هدد الرئيس فلاديمير بوتين، الخميس، بتعطيل عقود تمد أوروبا بثلث احتياجاتها من الغاز ما لم يُدفع ثمنها بالعملة الروسية، وذلك في أقوى رد اقتصادي له حتى الآن على العقوبات الكاسحة التي فرضها الغرب بسبب هجومه على أوكرانيا.
ورفضت الحكومات الأوروبية المهلة التي حددها بوتين حتى الجمعة ووصفتها ألمانيا، أكبر مشتر للغاز الروسي في القارة، بأنها "ابتزاز". لكن موسكو لم تعبأ بذلك ومضت قدماً في استعراض آلية ينبغي على المشترين اتباعها للحصول على الروبل من أحد البنوك الروسية.
أما الولايات المتحدة، فقال المتحدث باسم وزارة خارجيتها نيد برايس، الخميس، إن طلب بوتين ما هو إلا علامة على "يأس" موسكو الاقتصادي والمالي الناجم عن العقوبات الغربية.
وكانت للمواجهة المتعلقة بالطاقة تداعيات هائلة على أوروبا في الوقت الذي يجوب فيه المسؤولون الأميركيون دول العالم لمواصلة الضغط على بوتين لوقف هجوم دخل أسبوعه الخامس وأدى إلى تشريد ربع سكان أوكرانيا.
وتريد أوروبا أن تتخلى عن موارد الطاقة الروسية، لكن هذا الخيار يهدد بزيادة أسعار الوقود المرتفعة أصلاً. وعلى الرغم من أن روسيا نفسها تئن تحت وطأة العقوبات، فإنها تخاطر هي الأخرى بفقدان مصدر مهم وضخم للعوائد.
وفي الوقت الذي تواجه فيه قواته مقاومة شديدة من الجيش الأوكراني، لعب بوتين بإحدى أهم أوراقه معتمداً على ارتفاع الطلب لدى مشتري الطاقة الأوروبيين.
وقال، الخميس، "يجب أن يفتحوا حسابات بالروبل في البنوك الروسية. ومن هذه الحسابات سيتم سداد المدفوعات المستحقة لإمدادات الغاز" ابتداء من الأول من أبريل (نيسان). وأضاف "إذا تُسدد هذه المدفوعات، فسنعتبر ذلك تخلفاً عن الدفع من جانب المشترين مع كل العواقب المترتبة على ذلك. لا أحد يبيعنا أي شيء بالمجان، ونحن لن نقوم بأي أعمال خيرية كذلك. بمعنى آخر، سيتم إيقاف العقود الحالية".
روسيا سترد على عقوبات الاتحاد الأوروبي
نقلت وكالة الإعلام الروسية، اليوم الجمعة، عن مسؤول كبير بوزارة الخارجية قوله، إن روسيا سترد على عقوبات الاتحاد الأوروبي، وإن التكتل ربما يدرك أن المواجهة مع موسكو ليست في مصلحته.
وقال نيكولاي كوبرينيتس لوكالة الأنباء، "لن تظل أفعال الاتحاد الأوروبي من دون رد... فالعقوبات غير المسؤولة التي تفرضها بروكسل تؤثر سلباً بالفعل على حياة الأوروبيين العاديين اليومية".
أوكرانيا ستتمكن قريباً من حماية أجوائها بشكل أفضل
قال سفير أوكرانيا لدى اليابان سيرجي كورسونسكي، الجمعة، إن بلاده ستتمكن قريباً من حماية أجوائها ومدنها بشكل أفضل من الهجمات الروسية لأنها تتوقع عتاداً عسكرياً "فائق الحداثة" من الولايات المتحدة وبريطانيا.
وأضاف كورسونكي، خلال مؤتمر صحافي، "لا تزال لهم الغلبة في القوة الجوية والطائرات والصواريخ، ونتوقع أن نبدأ تسلم عتاد فائق الحداثة من الولايات المتحدة وبريطانيا لحماية سمائنا ومدننا".
وتابع، "عندما يطلقون صواريخ كروز من مسافة بعيدة، لا نستطيع الوصول إلى موقع الإطلاق. يتعين علينا اعتراضها. لهذا نحتاج إلى تلك المعدات الحديثة".
