انتشرت في الأعوام الأخيرة ظاهرة ترويجية تتمثل في قيام بعض الأئمة بتصوير أنفسهم أثناء أداء الصلوات في رمضان، بخاصة صلاتا التراويح والتهجّد، وبثها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، الأمر الذي واجهته السعودية بإعلان عدد من التنظيمات الخاصة بالموسم الرمضاني، تضمن منع التصوير والبث لغير الحرمين في مكة والمدينة، والذي يتولاه التلفزيون الرسمي.
انشغال عن العبادة
وبرر المستشار في الديوان الملكي وعضو هيئة كبار العلماء سعد الشثري، ذلك بانشغال المصلين بالكاميرات أثناء الصلاة، وهو ما وصفه بـ"التفريط والانصراف عن العبادة".
وأضاف في تصريح له للتلفزيون الرسمي، أن "انشغال الإنسان بالأمور الأخرى غير الهدف الذي قدم من أجله، لا شك أنه نوع من أنواع التفريط وإضاعة الأوقات في ما لا ينفع الإنسان، والانشغال بالتصوير انشغال عن المقصود الذي قدم الإنسان من أجله".
وأضاف: "قدمنا إلى بيت الله، عز وجل، لنرضي الله بعبادة وصلاة ودعاء وتضرع بين يديه، فالانشغال بالتصوير يكون انصرافاً عن هدف قدمنا من أجله إلى أمر آخر".
تنظيمات أخرى
وكانت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد قد أكدت على منسوبي المساجد من أئمة ومؤذنين في بيان أصدرته، أخيراً، ضرورة عدم استخدام الكاميرات الموجودة في المساجد لتصوير الإمام والمصلين أثناء أداء الصلوات، وعدم نقل الصلوات أو بثها في الوسائل الإعلامية بشتى أنواعها.
ووجهت قبل عشرة أشهر منسوبي المساجد بقصر استعمال مكبرات الصوت الخارجية على رفع الأذان والإقامة فقط، وألا يتجاوز مستوى ارتفاع الصوت في الأجهزة عن ثلث درجات جهاز مكبر الصوت، واتخاذ الإجراء النظامي بحق من يخالف ذلك عملاً بالقاعدة الفقهية.
كما أصدرت، أخيراً، مجموعة من التعليمات والتوجيهات الخاصة بتهيئة المساجد قبل شهر رمضان، والتأكيد على الأنظمة والتعليمات الخاصة بمنسوبي المساجد في كافة مناطق السعودية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأكدت الوزارة على منسوبي المساجد من أئمة ومؤذنين ضرورة الانتظام في عملهم وعدم التغيب خلال الشهر المقدس، وعدم نقل الصلوات أو بثها في الوسائل الإعلامية بشتى أنواعها، كما شددت على المؤذنين الالتزام بمواعيد الأذان حسب تقويم أم القرى، والتأكيد على وقت رفع أذان صلاة العشاء في الوقت المحدد في شهر رمضان، وأن تكون الإقامة بعد الأذان وفق المدة المعتمدة لكل صلاة.
تنظيم الخطب وجمع التبرعات
وشددت الوزارة على أهمية "تذكير أئمة المساجد بقراءة الكتب المفيدة على جماعة المسجد عقب الصلوات المفروضة، لا سيما ما يتصل بأحكام الصيام وآدابه وفضائل الشهر الكريم والأحكام المتعلقة به، إلى جانب الموضوعات التي تلامس حاجة المجتمع في الاعتقاد والسلوك، وما يقوي اللحمة الوطنية".
وحذرت جميع منسوبي المساجد بمختلف مناطق السعودية بعدم جمع التبرعات المالية لمشروعات تفطير الصائمين وغيرها، وأن تكون مشاريع التفطير في ساحات المساجد والأماكن المهيأة، وأن تكون تحت مسؤولية الإمام أو المؤذن، وأن تنظف الأماكن المخصصة للتفطير بعد الانتهاء من الإفطار مباشرة.
كما شملت التوجيهات التأكيد على التقيد بضوابط الاعتكاف، وأن يكون إمام المسجد مسؤولاً عن الإذن للمعتكفين، وضرورة مراعاة أحوال الناس في صلاة التراويح، والاقتصار في دعاء القنوت على "جوامع الدعاء" وهي الأدعية المألوفة والموروثة، والتأكيد على مؤسسات الصيانة والنظافة بضرورة التأكد من نظافة المسجد، ومصليات النساء والعمل على تهيئتها، وتكثيف الجولات الميدانية لمتابعة عمل شركات النظافة والصيانة والتزام منسوبي المساجد بالتعليمات.