تتسارع التطورات العربية والدولية على أكثر من محور، والبارز في الأيام القليلة الماضية انطلاق المشاورات اليمنية - اليمنية في العاصمة السعودية الرياض برعاية مجلس التعاون الخليجي، وبمشاركة مختلف أطياف العمل السياسي والأحزاب والمكونات والشباب والمرأة، في حضور أممي ودول، وصعّدت ميليشيات الحوثي، في المقابل، وبالتحديد على التخوم الجنوبية لمحافظة مأرب (شرق البلاد) الغنية بالنفط، إضافة إلى استمرار هجماتها المتكررة التي تستهدف الأعيان المدنية والمنشآت النفطية في السعودية.
في أوكرانيا، مفاوضات ومعارك ونزوح وحرب غاز، والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أعلن أنه لا يصدق التعهدات التي أطلقتها روسيا في شأن تقليص عملياتها العسكرية في بلاده.
وإلى الشرق الأوسط حيث التوتر على أشده بين الإسرائيليين والفلسطينيين، بدءاً بعملية بئر السبع وما تلاها من قرار إسرائيلي "تنفيذ عمليات استباقية" في وقت أعلن تنظيم "داعش"، مسؤوليته عن هجوم، شمال إسرائيل، أسفر عن مقتل عنصرين من الشرطة.
وإلى السودان حيث ما زال السودانيون يترقبون حلاً لأزمتهم السياسية، وليبيا إلى المجهول بين انقسام داخلي يزداد اتساعاً، ورغبة وضغط دوليين للتوجه إلى انتخابات رئاسية وتشريعية متزامنة، في وقت تعهّدت "قمة النقب" بمواجهة تهديدات إيران وأذرعها بالمنطقة، وسط ترقب إقليمي ودولي لتطورات المباحثات حول النووي الإيراني بين القوى الغربية طهران.
اليمنيون يبدأون رمضان بهدنة
فيما كان يترقب ملايين اليمنيين المعذبين في الحرب، ما ستنبثق عنه المشاورات "اليمنية - اليمنية" التي تشهدها أروقة الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي بمقرها في العاصمة السعودية الرياض، للتوصل لإيجاد صيغة سياسية جديدة تمنع اللجوء للعنف وتُعلي قيمة التعايش في بلد كبير بمساحته، ومحدود بخيارات التعايش بين أبنائه، فإن الحوثيين قابلوا دعوات تحكيم لغة الحوار بخيار التصعيد المسلح.
وعلى مدى اليومين الماضيين، حرصت الميليشيات المدعومة من إيران على إيصال رسائل عدة توحي بأنها لا تفكر في خيارات السلام ووضع نهاية للحرب المأسوية التي أنهكت معظم السكان في البلد الفقير، عبرت عنه في بيانات وأحاديث قيادتها وإعلامها التي علتها لغة أكثر حدية عند الحديث عن السلام، وفي تطور لافت، أعلنت الأمم المتحدة أن "القوات الموالية للحكومة اليمنية المدعومة من تحالف عسكري تقوده السعودية والمتمردين الحوثيين، توافقوا على هدنة لمدة شهرين في اليمن تبدأ السبت مع احتمال تجديدها".
دول خليجية تسعى إلى إبرام معاهدة أمنية مع أميركا بعد التصعيد الحوثي
تسعى بعض الدول الخليجية إلى إبرام اتفاق مكتوب مع واشنطن، يمكن أن يُوفر الدعم الدفاعي في المقام الأول بعد تصعيد الحوثيين المدعومين من إيران لهجماتهم على كل من الإمارات والسعودية. وتسعى الدول المصدرة للنفط إلى إبرام معاهدة رسمية مع الولايات المتحدة، في الوقت الذي يحاولون فيه إعادة رسم علاقة استمرت عقوداً، في وقت تشهد المنطقة اضطرابات جيوسياسية واسعة، بحسب ما قال أشخاص مطلعون على اقتراح لـ "بلومبيرغ". وقال أحدهم إن اتفاقيات الدفاع الثنائية التي يتم توسيعها وتنقيحها بمرور الوقت قد تكون أيضاً خياراً.
ويتطلب إنشاء معاهدة جديدة تماماً مع الولايات المتحدة مساعدة من ثلثي أعضاء مجلس الشيوخ، وهي مشكلة في المحيط السياسي المشحون للغاية في واشنطن.
قصف روسي متواصل والقوات الأوكرانية تواصل تقدمها قرب كييف
قالت الاستخبارات العسكرية البريطانية، اليوم السبت الثاني من أبريل (نيسان)، إن القوات الأوكرانية تواصل تقدمها ضد القوات الروسية المنسحبة في محيط العاصمة كييف، ولفتت وزارة الدفاع البريطانية في نشرة دورية إلى أن هناك تقارير تفيد أيضاً بانسحاب القوات الروسية من مطار هوستوميل القريب من العاصمة الذي كان محل قتال منذ اليوم الأول للصراع، وأضافت الوزارة، "قامت القوات الأوكرانية في شرق أوكرانيا بتأمين طريق رئيس في شرق خاركيف بعد قتال عنيف".
وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي "إنقاذ" أكثر من 3000 شخص من مدينة ماريوبول الواقعة جنوب شرقي أوكرانيا وتُحاصرها القوات الروسية، وقال زيلينسكي إن الوضع العسكري في شرق البلاد لا يزال صعباً للغاية، مشيراً إلى أن روسيا تستعد لشن هجمات جديدة في منطقة دونباس ومدينة خاركيف.
هل فشلت "قمة النقب" أم حققت أهدافها؟
اختتم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن ووزراء خارجية إسرائيل وأربع دول عربية اجتماعاً غير مسبوق في صحراء النقب متعهدين بتعزيز التعاون، الذي قالت إسرائيل إنه سيوصل رسالة قوية إلى إيران، وعقدت "قمة النقب" بمشاركة وزراء خارجية البحرين عبد اللطيف الزياني، والإمارات عبدالله بن زايد، ومصر سامح شكري، والمغرب ناصر بوريطة.
إسرائيل تراجع حساباتها الأمنية وسط دعوات لاجتياح الضفة
انتقلت القيادة الإسرائيلية في جهودها لمنع وقوع هجمات جديدة في أعقاب عملية بني براك، إلى الميدان، وأجرى قياديون جولات ميدانية لاستكشاف ثغرات من شأنها تسهيل تسلل فلسطينيين إلى داخل إسرائيل لتنفيذ عمليات، إلى جانب النشاطات التي تقوم بها الفرق العسكرية الإسرائيلية التي تطوق الضفة الغربية وقطاع غزة، لضمان استعداد عناصرها لمختلف السيناريوهات المتوقعة للهجمات.
في غضون ذلك، تواصلت التطورات الميدانية، إذ قالت الشرطة الإسرائيلية إن قوات الأمن قتلت ثلاثة مسلحين فلسطينيين في الضفة الغربية، مع حلول يوم السبت الثاني من أبريل الحالي، ولم يصدر تعليق فوري من المسؤولين الفلسطينيين، وقالت الشرطة الإسرائيلية إن الرجال كانوا مسلحين و"قُتلوا في تبادل لإطلاق النار" في الحادث الذي وقع قبل الفجر.
إسرائيل تقتل 3 شبان في الضفة الغربية ومواجهات دامية في الخليل
لم تمر إلا ساعات قليلة على قرار الحكومة الإسرائيلية "تنفيذ عمليات استباقية" رداً على تصاعد الهجمات المسلحة ضد الإسرائيليين، حتى قتل الجيش الإسرائيلي ثلاثة فلسطينيين في جنين وبيت لحم، بالتزامن مع اقتحام أحد أعضاء الكنيست الإسرائيلي باحات المسجد الأقصى، في عودة إلى موجة عنف يُرجح أن تتصاعد مع بداية شهر رمضان الأسبوع المقبل.
وعلى غير العادة دفع الجيش الإسرائيلي بوحداته الخاصة إلى مخيم جنين، شمال الضفة الغربية، لاعتقال "مطلوبين"، قبل أن تتعرض تلك الوحدات "لإطلاق نار من قبل مسلحين فلسطينيين".
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، الجمعة، "أن فلسطينياً قتل برصاص الجيش الإسرائيلي خلال مواجهات وسط مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية". واندلعت بعدها مواجهات بين السكان وعناصر الجيش، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.
4 قتلى طعنا ودهسا في جنوب إسرائيل
ويأتي اقتحام مخيم جنين بعد يومين على هجوم نفذه مسلح فلسطيني انطلق من جنين، في شرق تل أبيب، وأسفر عن مقتل عدد من الإسرائيليين قبل أن تقتله الشرطة الإسرائيلية، وقتل "رجل مسلح بسكين"، وفق الشرطة الإسرائيلية، أربعة أشخاص وجرح ثلاثة آخرين، في مدينة بئر السبع جنوب إسرائيل، وقالت الشرطة إنها "تشتبه في عمل إرهابي".
"داعش" يعلن مسؤوليته عن هجوم الخضيرة في إسرائيل
وسط هذه الأجواء، أعلن تنظيم "داعش" مسؤوليته عن هجوم في شمال إسرائيل أسفر عن مقتل عنصرين من الشرطة، وأشار التنظيم إلى أن اثنين من عناصره "نجحا (...) في الوصول إلى شارع هربرت صموئيل بمدينة الخضيرة شمال فلسطين، وشرعا بإطلاق النار على قوة من الشرطة اليهودية، ما أسفر عن مقتل عنصرين".
طهران متفائلة وواشنطن ليست واثقة من أن الاتفاق النووي وشيك وفرنسا ترى ضرورة ملحة للحسم
قال المبعوث الأميركي إلى إيران روبرت مالي، إنه ليس واثقاً من أن الاتفاق النووي بين القوى الغربية وإيران وشيك، في وقت شددت وزارة الخارجية الفرنسية على "الضرورة الملحة" لأن يتوصل المفاوضون المجتمعون في فيينا لإجراء المحادثات في شأن البرنامج النووي الإيراني إلى اتفاق "هذا الأسبوع".