"إقامة جبرية"
أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، الخميس، أن لديه "مؤشرات" على أن بوتين "أقال بعضاً من مستشاريه أو وضعهم رهن الإقامة الجبرية"، معترفاً في الوقت نفسه بأنه لا "أدلة دامغة" لديه على ذلك.
وقال بايدن أيضاً، إن بوتين "بدا وكأنه عزل نفسه"، لكنه شدد على أن هناك "كثيراً من التكهنات" حول هذه المعلومات المتعلقة بالرئيس الروسي، ناصحاً بعدم "إيلائها كثيراً من الأهمية".
من جهته أشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس إلى "تقارير" عامة- وليس إلى تقارير استخباراتية- تفيد بأن "كثيراً من المسؤولين الروس قد عُزِلوا أو همشوا (...) أو وضِعوا قيد الإقامة الجبرية".
وتابع، "لدينا سبب للاعتقاد بأن الرئيس بوتين يشعر بالتضليل. بالنظر إلى الأسابيع الخمسة أو الستة الماضية، من الواضح أنه قام بحسابات خطأ عدة".
زيلينسكي: الوضع في جنوب أوكرانيا ودونباس بالغ الصعوبة
أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن القوات الروسية تعيد ترتيب صفوفها بمحيط ماريوبول وخاركيف ودونباس لشن هجوم كبير، مشيراً إلى أن الوضع في جنوب البلاد ومنطقة دونباس لا يزال بالغ الصعوبة.
وأضاف في كلمة مصورة في وقت متأخر من الليل، "ستكون هناك معارك في المستقبل. ما زلنا بحاجة إلى السير في طريق صعب للغاية للحصول على كل ما نريده".
وقالت موسكو في محادثات هذا الأسبوع، إنها ستقلص الهجمات بالقرب من العاصمة كييف والشمال كبادرة حسن نية، مع التركيز على "تحرير" منطقة دونباس بجنوب شرقي أوكرانيا.
وتقول كييف وحلفاؤها، إن موسكو لا تفعل شيئاً سوى محاولة إعادة تجميع صفوفها بعد الخسائر التي منيت بها في الهجوم المضاد والذي نجحت خلاله القوات الأوكرانية في استعادة السيطرة على ضواحي العاصمة، إضافة إلى البلدات والقرى الاستراتيجية في الشمال الشرقي والجنوب الغربي.
وأشاد زيلينسكي "بالمدافعين" الذين قاوموا القصف الجوي ودفعوا الأرتال المدرعة للتراجع. وقال إن روسيا تعمل الآن على حشد قواتها لشن ضربات جديدة على دونباس، والتي تطالب موسكو بأن تتنازل عنها أوكرانيا للانفصاليين الموالين لموسكو. ومن المقرر أن تستأنف مفاوضات السلام، اليوم الجمعة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
لا مؤشر على انسحاب عسكري روسي
أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان-إيف لودريان، الخميس، أن القوات الروسية في أوكرانيا لا تظهر "أي مؤشر ملموس" على تراجعها أو انسحابها رغم التصريحات الأخيرة للكرملين.
وقال لودريان لصحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، "لا أرى أي مؤشر ملموس على الأرض يشير في هذه المرحلة إلى انعطاف حقيقي ودائم للروس"، مضيفاً "رغم أن تقدم قواتهم أبطأ مما كان الكرملين يأمل، فإنني لم ألاحظ اليوم أي تراجع كبير، أو حتى وقفاً حقيقياً لإطلاق النار".
وقال لودريان، إن "محادثات إسطنبول لم تسجل أي انفراج بالنسبة إلى المحادثات المتواصلة منذ ثلاثة أسابيع. نوقِشت المواضيع نفسها وبعمق، ولم يحصل تقدم جوهري"، مشدداً على ضرورة أن "يكون هناك أولاً وقف لإطلاق النار وجدول لانسحاب القوات الروسية".
وسأل، "هل يتعلق الأمر بالسماح للقوات الروسية بإعادة تنظيم صفوفها أم أنه يتعلق بإرادة حقيقية للتفاوض؟ طالما أننا لا نرى دليلاً ملموساً على وقف إطلاق نار شامل حقيقي وانسحاب عسكري كبير على الأرض، فإنني سأميل إلى الفرضية الأولى".
