيجابية، وتأمل بأن يُسهم ذلك في استعادة لبنان لدوره ومكانته عربياً ودولياً، وتؤكد الوزارة تطلع الرياض إلى أن يعم لبنان الأمن والسلام، وأن يحظى الشعب اللبناني الشقيق بالاستقرار والأمان في وطنه والنماء والازدهار".
وتُعدّ هذه الخطوة إيجابية لعودة العلاقات الخليجية اللبنانية بوجه العموم، وعلاقة لبنان مع الرياض بعد تصاعد وتيرة الخلاف بينهما في الأشهر الماضية. وأكد ميقاتي في بيان نُشر على موقع رئاسة مجلس الوزراء اللبناني "أجدد التزام الحكومة اللبنانية باتخاذ الإجراءات اللازمة والمطلوبة، لتعزيز التعاون مع السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي".
وقف الأنشطة التي تمسّ الرياض
وشدّد ميقاتي في بيانه على التزام بلاده كل قرارات جامعة الدول العربية والشرعية الدولية، والتزام العمل الجدي والفعلي لمتابعة واستكمال تنفيذ مندرجاتها بما يضمن السلم الأهلي والاستقرار الوطني للبنان وتحصين وحدته.
ولفت إلى ضرورة وقف كل الأنشطة السياسية والعسكرية والأمنية والإعلامية، التي تمسّ سيادة الرياض ودول مجلس التعاون الخليجي وأمنها واستقرارها والتي تنطلق من بلاده.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
واختتم بيانه بالتجديد على التزام اتخاذ الإجراءات كافة لمنع تهريب الممنوعات، بخاصة المخدرات إلى السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي بشكل مباشر أو غير مباشر، والتشديد على المنافذ كافة. كما أكد البيان الحكومي التزام بيروت اتفاقية الرياض للتعاون القضائي وتسليم المطلوبين إلى السعودية.
المخدرات سبباً للخلاف
يُذكر أن سبب الأزمة السعودية - اللبنانية التي برزت في الأشهر الماضية يعود إلى إرسال شحنات من الخضروات التي تستوردها الرياض من بيروت محمّلة بالمخدرات، ما دفع وزارة الداخلية السعودية إلى منع الاستيراد من لبنان في شهر أبريل (نيسان) الماضي.
وقالت في بيان صدر حينها، "لاحظت الجهات المعنية في البلاد تزايد استهدافها من قبل مهرّبي المخدرات التي مصدرها الجمهورية اللبنانية أو التي تمرّ عبر الأراضي اللبنانية، وتستخدم المنتجات اللبنانية لتهريب المخدرات إلى أراضي السعودية، سواء من خلال الإرساليات الواردة إلى الأسواق المحلية أو بقصد العبور إلى الدول المجاورة، وأبرز تلك الإرساليات التي يتم استخدامها للتهريب الخضروات والفواكه".
وأضافت "نظراً إلى عدم اتخاذ إجراءات عملية لوقف تلك الممارسات تجاه الرياض، على الرغم من المحاولات الكثيرة لحث السلطات اللبنانية المعنية على ذلك، وحرصاً على حماية المواطنين والمقيمين من كل ما يؤثر في سلامتهم وأمنهم، فقد تقرر منع دخول إرساليات الخضروات والفواكه اللبنانية إلى السعودية أو العبور من خلال أراضيها".
وجاء البيان بعد ضبط شحنة من فاكهة الرمان، محمّلة بالمخدرات.
من جانبها، نفت نقابة مصدري ومستوردي الفاكهة والخضار في لبنان حينها أن تكون شحنة الرمان المضبوطة في السعودية لبنانية، بحسب ما نقلت وكالة "رويترز".