اتفق رئيس جنوب السودان سلفا كير ونائبه رياك مشار على استئناف المحادثات حول دمج القوات المتنافسة في قيادة موحدة بعد أسابيع من الصراع المتصاعد بين الجانبين.
وفي حفل توقيع مساء الأحد الثالث من أبريل (نيسان)، حضره ممثل عن حكومة السودان المجاور، أعاد كير ومشار الالتزام باتفاق السلام واتفقا على الالتزام بوقف سابق لإطلاق النار والإسراع في دمج قواتهما عبر تشكيل قيادة موحدة للقوات المسلحة، وهي إحدى القضايا العالقة التي تعيق تنفيذ اتفاق السلام.
وفي عام 2018، وقعت قوات كير ومشار اتفاق سلام أنهى حرباً أهلية امتدت لخمس سنوات. لكن تنفيذ الاتفاق كان بطيئاً، واشتبكت القوى المتنافسة مراراً بسبب خلافات حول كيفية تقاسم السلطة.
وتصاعد القتال خلال الأسابيع الماضية. وعلقت الحركة الشعبية (تضم الجيش الشعبي لتحرير السودان) المعارضة، التي يتزعمها مشار، مشاركتها في آليات الإشراف على اتفاق السلام في 23 مارس (آذار) بسبب ما قالت إنه هجمات من القوات الحكومية.
وباءً على اتفاق الأحد، سيتم تعيين جنرالات المعارضة في هيكل قيادة موحد خلال الأسبوع المقبل. وينتقل الطرفان بعد ذلك إلى تخريج جنود الجيش الشعبي لتحرير السودان من مراكز التدريب لدمجهم في الجيش.
تحقيق السلام
وقال مارتن أبوشا الذي وقع الاتفاق نيابة عن حزب مشار المعارض، إن "السلام مسألة أمنية واليوم (بلغنا) مرحلة مهمة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأكد المستشار الأمني للرئيس كير، توت جاتلواك، "نحن مع السلام ويتعين علينا جميعاً العمل من أجل السلام".
وازداد التوتر بين الفصائل الموالية لمشار وكير في الآونة الأخيرة، ما أثار مخاوف دولية من تجدد النزاع في جنوب السودان.
وحضر مشار وكير مراسم توقيع الاتفاق في العاصمة جوبا. وثمة تفاصيل ما زالت لم تحسم بعد، ومنها النسبة الدقيقة للقوات الموالية لكير إلى القوات الموالية لمشار في الجيش الموحد.
وقال متحدث باسم الحركة الشعبية إن النسبة ستتراوح تقريباً بين 45 و55 في المئة أو 40 و60 في المئة، على أن تكون النسبة الأكبر من المناصب القيادية في الجيش والشرطة وقوات الأمن الوطني لمعسكر الرئيس.
مبادرة "أحادية الجانب"
وصل محمد حمدان دقلو، المسؤول الثاني في المجلس العسكري الحاكم بعد انقلاب 25 أكتوبر (تشرين الأول) في الخرطوم، إلى جوبا الجمعة في مسعى لإيجاد حل في إطار البنود الأمنية الناجمة عن اتفاق السلام.
وسمحت هذه الوساطة بالتوصل إلى توافق، بعدما نشر كير مرسوماً رئاسياً في 25 مارس (آذار) يتعلق بتشكيل هيكل القيادة، لكن مشار سرعان ما رفضه، مندداً بمبادرة "أحادية الجانب".
ومنذ استقلالها عن السودان في عام 2011، دخلت البلاد في أزمة تلو أخرى، وعانت فيضانات وجوعاً وموجات عنف وخلافات سياسية، ما حال دون تعافيها من الحرب الأهلية الدامية التي خلفت قرابة 400 ألف قتيل وأربعة ملايين نازح بين عامي 2013 و2018.