تراجعت في اليوم الثاني الاستجابة للعصيان الذي دعت إليه المعارضة، وزادت وتيرة حركة السير في الخرطوم وفتحت المحال التجارية. وسياسياً، نشط الوسيط الأثيوبي في اتصالات لتقريب مواقف المجلس العسكري و"قوى الحرية والتغيير" في السودان، بينما اتجه المجلس للتشاور مع كتل سياسية أخرى وبدا زاهداً في انتظار المعارضة المتمسكة بشروط مسبقة قبل العودة إلى المفاوضات.
في حين فُتحت محال تجارية ومحطات الوقود في الخرطوم، وشوهدت حافلات المواصلات العامة تنقل ركاباً في الشوارع، في ثاني أيام حملة العصيان المدني الذي دعت إليه "قوى الحرية والتغيير".
ولعل أسواق الخضر والفاكهة واللحوم والمخابز هي أكثر ما عمل، نظراً لضرورة سلعها.
وأكدت إدارة شركة مطار الخرطوم الدولي أن حضور الموظفين والعاملين والشركات العاملة في المطار يسير بصورة جيدة في اليوم الثاني، مؤكدة أن جدول الرحلات اليومية يسير بصورة طبيعية وأن حركة الطيران نشطة جداً. وأشارت إلى أن عدداً من الشركات طالبت برحلات إضافية.
وقالت وكالة الأنباء السودانية الرسمية إن العمل انتظم في المصارف السودانية، عقب عطلة عيد الفطر، فيما أكد مدير هيئة السكك الحديدية، في وزارة النقل والطرق والجسور، إبراهيم فضل عبدالله، استمرار حركة القطارات بصورة طبيعية.
تدابير لإنجاح العصيان
قال "تجمع المهنيين السوادنيين"، الاثنين، إن العصيان المدني مستمر لليوم الثاني وسيستمر، على الرغم من تحذيرات المجلس العسكري الانتقالي ومطالبته بالتراجع عن تلك الخطوة.
وأرفق التجمع صوراً ومقطع فيديو، تشير إلى غلق المحال والمصالح الحكومية وحركة قليلة للسيارات في اليوم الثاني، لا سيما في العاصمة الخرطوم.
وكشف التجمع عن خطة تحركه في الأيام المقبلة لضمان استمرار العصيان المدني الشامل حتى تسليم السلطة لحكومة مدنية.
أضاف، أن الحراك سيستمر في إقامة المتاريس في كل الشوارع الرئيسة والفرعية من دون حراستها، لكن مع الإصرار على إعادتها مرة ثانية إذا قامت من وصفوها بـ "مليشيات المجلس العسكري الانقلابي" برفعها وإزالتها.
وبينما يسابق المحتجون الزمن لوضع متاريس في كثير من الشوارع والأزقة، وإعادة ما تم رفعه منها، تتجوّل دوريات من الشرطة وقوات الدعم السريع، ويعمل عناصرها على إزالتها بأيديهم، وبواسطة جرافات، ويضرمون النار في كل ما يمكن إحراقه من مخلّفات لتفادي استخدامه من قبل المحتجين.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وإضافة إلى المتاريس، أعلن التجمع أنه شكل وحدات تتجوّل في البيوت والدواوين للتوعية وتوصيل المعلومات وشرح أهداف العصيان المدني.
وكشف أيضاً عن وجود "أناس مسؤولين عن ضمان وجود مصادر الأكل والشرب لسكان الحي، بخاصة كبار السن والأطفال والمحتاجين".
مشاورات سياسية
على المستوى السياسي، نشط محمود درير الوسيط الأثيوبي، مستشار رئيس الوزراء آبي أحمد، وأجرى مشاورات مع رئيس المجلس العسكري الفريق عبد الفتاح البرهان وقيادات في "قوى الحرية والتغيير"، بعيداً من عيون الإعلام، لتقريب مواقف الطرفين في شأن ترتيبات العودة إلى المفاوضات لتسوية القضايا العالقة المرتبطة بنسب العسكريين والمدنيين في المجلس السيادي وتحديد رئيس للمجلس.
وعلمت "اندبندنت عربية" أن المجلس العسكري بدا يائساً من المعارضة لتمسكها بشروط مسبقة قبل العودة إلى التفاوض والاستمرار في التصعيد بالعصيان، وقيادة حملة إعلامية مناهضة له واعتباره عدواً ووصفه بـ"الانقلابي المجرم" والتخطيط لإسقاطه.
وبدأ المجلس العسكري التفاهم مع كتل سياسية كانت بعض فصائلها متحالفة مع نظام الرئيس المعزول عمر البشير. وستوقّع تلك الكتل ميثاقاً وخطة لإدارة المرحلة الانتقالية. وسيشاور المجلس الكتل بشأن ترشيح شخصيات مستقلة لتشكيل حكومة كفاءات تدير البلاد والتحضير لانتخابات عامة.