أفادت المخابرات العسكرية البريطانية اليوم الخميس، بأن القصف والضربات الصاروخية الروسية مستمرة في تشيرنيهيف في أوكرانيا على الرغم من التصريحات الروسية التي أشارت إلى تقليص مقصود للنشاط العسكري حول المنطقة.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية في بيان إن القوات الروسية لا تزال متمسكة بمواقعها في شرق وغرب كييف على الرغم من انسحاب عدد محدود من الوحدات. وأضافت أنه "من المحتمل أن ينشب قتال عنيف في ضواحي المدينة خلال الأيام المقبلة".
كما ذكرت الوزارة إن القتال العنيف مستمر في ماريوبول، وهي هدف رئيس للقوات الروسية، لكن القوات الأوكرانية ما زالت تسيطر على وسط المدينة.
من جهته، أعلن الرئيس الأوكرني فولوديمير زيلينسكي، مساء الأربعاء 30 مارس (آذار)، أنه لا يصدق التعهدات التي أطلقتها روسيا بشأن تقليص عملياتها العسكرية في بلاده، مشيراً إلى أن قواته تتحضر لخوض معارك جديدة في شرق البلاد. وقال زيلينسكي في رسالة مصورة، "نحن لا نصدّق أحداً، ولا حتى أي جملة جميلة"، مشيراً إلى أن القوات الروسية تعيد انتشارها لمهاجمة إقليم دونباس الواقع في شرق البلاد، وأضاف، "لن نتخلى عن أي شيء. سنقاتل من أجل كل شبر من أرضنا".
وتابع زيلينسكي أن محادثات السلام بين أوكرانيا وروسيا مستمرة "لكن في الوقت الحالي ليس هناك سوى كلام فقط، لا يوجد شيء ملموس".
محادثات السلام تستأنف مطلع أبريل
وقال مسؤول أوكراني كبير إن روسيا وأوكرانيا ستستأنفان محادثات السلام بينهما عبر الإنترنت في الأول من أبريل (نيسان) بعد انتهاء أحدث جولة من المفاوضات في تركيا.
وقال المفاوض الأوكراني ديفيد أراكخميا في منشور على الإنترنت إن أوكرانيا أكدت ضرورة عقد لقاء بين رئيسي البلدين، لكن روسيا ردت قائلة إن هناك حاجة إلى مزيد من العمل على مسودة معاهدة.
قذائف فوسفورية
وفي تطور لافت، اتهمت السلطات الأوكرانية القوات الروسية بإطلاق قذائف فوسفورية على بلدة مارينكا الصغيرة، شرق البلاد، الأربعاء، وقال رئيس الإدارة العسكرية لمنطقة دونيتسك بافيل كيريلينكو، "استخدم الروس قذائف الفوسفور مرة أخرى اليوم في مارينكا" التي كانت تعد عشرة آلاف نسمة قبل بدء الهجوم الروسي، وأضاف أنه "تم رصد عشرات الحرائق (الناجمة عن هذه القذائف) وسيطر عليها عناصر خدمة حالات الطوارئ الوطنية".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وعلى صعيد متصل، استهدفت غارة جوية روسية قرية سلوبوجانسكي، شمال شرقي البلاد، ما تسبب في مقتل امرأة وابنها البالغ 11 عاماً، بحسب ما أعلن مكتب المدعي العام الإقليمي في خاركيف.
روسيا تقصف ضواحي كييف
ميدانياً أيضاً، قصفت القوات الروسية ضواحي كييف ومدينة محاصرة في شمال أوكرانيا، بعد يوم من تعهدها بتقليص العمليات هناك، وبعد نحو خمسة أسابيع على الهجوم الروسي على أوكرانيا الذي لم تتمكن روسيا خلاله من السيطرة على أي مدينة كبيرة، قال مسؤول معني بحقوق الإنسان في الأمم المتحدة إن موسكو قصفت 50 مستشفى إضافة إلى منازل ومدارس في أنحاء أوكرانيا في ما قد يصل إلى حد جرائم الحرب.
وسُمع دوي قصف مكثف في كييف، صباح الأربعاء، قادماً من الضواحي التي نجحت القوات الأوكرانية في استعادة بعض من أراضيها في الأيام القليلة الماضية، ولم تتعرض العاصمة نفسها للقصف، لكن النوافذ كانت تهتز بشدة بفعل قصف المدفعية الذي استمر بلا هوادة على أطراف المدينة.
