أًطلق صاروخ تابع لشركة سبيس إكس اليوم الجمعة مركبة تحمل لأول مرة على الإطلاق فريقا من رواد فضاء كله من القطاع الخاص إلى محطة الفضاء الدولية في رحلة أشاد بها المسؤولون التنفيذيون في الصناعة وإدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا) باعتبارها علامة فارقة في تسويق رحلات المدار الأرضي المنخفض.
وانطلق الفريق المكون من أربعة رجال والذي اختارته شركة أكسيوم سبيس التي مقرها هيوستن، لبدء أولي رحلاتها في مجال الفضاء وعلوم المدار في الساعة 11.17 صباحا بتوقيت شرق الولايات المتحدة (1517 بتوقيت جرينتش) من مركز كنيدي للفضاء التابع لناسا في كيب كنافيرال بولاية فلوريدا.
وأظهر بث مصور مباشر عبر الإنترنت لشركة أكسيوم مركبة إطلاق سبيس إكس التي تتكون من صاروخ فالكون 9 تعلوه مركبة كرو دراجون وهي تنطلق في السماء الزرقاء فوق ساحل المحيط الأطلسي في فلوريدا.
ونالت الخطوة إشادة من ناسا والمسؤولين التنفيذين في الصناعة باعتبارها علامة فارقة في أحدث توسع لمشاريع الفضاء التجارية التي يشار إليها مجتمعة من قبل المطلعين باسم اقتصاد المدار الأرضي المنخفض.
وإذا سارت الأمور بسلاسة، فإن الرباعي بقيادة رائد فضاء ناسا المتقاعد مايكل لوبيز-أليجريا سيصل إلى محطة الفضاء بعد 28 ساعة حيث ترسو كبسولة كرو دراجون التي توفرها سبيس إكس في محطة الفضاء الدولية على بعد حوالي 400 كيلومتر من كوكب الأرض.
ويقود البعثة لوبيز-أليجريا (63 عاما) الإسباني المولد ونائب رئيس تطوير الأعمال في أكسيوم. وينضم إليه لاري كونور رائد الأعمال في مجال العقارات والتكنولوجيا وطيار الأكروبات القادم من أوهايو. وكونور في السبعينيات من عمره لكن الشركة لم تذكر عمره بدقة.
ويضم فريق ايه.إكس-1 أيضا الطيار الإسرائيلي المقاتل السابق إيتان ستيبه (64 عاما) ورجل الأعمال الكندي مارك باثي البالغ من العمر 52 عاما، ويشغل كلاهما منصب الأخصائي في البعثة.
وسيصبح ستيبه ثاني إسرائيلي يصل الفضاء بعد إيلان رامون الذي لاقى حتفه مع ستة من زملائه في ناسا في كارثة مكوك الفضاء كولومبيا عام 2003.
وقال لوبيز-أليجريا في مؤتمر صحفي في الآونة الأخيرة "لسنا سائحي فضاء" مضيفا أن فريق أكسيوم خضع لتدريب مكثف مع ناسا وسبيس إكس وسيجري بحثا في الطب الحيوي.
ويحمل ما يسمى بفريق إيه.إكس-1 معدات وإمدادات من أجل 26 تجربة علمية وتكنولوجية سيتم إجراؤها قبل مغادرة المدار والعودة إلى الأرض بعد عشرة أيام من الإطلاق.
وقال المسؤولون التنفيذيون في الشركة إن ذلك يشمل أبحاث حول صحة الدماغ والخلايا الجذعية للقلب والسرطان والشيخوخة بالإضافة إلى عرض تكنولوجي لإنتاج البصريات باستخدام التوتر السطحي للسوائل في الجاذبية الصغرى.
تدريب وأموال
وفي العام الماضي، أرسلت روسيا طاقم تصوير سينمائي إلى هذه المحطة المدارية، ثم نقلت مليارديراً يابانياً إليها. لكن أفراد طواقم هذه المهمات انتقلوا بواسطة صواريخ سويوز برفقة رواد فضاء محترفين.
هذه المرة، تنظم شركة "أكسيوم سبايس" الرحلة بالتعاون مع "سبايس إكس" و"ناسا" التي تتقاضى أموالاً في مقابل استخدام محطتها.
