أعلنت الرئاسة اللبنانية، الثلاثاء الخامس من أبريل (نيسان)، أن البابا فرنسيس سيزور البلاد في يونيو (حزيران) المقبل، في خطوة طال انتظارها من اللبنانيين الذين يتخبطون منذ عامين في أزمة اقتصادية غير مسبوقة.
وأوردت الرئاسة في بيان أن السفير البابوي في لبنان المونسنيور جوزف سبيتري، سلّم رئيس الجمهورية ميشال عون "رسالة خطية أعلمه فيها أن قداسة البابا فرنسيس قرر زيارة لبنان في شهر يونيو المقبل، على أن يصار إلى تحديد تاريخ الزيارة وبرنامجها وموعد الإعلان عنها رسمياً، بالتنسيق بين لبنان والكرسي الرسولي".
وقال عون، وفق البيان، إن "اللبنانيين ينتظرون هذه الزيارة منذ مدة للتعبير عن امتنانهم لمواقف قداسته تجاه لبنان وشعبه، وللمبادرات التي قام بها، والصلوات التي رفعها من أجل إحلال السلام والاستقرار فيه، والتضامن مع شعبه في الظروف الصعبة التي يمرّ بها".
قلق "شديد" تجاه لبنان
وسبق للبابا فرنسيس، الذي يتوقع أن تحظى زيارته بحفاوة بالغة، أن أعرب مراراً عن رغبته بزيارة لبنان، ووجّه خلال الأشهر الأخيرة رسائل دعم عدة لهذا البلد الغارق في أزمة اقتصادية واجتماعية غير مسبوقة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأعرب خلال زيارته جزيرة قبرص في ديسمبر (كانون الأول)، عن "قلق شديد" إزاء الأزمة. وقال في كلمة ألقاها أمام مسؤولي الكنيسة المارونية التي قدم حينها بطريركها بشارة الراعي من لبنان خصيصاً للمشاركة في استقباله، "عندما أفكر في لبنان، أشعر بقلق شديد للأزمة التي يواجهها، وأشعر بمعاناة شعب متعب وممتحن بالعنف والألم". وأضاف، "أحمل في صلاتي الرغبة بالسلام التي تنبع من قلب ذلك البلد".
وطالب البابا في أغسطس (آب) المجتمع الدولي بتقديم "مبادرات ملموسة" من أجل لبنان، بعد عام من الانفجار الهائل الذي وقع في مرفأ بيروت وأسفر عن مقتل أكثر من 200 شخص وإصابة أكثر من 6500 بجروح، محدثاً دماراً واسعاً.
وفي يوليو (تموز)، استقبل البابا فرنسيس في الفاتيكان تسعة من رؤساء الكنائس في لبنان. ووجّه رسالة أمل إلى الشعب اللبناني، داعياً اللبنانيين إلى "عدم القنوط".
الزيارات السابقة
وهذه هي الزيارة الثالثة لرئيس الكنيسة الكاثوليكية إلى لبنان منذ انتهاء الحرب الأهلية (1975-1990)، إذ قام البابا بنديكتوس السادس عشر في سبتمبر (أيلول) 2012، بزيارة إلى البلاد جاءت حينها على وقع تدفق اللاجئين من سوريا المجاورة.
كما قام البابا الراحل يوحنا بولس الثاني بزيارة تاريخية إلى لبنان عام 1997، طبعتها عبارته "لبنان أكثر من وطن إنه رسالة".
وتتعايش 18 طائفة رسمياً في لبنان. ولا يعدد الدستور اللبناني هذه الطوائف بالتفصيل، إلا أن المادة التاسعة منه تنص على أن "حرية الاعتقاد مطلقة" و"الدولة تحترم جميع الأديان والمذاهب وتكفل حرية إقامة الشعائر الدينية تحت حمايتها على ألا يكون في ذلك إخلال في النظام العام".