وفي جنوب شرقي إربين، إحدى ضواحي كييف التي شهدت قتالاً عنيفاً على مدى الأسابيع الأخيرة، تردد دوي نيران المدفعية وانفجار القذائف على الأرض وفي الجو من دون توقف، وتحدث السكان الذين فروا من المدينة عن تعرض شمال الضاحية لقصف عنيف وسقوط قذائف في إربين نفسها، وعمل عمال الطوارئ على انتشال الجثث من تحت الأنقاض.
إعادة نشر أقل من خُمس القوات حول كييف
وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن روسيا بدأت إعادة نشر أقل من 20 في المئة من القوات حول العاصمة كييف، لكنها نبهت إلى أن من المتوقع أن تجهزها بالعدة والعتاد لإعادة الانتشار في أوكرانيا لا لإعادتها إلى الوطن، وقال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي إن بعض القوات الروسية ربما انتقلت بالفعل إلى روسيا البيضاء وليس إلى ثكناتها في روسيا.
روسيا تعلن وقفاً لإطلاق النار في ماريوبول لإجلاء المدنيين
في الأثناء، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، مساء الأربعاء، عن وقف لإطلاق النار ابتداء من الساعة العاشرة من صباح الخميس، (07.00 بتوقيت غرينتش) في مدينة ماريوبول الأوكرانية المحاصرة من أجل إجلاء المدنيين، وأضافت في بيان، "لكي تنجح هذه العملية الإنسانية، نقترح تنفيذها بمشاركة مباشرة من ممثلي مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين واللجنة الدولية للصليب الأحمر".
قدرات عسكرية "إضافية"
في هذا الوقت، بحث الرئيس الأميركي جو بايدن مع نظيره الأوكراني تزويد الجيش الأوكراني قدرات عسكرية "إضافية" لمساعدته في "الدفاع عن بلاده"، وفق ما أفاد البيت الأبيض. وقالت الرئاسة في بيان بعد مكالمة هاتفية بين الرئيسين استغرقت 55 دقيقة إنهما "ناقشا كيفية عمل الولايات المتحدة ليل نهار لتلبية الطلبات الرئيسة لأوكرانيا على صعيد المساعدة الأمنية"، إضافة إلى "الجهود المتواصلة التي تبذلها الولايات المتحدة مع حلفائها وشركائها لتحديد القدرات الإضافية لمساعدة الجيش الأوكراني في الدفاع عن بلاده"، وأضافت الرئاسة أنهما أشارا إلى التأثير "الحاسم" للأسلحة التي قدمها الأميركيون في مسار النزاع.
وتابع البيت الأبيض، "كما أبلغ الرئيس بايدن الرئيس زيلينسكي بأن الولايات المتحدة تعتزم منح الحكومة الأوكرانية مبلغ 500 مليون دولار كمساعدة مباشرة للميزانية".
فرنسا لا ترى "تقدماً" في المفاوضات
في الأثناء، قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان إن باريس لا ترى "تقدماً" محرزاً في المفاوضات الروسية الأوكرانية أو "أمراً جديداً" في الوضع في أوكرانيا بعد إعلان روسيا تقليص نشاطها العسكري حول كييف وشمال أوكرانيا. وأضاف إيف لودريان لقناة "فرانس-24، "الثقة أفعال... وهي في الوقت الحالي غائبة"، مشيراً إلى أن القصف الروسي استمر على كييف، وأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يوافق بعد على وقف إطلاق النار، ولا سيما في مدينة ماريوبول المحاصرة.
خيارات لمزيد من العقوبات
وسط هذه الأجواء، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كيت بيدنغفيلد إن الولايات المتحدة تدرس خيارات لتوسيع نطاق العقوبات التي تفرضها على روسيا، وستكشف عن المزيد في هذا الصدد في الأيام المقبلة، وأضافت، متحدثة في الإفادة الصحافية اليومية بالبيت الأبيض، أن الرئيس جو بايدن يواصل بحث خيارات لتوسيع العقوبات وسيكون هناك المزيد من المعلومات في الأيام المقبلة.