في المقابل، قال مستشار كبير للمرشد الإيراني علي خامنئي، إن الاتفاق النووي بين طهران والقوى العالمية وشيك، لكن لا يمكن أن يحدث إلا إذا أبدت الولايات المتحدة إرادة سياسية.
عقوبات أميركية على مزودين للبرنامج الصاروخي لإيران
على الرغم من مساعي الولايات المتحدة للتوصل إلى تسوية مع إيران في شأن إحياء الاتفاق حول برنامجها النووي، فرضت واشنطن عقوبات مالية على مزودين لبرنامج طهران للصواريخ الباليستية، وأوضحت وزارة الخزانة الأميركية أن هذه التدابير تأتي في أعقاب الهجوم الصاروخي الذي شنته إيران على مدينة أربيل العراقية في 13 مارس (آذار)، وتستهدف العقوبات الإيراني محمد علي حسيني وشبكة شركاته.
حل البرلمان التونسي بين دستورية القرار ودلالات التوقيت
بعد أكثر من ثمانية أشهر من وضع التجميد وتعليق الأشغال، أغلق البرلمان التونسي صفحة بإعلان رئيس الجمهورية قيس سعيد، رسمياً حل هذه المؤسسة التشريعية، استناداً إلى الفصل 72 من الدستور، وقوبل قرار حل البرلمان بردود أفعال متباينة، تراوحت بين الترحيب والتساؤل حول دستورية الإجراء، وأسباب التأخر في اتخاذ القرار.
هل من سيناريو لكسر الجمود وحل أزمة السودان السياسية؟
ما زال السودانيون يترقبون حلاً لأزمتهم السياسية التي تفجرت منذ أكثر من خمسة أشهر بإعلان قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان في 25 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي حال الطوارئ في البلاد وتعطيل العمل بالوثيقة الدستورية والشراكة مع المدنيين، في وقت تستمر التظاهرات في الشارع بقيادة "لجان المقاومة" احتجاجاً على القرارات التي اتخذها البرهان باعتبارها انقلاباً عسكرياً، التي قوبلت بعنف مفرط من قبل الأجهزة الأمنية راح ضحيته حتى الآن 92 قتيلاً، فهل هناك بالفعل بوادر انفراج تلوح في الأفق في ظل المشاورات والتحركات الإقليمية والدولية والمحلية، وما أقرب السيناريوهات التي يمكن أن تحدث لتسوية هذه الأزمة؟
ليبيا إلى المجهول... وفاق في الخارج وانقسام داخلي
بين انقسام داخلي يزداد اتساعاً، ورغبة وضغط دوليين للتوجه إلى انتخابات رئاسية وتشريعية متزامنة، وعلى الرغم من انعدام المعطيات التي تضمن نجاح العملية الانتخابية أو حتى الالتزام بموعدها الجديد، تمضي الأزمة الليبية إلى مستقبل مجهول واحتمالات كثيرة أحلاها مر.
تجميد حسابات مصرفية أوروبية لرياض سلامة
قال مصدر قضائي كبير، إن النائب العام اللبناني طلب تجميد حسابات مصرفية أوروبية تخص حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة، بعد أيام من مصادرة خمس دول أوروبية أصولاً في ما يتعلق بتحقيقات في جرائم اختلاس، ويواجه سلامة تحقيقات في لبنان، وما لا يقل عن خمس دول أوروبية في مزاعم اختلاس حوالى 330 مليون دولار من الأموال العامة بمساعدة شقيقه رجا، وهي اتهامات نفاها كلاهما، وأعلنت وكالة التعاون القضائي الجنائي الأوروبية تجميد 120 مليون يورو (132 مليون دولار) من الأصول اللبنانية في فرنسا وألمانيا ولوكسمبورغ وموناكو وبلجيكا لارتباطها بتحقيق في جرائم اختلاس، وقال مدعون ألمان إن هذه الخطوة مرتبطة بالتحقيق مع سلامة.
"الصحة العالمية": السيناريو الأسوأ ظهور متحورة جديدة أكثر ضراوة
عرضت منظمة الصحة العالمية ثلاثة مسارات قد تسلكها جائحة "كوفيد-19" هذا العام، لافتة إلى أن السيناريو الأسوأ يتضمن ظهور متحورة جديدة أكثر ضراوة من كل المتحورات السابقة التي أودت بالملايين منذ أكثر من عامين، أما السيناريو الأكثر ترجيحاً بالنسبة إلى المنظمة الأممية فهو أقل مأساوية، ويرتكز على تراجع تدريجي لخطورة المرض الذي يسببه فيروس كورونا، بفضل مناعة أفضل للشعوب، ونشرت منظمة الصحة، الأربعاء 30 مارس، نسخة معدلة من خطتها الاستراتيجية لمكافحة الوباء.