تسارع الشركات الأميركية لإعادة شراء كميات كبيرة من الأسهم للاستفادة من التقلبات الأخيرة في سوق الأسهم وطمأنة المستثمرين مع تباطؤ النمو. وكان قد تم السماح بإعادة شراء أسهم بقيمة 319 مليار دولار منذ بداية هذا العام، وفقاً لبيانات بنك "غولدمان ساكس"، مع تزايد عدد الشركات التي تستخدم الصفقات "المتسارعة" لشراء أحجام التداول بأسرع ما يمكن في الوقت الذي تنخفض فيه أسعار أسهمها، في حين كان هناك 267 مليار دولار في عمليات إعادة شراء الأسهم في النقطة نفسها من عام 2021.
وحتى الشركات المدرجة أخيراً، والتي تنفق تقليدياً الأموال لدفع النمو بدلاً من إعادة الفائض للمساهمين، انضمت إلى هذا الاتجاه بعد الانخفاضات الحادة في أسعار أسهمها ما يجعل عمليات إعادة الشراء أمراً أكثر جاذبية، وقال مايكل فوريس، رئيس قسم الأسهم المهيكلة في بنك "غولدمان ساكس" لـ "فايننشيال تايمز"، "اتساع نطاق شراء المجموعات الصناعية المختلفة للأسهم هو الأعلى الذي شهدناه في بضع سنوات، مع زيادة الأحجام وهذا أكثر بكثير بسبب خلفية السوق"، في حين تستخدم الشركات عمليات إعادة شراء الأسهم لدعم الطلب على أسهمها وزيادة الربحية على أساس ربحية السهم عن طريق تقليل عدد الأسهم المتداولة.
معضلة التضخم وسلاسل التوريد
وكان متوسط الأسهم في مؤشر "راسل 3000" واسع النطاق، وقد فقد أكثر من 30 في المئة من قيمته هذا العام، ما سمح للشركات التي تعتقد أن أسهمها مُقومة بأقل من قيمتها الحقيقية أن تشتري المزيد بالسعر نفسه، ومن المتوقع أيضاً أن يتباطأ نمو الأرباح حيث تكافح المجموعات ارتفاع التضخم وقضايا سلسلة التوريد، ما يزيد من جاذبية عمليات إعادة الشراء كوسيلة لزيادة الأرباح.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال كريج مكراكين، الرئيس المشارك لأسواق رأس المال في "ويلس فارغو"، وهي شركة خدمات مالية أميركية عملاقة، "من المفارقات أن نشاط إعادة الشراء يميل إلى الانتعاش في فترات التقلب نظراً لوجود سحب على المكشوف"، وأضاف، "إنها علامة على القوة الأساسية، في وقت تتوقع الشركات أن تستمر الأمور في التحسن إلى حد ما، لذا فهم يستخدمون أموالهم لإعادة شراء الأسهم بدلاً من الاحتفاظ بها في الميزانية العمومية".
الزيادة في التراخيص
وإضافة إلى الزيادة في التراخيص، والتي قد تستغرق سنوات عدة لتنفيذها، أعلنت الشركات عن أكثر من 33 مليار دولار ما يسمى عمليات إعادة شراء الأسهم المعجلة، وفقاً لتحليل إيداعات الشركة التي جمعتها شركة "سينتياو"، وهي منصة بحثية في الشؤون المالية والشركات تسمح لهم طريقة "إي أس آر"، (تقوم الشركة بشراء أسهمها من بنك استثماري، والدفع نقداً للبنك الاستثماري أثناء إبرام عقد آجل. سيسعى البنك الاستثماري بعد ذلك إلى شراء أسهم الشركة من السوق لتعويضها)، بإعادة شراء كميات كبيرة في غضون أشهر.
عمليات إعادة الشراء المعجلة
ويرى بعض الخبراء أن عمليات إعادة الشراء المعجلة ترسل إشارة قوية للمساهمين لأن السيولة ملتزمة بإعادة شراء الأسهم مقدماً، ويعد الإجمالي بالفعل أعلى بأربع مرات تقريباً من المبلغ المعلن عنه في الربع الأول من عام 2021، ومن المرجح أن ينمو أكثر مع بدء الشركات في الإبلاغ عن نتائج الربع الأول الشهر المقبل، وقالت "زييب ركروتير"، التي تم طرحها للاكتتاب العام منذ أقل من عام من خلال الإدراج المباشر، إن "الاستثمار في الأسهم المقيمة بأقل من قيمتها يعد خياراً جذاباً"، إذ أعلنت، الأسبوع الماضي، عن طرح "إي أس آر"، (إعادة الشراء المتسارع للأسهم)، بقيمة 50 مليون دولار، في حين كان قد انخفض سهم الشركة بأكثر من الربع عن ذروته أواخر العام الماضي.
كما بدأت شركة أخرى مدرجة أخيراً، وهي شركة "فينتيش ليندر أب ستارت"، برنامج إعادة شراء بقيمة 400 مليون دولار بعد 14 شهراً فقط من طرحها العام الأولي، ووفرت الزيادة في عمليات إعادة الشراء نقطة مضيئة نادرة لأعمال أسواق رأس المال في البنوك الاستثمارية، والتي عانت من انخفاض حاد في الرسوم بسبب تباطؤ الاكتتابات العامة وأنشطة جمع رأس المال الأخرى.