اعتبر رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة أن عودة سفيري المملكة العربية السعودية وليد البخاري، والكويت عبد العال القناعي إلى بيروت، خطوة مهمة وأساسية، ومؤشر إلى عودة سفراء الدول الخليجية مع بداية شهر رمضان المبارك تمثل معها الخير، ورغبة دول الخليج في العودة إلى احتضان لبنان، مع التأكيد على أن الأسباب التي أدت إلى سحبهم كانت بفعل عدم التزام لبنان بمصالحه الحقيقية، بأن يكون على علاقة جيدة مع الأشقاء العرب وألا يكون منصة أو نقطة انطلاق لما يضر بالدول العربية بأي شكل، وألا يؤدي إلى التدخل في شؤونها، أو يتسبب بالإطاحة بمصالح، ولا يكون مكاناً لتصدير المخدرات لتخريب المجتمعات العربية.
وأشارالسنيورة في حديث لـ "اندبندنت عربية"، إلى التوضيح الذي قدمه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي حول الإلتزام برفض ما يمس بدول الخليج، مؤكداً أهمية استمرار الالتزام بذلك و"بألا نعود إلى ما كنا عليه من الانفلاش في المواقف المضرة للبنان ومصالحه مع الدول العربية ومصالح اللبنانيين الموجودين فيها".
ولفت أنه "مرت علينا مرحلة شعر فيها اللبنانيون بمقدار الأعباء التي تترتب على لبنان بسبب الغياب العربي عنه، وبأهمية العودة إلى احتضانه".
تأخر الاتفاق مع الصندوق أهدر مبالغ طائلة
وقال رئيس الحكومة الأسبق، في شأن الاتفاق المبدئي مع صندوق النقد إنه "ضروري جداً وكان مهماً أن يتم قبل ذلك بكثير. وأذكر أن في 6 يناير (كانون الثاني) 2021 أي قبل 15 شهراً قلت أن كل تأخير في المعالجات الصحيحة للمعالجات الصحيحة بالاتفاق مع صندوق النقد، سيؤدي كل يوم إلى شهر إضافي من الأوجاع والآلام والأكلاف على لبنان. وهذا ما حصل فأُهدرت مبالغ طائلة من الاحتياطي كان من الممكن ادخارها للفترة الصعبة، لكن التصرفات الشعبوية عند كثير من السياسيين أدت إلى هذا الهدر الكبير وإلى مزيد من الأوجاع".
وتابع "يتطلب الاتفاق قرارات من الحكومة والمجلس النيابي، يوفر تنفيذها بحد ذاتها بيئة مؤاتية للنشاط الاقتصادي في لبنان، لاستعادة الثقة وفرص عمل جديدة. وتسهم في إعادة هيكلة القطاع المصرفي ليقوم بدوره في تمويل الاقتصاد وتحسين المالية العامة، وتكون خطوة لإصلاح القطاع العام، ولا سيما الكهرباء لتأمين تغذية أفضل وتخفيف أعباء عن اللبنانيين. والاتفاق خطوة باتجاه توحيد سعر الصرف لإزالة التشوهات من الاقتصاد، وتسهم في تحسين الحوكمة ومحاربة الفساد، وتعيد الاعتبار للكفاءة والجدارة في المسؤوليات. ويمكن أن يتم ذلك بمساعدة تقنية من الصندوق".
ورأى السنيورة أن عودة السفراء الخليجيين والاتفاق مع الصندوق "حدثان مهمان جداً لكن علينا أن ننتهزهما لاستعادة الثقة بالمستقبل وفتح الباب أمام المتغيرات نحو الأفضل.
شهادة حسن السلوك
وحول إمكان تطبيق الخطوات المطلوبة قبل الانتخابات النيابية، يرى السنيورة أن الإصلاحات كان يفترض إتمامها قبل سنوات.
ويوضح "قلت هذا الكلام على مدى السنوات التي كنت فيها وزيراً للمال، ومن ثم كرئيس للحكومة، ومن ثم كنائب لتسع سنوات، وأن هذه الإصلاحات كان ينبغي أن تتم في التسعينات وفي العشرية الأولى وبعدها في العشرية الثانية، لكن الاستعصاء المزمن على الإصلاح كان يحول دونها أكان لجهة الحد من تضخم آلة الدولة بإداراتها وأجهزتها العسكرية أو لجهة الإصلاحات المالية والاقتصادية".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ويضيف "أصدرت كتابين يبينان للقارئ كيف وصلنا إلى هذا التدهور. وما كان يمكن تجنبه جرى تضييعه بممارسات الاستعصاء وبسبب السيطرة الكبرى التي أطبق فيها "حزب الله" والأحزاب الطائفية والمذهبية والميليشياوية والمذهبية المنضوية معه، على الدولة واختطافها ومصادرة قرارها، فلم يعد هناك ثقة بإمكان وجود إدارة سليمة للوضع. الحزب سيطر على هذا البناء بالكامل ومكّن الأحزاب من الحصول على شقة من هذا المبنى بما يعطيه مكتسبات ومنافع وامتيازات. لكن الحزب حصل على هذا المبنى بحيث لا يتم أي قرار لا يستطيع هو أن يتحكم به. أضعنا الفرص ولم نقم بالإصلاحات. بنظرة الموضوعية أشك أن النواب على استعداد لاتخاذ القرارات التي ينبغي اتخاذها".
