بعد أن تعثرت المساعي الدبلوماسية في تجسير هوة الخلافات بين قطر والبحرين، على الرغم من المصالحة التي أنهت القطيعة بين الجيران الخليجيين، يبدو أن الرهان بات على محاولة التقريب بواسطة الجسور الخرسانية.
إذ أعاد مسؤول بحريني فتح ملف الجسر الذي من المفترض أن يربط البحرين بقطر عبر البحر، مؤكداً على أهميته للعلاقة البينية.
التأخير من الدوحة
وقال سامي بوهزاع، وكيل وزارة المواصلات للنقل البري والبريد، إن خارجية البحرين وجهت أكثر من دعوة إلى نظيرتها القطرية لإعادة المباحثات للعمل على الملف.
وأضاف بوهزاع "وجهت وزارة الخارجية البحرينية رسالتين بتاريخ 11 يناير (كانون الثاني) 2021 إلى نظيرتها القطرية لبدء المباحثات الثنائية، ودعوة أخرى في 22 فبراير (شباط) 2021"، إلا أن الملف لم يتحرك حتى الآن.
وجددت المنامة دعوتها لاستعادة المباحثات الثنائية "وفق الآليات المتفق عليها في بيان العُلا"، وهو بيان المصالحة الخليجية، مشدداً على أهمية استمرار المؤسسة المعنية في نشاطها، لما لذلك من أثر إيجابي في تطوير العلاقة بين البلدين وحركة السفر.
جسر المحبة
وحول تفاصيل المشروع الذي اصطلح على تسميته "جسر المحبة" الذي طرح للمرة الأولى في 1999، فهو مشروع ربط بري فوق الخليج يبلغ طوله نحو 40 كم، وسيربط جزيرة البحرين بساحل شبه الجزيرة القطرية الشمالي الغربي.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي عام 2008 أسس البلدان مؤسسة تحت اسم "مؤسسة جسر البحرين وقطر"، تضم في عضويتها مسؤولين من حكومتي البلدين، يعملون على خطط لبناء جسر وخط سكة حديدية.
الخلاف أكبر من الجسور
وعلى الرغم من إتمام مصالحة خليجية شاملة، ودخول الدول المتصارعة في نسق تصالحي من يناير 2021، إلا أن الخلافات بين الدوحة والمنامة تبدو أعمق وأكبر من كل الجهود، إذ لا تزالان تواجهان مشكلات يظهر صداها على سطح التصريحات الرسمية بين حين وآخر، وهو ما يعطل الدفع بجهود تطوير العلاقة بين البلدين اقتصادياً وسياسياً.
فالبحر الذي يفترض أن يمتد الجسر فوقه، شهد منذ المصالحة خلافات عدة حول الحدود التي بلغت في فترة من الفترات حد التقاضي الدولي.
إذ اعتقلت الدوحة بحاراً بحرينياً اقترب من منطقة رأس لفان القطرية، بعد أن "تعطل قاربه" بحسب ما قالت المنامة، لينقل بعدها إلى الدوحة ويتعرض للتحقيق قبل الإفراج عنه.
هذه الحادثة سبقتها أخرى بعد أربعة أيام من مصالحة العلا، عندما اتهمت المنامة جارتها باحتجاز بطلي كمال الأجسام البحرينيين، سامي الحداد ومحمد الدوسري، في عرض البحر واقتيادهما إلى المياه القطرية.
ويمتد الخلاف البحري بين البلدين إلى التسعينيات، وتم التنازع عليها في المحكمة الدولية التي أصدرت حكمها في 2001 بضم جزيرة فشت الديبل إلى منطقة تحمل الاسم ذاته تابعة لقطر، وضم جزر حوار التي كانت ضمن النزاع إلى البحرين.