تنتهي الحملة الانتخابية للرئاسة الفرنسية عند منتصف ليل الجمعة 8 أبريل (نيسان). ويدخل المرشحون الصمت الانتخابي بعدما كثفوا، في الأيام والساعات الأخيرة، تحركاتهم وإطلالاتهم الإعلامية سعياً لتحفيز الناخبين وإقناع المترددين والمقاطعين المحتملين.
وخلال الصمت الانتخابي يُحظر على المرشحين عقد اجتماعات عامة وتوزيع منشورات والقيام بالدعاية عبر الإنترنت، ولا تُنشر أي مقابلة أو استطلاع للرأي أو تقديرات، حتى صدور النتائج الأحد عند الساعة السادسة عصراً.
وقد وزعت حتى بعد ظهر الخميس 69 في المئة من المغلفات الانتخابية الـ47.9 مليون التي تحتوي على برامج المرشحين الـ12 على الناخبين، بحسب وزارة الداخلية.
أما في مقاطعات ومناطق ما وراء البحار، أي غوادلوب وغويانا ومارتينيك وسان بارتيليمي وسان مارتان وسان بيار وميكلون وبولينيزيا الفرنسية، حيث تنظم الانتخابات السبت، فانتهت الحملة في منتصف ليل الخميس.
وكانت حملة الدورة الأولى من الانتخابات خارجة عن المألوف منذ قيام الجمهورية الخامسة عام 1958، إذ عطلتها أزمة وباء "كوفيد-19" وهيمنت عليها الحرب في أوكرانيا.
سيناريو 2017
وبتسببه بارتفاع حاد في أسعار الطاقة والمواد الغذائية، أبرز الهجوم الروسي على أوكرانيا الحاجة الملحة لمعالجة الموضوع الذي يتصدر هواجس الفرنسيين وهو القدرة الشرائية.
وفي هذا السياق، تشير نيات الأصوات التي عكستها استطلاعات الرأي إلى سيناريو مماثل لعام 2017 حين انتقل الرئيس المنتهية ولايته إيمانويل ماكرون (الجمهورية إلى الأمام) ومرشحة اليمين المتطرف مارين لوبن إلى الدورة الثانية قبل أن يفوز ماكرون بالرئاسة.
لكن، هل سيناريو كهذا مؤكد هذه المرة؟
ففي حال تكرار المواجهة الأخيرة بين ماكرون ولوبن، قد تتفكك "الجبهة الجمهورية" التي قطعت الطريق أمام مرشحة التجمع الوطني، في ظل تيار "مضاد للماكرونية" نشأ في صفوف الرأي العام خلال الولاية الرئاسية من خمس سنوات.
الفارق بين لوبن وماكرون
وحققت لوبن التي عملت على إظهار نفسها في موقع أكثر اعتدالاً، ولو أن برنامجها يبقى "راديكالياً" في موضوعي الهجرة ومؤسسات الدولة، تقدماً بمقدار نقطتين خلال أسبوع لتصل إلى 22 في المئة من نيات الأصوات.
أما ماكرون الذي اقتصرت حملته على الحد الأدنى، فيسجل انحساراً بالمقدار ذاته إلى 26 في المئة من نيات الأصوات، بحسب استطلاع أخير للرأي أجراه معهدا "أوبينيون واي" و"كيا بارتنرز" ونشرت نتائجه الخميس.
ويتقلص الفارق أكثر في الدورة الثانية، إذ تشير التوقعات إلى فوز ماكرون على لوبن بنسبة 53 في مقابل 47 في المئة، بالمقارنة مع 55 مقابل في 45 في المئة قبل أسبوع.
وأوضح ماكرون في صحيفة "لو باريزيان"، الجمعة، أن "المبادئ الجوهرية" لمرشحة "التجمع الوطني"، "لم تتغير: إنه برنامج عنصري يهدف إلى إحداث شرخ داخل المجتمع وهو كثير التشدد"، مضيفاً "مارين لوبن لديها برنامج اجتماعي كاذب لأنها لا تموله".
التصويت المفيد ومستوى المقاطعة
أما مرشح "فرنسا المتمردة" جان لوك ميلانشون، الذي يأتي في المرتبة الثالثة بحصوله على حوالى 16 في المئة من نيات الأصوات، فيأمل في بلبلة اللعبة، منادياً بضرورة اعتماد "التصويت المفيد" الذي سيسمح لليسار بالوصول إلى الدورة الثانية.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وسيكون مستوى المقاطعة أحد المفاتيح لتفسير نتائج الانتخابات، في وقت يتوقع أن يبلغ أو حتى يتخطى النسبة القياسية المسجلة عام 2002 وقدرها 28.4 في المئة (22.2 في المئة عام 2017).
سعياً للحفاظ على حضور إعلامي حتى اللحظة الأخيرة، أعطى ماكرون مقابلة لإذاعة "إر تي إل" باكراً صباح الجمعة. ويتوقع أن يجري مقابلة ثانية في الساعة 19,00 للوسيلة الإعلامية الإلكترونية "بروت" التي يتابعها جمهور من الشباب.
كذلك، حضرت لوبن من بيربينيان في برنامج صباحي على إذاعة "فرانس إنفو"، قبل أن تزور في المدينة نصب الفرنسيين المفقودين في الجزائر.
أنشطة الساعات الأخيرة
وفي معسكر اليمين، تتوجه فاليري بيكريس ("الجمهوريون") التي تتنافس مع مرشح اليمين المتطرف إريك زمور بحصولهما على حوالى 9 في المئة من الأصوات، إلى مدينة كيران في جنوب فرنسا، حيث تلتقي أصحاب كروم. فيما يقوم نيكولا دوبون إينيان ("انهضي فرنسا" 2 في المئة) بتحرك عند مركز لدفع رسوم المرور في سان أرنو بضاحية باريس ويزور قرب باريس نصب مون فاليريان الذي يكرم المقاومين والمقاتلين الفرنسيين في الحرب العالمية الثانية.
من جانبه، يزور المرشح البيئي يانيك جادو (5 في المئة) مدينة ليون في وسط شرقي فرنسا، فيما يختتم الشيوعي فابيان روسيل (5 في المئة) حملته في باريس.
وأخيراً، يعقد مرشح "الحزب الجديد المعادي للرأسمالية" فيليب بوتو ومرشحة "الكفاح العمالي" ناتالي أرتو (1 في المئة لكل منهما) التجمعين الانتخابيين الأخيرين لهما في غرونوبل (وسط شرق) وروان (شمال) على التوالي.