ويقود المهمة المسماة "Ax-1" الأميركي الإسباني مايكل لوبيث-أليغريا، وهو رائد فضاء سابق زار محطة الفضاء الدولية قبلاً.
ودفع كل من أعضاء الطاقم الثلاثة الآخرين عشرات ملايين الدولارات لكل منهم للإفادة من هذه التجربة. ويشغل دور الطيار، الأميركي لاري كونور الذي يرأس شركة عقارية.
ويضم طاقم الرحلة أيضاً الكندي مارك باثي وهو رئيس شركة استثمارية، والطيار السابق إيتان ستيبي المؤسس المشارك لصندوق استثماري.
وسيكون الأخير ثاني رائد فضاء إسرائيلي في التاريخ بعد إيلان رامون الذي قضى عام 2003 في انفجار مكوك الفضاء الأميركي "كولومبيا" لدى عودته من محطة الفضاء الدولية.
وقال ستيبي في مؤتمر صحافي الأسبوع الماضي "كان صديقاً لي"، مضيفاً "سأكمل التجربة التي بدأها (رامون) قبل 19 عاماً مع تركيز على مراقبة العواصف".
ولهؤلاء الرجال الأربعة برنامج مثقل، مع حوالى 25 تجربة علمية تتعلق بالشيخوخة وصحة القلب أو حتى الخلايا الجذعية.
وقال مارك باثي إن "التجارب التي سأجريها هناك، والتي تقام لحساب جامعات ومعاهد بحثية كندية، ربما ما كانت لتحصل في الفضاء" لولا هذه المهمة.
وهذا من بين أسباب رفض أعضاء مهمة Ax-1 توصيفهم بأنهم سائحون فضائيون.
وقال لاري كونور "أعتقد أنه من المهم التفريق بين سائحي الفضاء ورواد الفضاء الخاصين"، إذ إن أفراد الفئة الأولى "يمضون من 10 إلى 15 ساعة في التدريب من أجل الخروج إلى الفضاء لخمس إلى 10 دقائق (...) أما نحن فقد أمضينا 750 إلى أكثر من ألف ساعة في التدريب".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقد تدرب كونور ومايكل لوبيث أليغريا على نظام كبسولة "دراغون" من "سبايس إكس".
وجميعهم تعلموا كيفية التصرف في حالات الطوارئ في المحطة. ولكن أيضاً على القيام بمهام من الحياة اليومية، مثل الاستحمام في حالة انعدام الوزن.
مع ذلك، فإن تدريبهم أقل تقدماً من ذلك الذي يتلقاه رواد الفضاء المحترفون الذين يجب أن يكونوا قادرين على إجراء طلعات في الفضاء أو حتى إصلاح المعدات.
جولة إرشادية
من المقرر أن تلتحم كبسولة "دراغون" بمحطة الفضاء الدولية السبت قرابة الساعة 7.30 صباحاً (11.30 ت غ).
عند الوصول، سيتلقى الطاقم جولة إرشادية في المحطة قبل البدء بالعمل.
هذه المرة السادسة التي تنقل فيها "سبايس إكس" بشراً (الخامسة إلى محطة الفضاء الدولية). وقد حصلت الرحلة الأولى قبل أقل من عامين.
وتوصلت شركة "أكسيوم سبايس" إلى اتفاق على تسيير أربع مهمات مع "سبايس إكس"، وأعطت "ناسا" موافقة مبدئية رسمية على مهمة ثانية تحمل اسم Ax-2.
بالنسبة لـ"أكسيوم سبايس"، تمثل هذه المهمة خطوة أولى نحو تحقيق هدف طموح يتمثل في بناء محطة فضائية خاصة بها.
وقال رئيس الشركة مايكل سوفريديني إن "من المهم بالنسبة لنا أن نكون قادرين على تكرار" مثل هذه المهام "على نطاق أصغر".
ويُتوقع إطلاق الوحدة الأولى من هذه المحطة الخاصة في أيلول (سبتمبر) 2024. وسيتم ربط هيكل المحطة المستقبلية أولاً بمحطة الفضاء الدولية، قبل أن تصبح مستقلة عند سحب الأخيرة من الخدمة، مبدئياً بحدود عام 2030.