القوات الروسية غادرت "تشيرنوبل"
من جانب آخر، أعلنت السلطات الأوكرانية، مساء الخميس، أن القوات الروسية غادرت محطة تشيرنوبل. وقالت الوكالة الحكومية الأوكرانية المكلفة إدارة منطقة المحطة على "فيسبوك"، "لم يعد هناك أشخاص أجانب داخل محطة تشيرنوبل للطاقة النووية".
وكانت الوكالة أشارت قبيل ذلك إلى أن القوات الروسية بدأت مغادرة المحطة الواقعة على بعد نحو مئة كيلومتر شمال كييف. واتهمت الوكالة القوات الروسية بأنها أقدمت خلال مغادرتها المحطة على "نهب المباني وسرقة المعدات وسواها من الأغراض الثمينة".
وسيفتش متخصصون أوكرانيون الآن المحطة بحثاً عن أي "عبوات ناسفة"، بحسب المصدر نفسه.
رئيس وكالة الطاقة الذرية يتجه إلى روسيا
يلتقي رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الجمعة، مسؤولين كباراً في روسيا بعد زيارة أجراها إلى أوكرانيا التي يأمل إرسال خبراء نوويين إليها سريعاً.
وكتبت الوكالة، في وقت متأخر من ليل الخميس، على "تويتر" أن "رافاييل غروسي وصل لتوه إلى كالينينغراد لإجراء محادثات (الجمعة) مع مسؤولين روس كبار"، ناشرة صورة له لدى مغادرته الطائرة.
وكالينينغراد جيب روسي يطل على البحر الأسود وتحده بولندا من الجنوب وليتوانيا من الشمال. وكان غروسي توجه، في وقت سابق هذا الأسبوع، إلى أوكرانيا لمناقشة سبل ضمان أمن المنشآت النووية في خضم النزاع مع موسكو.
وزار غروسي محطة يوجنو-أوكرانسك للطاقة في الجنوب، حيث التقى مسؤولين حكوميين وموظفين.
وبحسب بيان للوكالة، فقد هدفت الزيارة إلى وضع "إجراءات ملموسة لتقديم مساعدة فنية عاجلة" في هذا البلد الذي يمتلك قدرات نووية كبيرة تتمثل في 15 مفاعلاً في أربع محطات عاملة، إضافة إلى كثير من مستودعات النفايات النووية.
وقالت الوكالة، إنه يمكن إرسال أول بعثة "في الأيام المقبلة" إلى موقع تشيرنوبل الذي شهد أسوأ كارثة نووية في التاريخ عام 1986. ويعقد غروسي، بعد ظهر الجمعة، مؤتمراً صحافياً عند عودته إلى فيينا، مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
ترودو يعارض حضور بوتين قمة العشرين
قال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، الخميس، إنه لا مكان لروسيا في القمة المقبلة لمجموعة العشرين، لأنه لا يمكن اعتبارها "شريكا بناء".
وأوضح، "لا أعتقد أنه يمكننا الجلوس مع روسيا حول الطاولة"، مشيراً إلى أنه ناقش هذا الموضوع مع الرئيس الإندونيسي الذي يرأس مجموعة العشرين هذا العام.
وأضاف رئيس الوزراء الكندي، "ليس منطقياً إجراء مناقشة حول النمو الاقتصادي العالمي إذا كانت الدولة المسؤولة عن كثير من الاضطرابات موجودة على الطاولة".
لكن هذا القرار يعود إلى مجموعة العشرين التي تشكلت لتعزيز الحوار بين القوى الصناعية القديمة المنضوية في مجموعة السبع ودول عملاقة ناشئة مثل: الصين، والبرازيل، وروسيا.
وتابع ترودو، "من المنطقي ألا يكون (الرئيس الروسي) فلاديمير بوتين هنا هذا العام"، مشدداً على أنه "سيتعين علينا إجراء مناقشة" حول مسألة استبعاد روسيا من المجموعة على المدى البعيد.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن دعا، الأسبوع الماضي، إلى استبعاد روسيا من مجموعة العشرين، بعدما طُردت إثر ضمها شبه جزيرة القرم في 2014 من مجموعة الثماني التي استعادت تسميتها السابقة "مجموعة السبع".
وقالت إندونيسيا التي ترأس مجموعة العشرين، إنها ستظل "محايدة"، بينما اعتبرت الصين أن بوتين يجب أن يكون له مكانه في القمة المقرر عقدها نهاية العام.