فاز رئيس كازاخستان المؤقت قاسم جومارت توكاييف القريب من الزعيم التاريخي للبلاد نور سلطان نزارباييف، الاحد في الانتخابات الرئاسية بأكثر من 70 في المئة من الاصوات، وفق استطلاع أُجري لدى الخروج من مراكز الاقتراع.
وافاد معهد "الرأي العام" للاستطلاعات أن توكاييف نال 70,13 في المئة من الاصوات متقدماً بفارق كبير على منافسه المعارض أميرجان كوسانوف (15,39 في المئة) في انتخابات تخللتها تظاهرات عدة وتوقيف المئات.
وكانت كازاخستان شهدت اليوم الأحد انتخابات رئاسية مبكرة وغير مسبوقة في تاريخ هذه الجمهورية السوفياتية السابقة في آسيا الوسطى، إذ إنها أول اقتراع لا يشارك فيها الرئيس السابق نور سلطان نزارباييف الذي استقال بشكل مفاجئ في مارس (آذار) الماضي.
ورغم غياب نزارباييف عن السباق الانتخابي، الذي دعي إليه نحو عشرة ملايين ناخب، بقي عنصر الترقب غائباً عن الاستحقاق، لأن فوز خلفه المعين رئيساً مؤقتاً قاسم جومارت توكاييف، كان شبه مؤكد بعد تلقيه دعم الحزب الحاكم والرئيس السابق الذي لا يزال يملك دوراً أساسياً في النظام السياسي.
وتنافس ستة مرشحين آخرين مع توكاييف (66 سنة) لكن لا أحد منهم معروف بالنسبة للرأي العام.
ونقلت وكالة الأنباء الروسية انترفاكس عن مولين أشيمباييف مدير حملة توكاييف قوله "أعتقد أن توكاييف سيتلقى دعم غالبية الشعب، لكن أملاً في الحصول على نتائج مماثلة لتلك التي حصدها نور سلطان نزرباييف (في الماضي) ليس بالأمر الملائم".
ومن الصعب في الواقع تحقيق نتائج مماثلة لنتائج نزارباييف الذي انتخب للمرة الأولى في عام 1991، ثم أعيد انتخابه أربع مرات بعد ذلك بنسب تجاوزت الـ 80 في المئة.
ويقول منتقدون إن هذا الترتيب ليس ديموقراطياً لكن الانتقال السلس للسلطة يلقى استحساناً من روسيا والصين جارتي كازاخستان وكذلك من شركات الطاقة والتعدين الأجنبية التي استثمرت مئات المليارات من الدولارات في الجمهورية السوفياتية السابقة الغنية بالنفط.
وفي عام 2015، وفيما كانت البلاد تعيش صعوبات اقتصادية، حاز نزارباييف على 98 في المئة من الأصوات مع نسبة مشاركة بلغت 95 في المئة.
واعتبر مراقبون دوليون أن تلك الانتخابات لم تكن حرة ولا عادلة، ومن المرجح أن ينطبق الأمر نفسه على هذا الاستحقاق أيضاً.
ويمنح واحد من مركزين للاستطلاع مصرح لهما العمل توكاييف نسبة 73% من نوايا التصويت.
وبعدما أدلى بصوته نحو الساعة 4,00 ت غ في دار الأوبرا في العاصمة نور سلطان، قال توكاييف بالانكليزية للصحافيين إن نزارباييف "لا يزال في السلطة كرئيس لمجلس الأمن (... ) ولديه صلاحيات أخرى أيضاً".
تقول آسيا سيتبيكوفا البالغة من العمر 25 عاماً والتي تعمل في شركة خاصة للانتاج لوكالة فرانس برس "سأصوت لتوكاييف لأنني لا أعرف المرشحين الآخرين".
وفي ألماتي إحدى أكبر مدن البلاد، يؤكد سائق تاكسي أيضاً نيته التصويت لتوكاييف، معتبراً أنه "أقوى المرشحين". وأضاف تيمور كوزابرغينوف (43 عاماً) "في يوم من الأيام، سيخرج سياسي آخر ويستبدل عشيرة نزارباييف، وسينال هذا الشخص صوتي أيضاً".
والمعارض الفعلي الوحيد لتوكاييف المشارك في الانتخابات هو الصحافي أمير خان كوسانوف، لكنه يواجه انتقادات بسبب حملته الضعيفة التي لم يهاجم خلالها فعلياً نزارباييف وتوكاييف.
وشغل قاسم جومارت توكاييف مناصب مهمة عدة في النظام الكازاخستاني. فقد تولى مرتين حقيبة الخارجية وأصبح رئيساً للوزراء في 2000 ثم مديراً عاماً لمكتب الأمم المتحدة في جنيف بين عامي 2011 و2013. وكان بذلك أول كازاخستاني يشغل منصباً بهذه الأهمية في منظمة دولية.
وعند إعلان نزارباييف استقالته، كان توكاييف رئيساً لمجلس الشيوخ، ما سمح له بموجب الدستور، أن يشغل منصب الرئيس الموقت للبلاد.
وتخللت الحملة الانتخابية عدة تظاهرات واجهتها السلطات بردّ عنيف، معززة قمع وسائل الإعلام والمعارضين في الأسابيع التي سبقت التصويت.
ويعدّ مختار ألبيازوف الموجود في المنفى أبرز معارض في البلاد، وهو دعا لتظاهرات الأحد في كافة أنحاء البلاد.
وقالت منظمة "هيومن رايتس ووتش" غير الحكومية في بيان إن فكرة تحقق انتقال سياسي في كازاخستان "وهم"، وكشفت خروقات لحقوق الانسان حصلت في ظلّ حكم توكاييف.
وعند إدلائه بصوته، تعهد توكاييف لدى سؤاله عن قمع التظاهرات، بـ"العمل على حوار مع كل من يدعمون الحكومة ومع من هم ضدها."