أما عن إعلان الرئيس ميقاتي أن الاتفاق مع صندوق النقد تأشيرة للدول المانحة كي تساعد لبنان، فيقول السنيورة إنه "لم يبق صديق وشقيق زار لبنان إلا وقال عليكم أن تساعدوا أنفسكم ومن ثم تظهر نيات الأشقاء والأصدقاء. عندما يبدأ لبنان بهذه الخطوات الجدية سيجد كثر نيتهم ورغبتهم مساعدة البلد، بناء على الاتفاق مع الصندوق، وهي شهادة حسن سلوك عن إمكانية تحسين الوضع المالي فتكون مقدمة كي يسهم الأشقاء والآخرون في معاونة لبنان.
إيران و"حزب الله" اعترفا بالتدخل في اليمن
في حرب اليمن حصل تطور مُلفت. فبعد رعاية السعودية مؤتمر مشاورات يمنية، فوّض الرئيس عبد ربه منصور هادي صلاحياته لمجلس قيادة رئاسي كلّف بالتفاوض مع الحوثيين. ما هي تداعيات ذلك على لبنان كون "حزب الله" وإيران متهمين بالتدخل في هذه الحرب، وهل هذا نتيجة تقدم في الاتصالات السعودية الإيرانية؟
يجيب السنيورة "هما ليسا متهمَين. هما اعترفا بذلك. ليس خافياً على أحد أن كل التقنيات العسكرية ليست من صنع الحوثيين. هي من صنع التزويد والمعاونة التقنية من قبل إيران و"حزب الله". كل جهد يبذَل لإطفاء الحرائق مشكور.وكذلك معالجة نتائج حرب اليمن واحتضان كافة اليمنيين. أعتقد أن الخطوة السعودية بالتعاون مع الذين شاركوا في مؤتمر الرياض، جيدة لا سيما أنها أُتبعت باستعداد من المملكة لتزويد اليمن بمقدرات مالية للنهوض. هي خطوة على قدر عالٍ من التبصر والفهم الحقيقي لأهمية وضع حد للخسارة الكبرى بسبب استمرار الحرب والتدخلات".
ليس خافياً على أحد أن كل التقنيات العسكرية ليست من صنع الحوثيين. هي من صنع التزويد والمعاونة التقنية من قبل إيران و"حزب الله
ولكن هل سيلقى ذلك تجاوباً من إيران؟ يعتقد رئيس الحكومة السابق، أن "لطهران مصلحة كبرى إذا أرادت أن تستفيد من هذه المبادرة وإلا تمعن في الغرق في المستنقع اليمني، ولا يخرجها من المستنقعات التي تتورط فيها. في المحصلة، وليس لدي تفاصيل عما بلغته المفاوضات، يجب أن تكون لدينا الشجاعة والإقدام لنطفئ هذا الحريق الذي لا ينتهي بين العالم العربي وإيران، التي هي حقيقة جغرافية علينا إيجاد حلول لكن لا يمكن أن يكون الحب من طرف واحد. ويجب أن يكون ذلك على أساس الاحترام الكامل لسيادة واستقلال كل من المجموعة العربية من جهة وإيران من جهة ثانية".
ويضيف "لا يمكن على الإطلاق أن تستمر إيران في إشعال الحرائق والتدخل في العالم العربي، وكما يقولون هم في العراق وسوريا واليمن. هناك حاجة للطرفين الإيراني والعربي بذلك كما أثبتت الأيام. نحن جيران وبالتالي نتشارك في كثير من الأمور لكن ليس على طريقة العلاقة الطيبة من طرف واحد. الطرفان يجب أن يمارسا العلاقة الصحيحة لإخراج المنطقة من هذا اللهيب الذي أدى إلى حرق جهود وأموال وطاقات وتدمير ليس فقط الأجيال التي شهدت الحرب بل تدمير الأجيال القادمة التي جرى تعليمها على الكره والعداوة".
ليصوب لبنان بوصلته
ولدى سؤاله عما إذا كان لبنان بحاجة إلى مؤتمر وطني من أجل الحل السياسي كي يحصل على مساعدات عربية، على غرارما أدى إليه مؤتمر الرياض بتقديم مجلس التعاون 3 مليارات دولار لمساعدة اليمنيين، يقول السنيورة في حديث لـ "اندبندنت عربية"، "لبنان ليس بحاجة إلى مؤتمر، ليضع نفسه على الطريق الصحيح ويصوب بوصلته وعلاقته مع الدول العربية ويصوب بوصلته العربية، والداخلية التي اهتزت واختلت بسبب الممارسات التي أثبتت فشلها بنظرية الرئيس القوي، لأن الرئيس ليس قوياً بعضلاته بل بعقله وحزمه واحتضانه الجميع، وليس قوياً في طائفته بل لدى جميع المكونات اللبنانية، الأمر الذي يجعله فوق كل المؤسسات الدستورية، ومقبولاً من الجميع وقادراً على احتضان الجميع".
ودعا السنيورة إلى "استخلاص الدروس من التجارب السيئة التي أدت إلى الاختلالات في التوازنات الداخلية والخارجية، وأهدرت كل الفرص التي أتيحت، وأوصلت اللبنانيين إلى الفاقة والعوز".
ورأى أن "على لبنان العودة إلى إحترام دستوره واستقلالية القضاء والكفاءة والجدارة ومصلحة اللبنانيين بعلاقاتهم مع الدول، واستعادة الدولة اللبنانية المخطوفة. وعندها لا شك لدي على الإطلاق بأن هناك رغبة عربية ومن أصدقائه في الوقوف إلى جانبه".
الاستعصاء على الإصلاح أضاع الفرص
يعدد رئيس الحكومة الأسبق أرقام ما حصل عليه لبنان من تعهدات بمساعدات مالية خلال السنوات الثلاثين الماضية من أشقائه العرب وأصدقائه تقدر بزهاء 33 مليار دولار، أكان في مؤتمر أصدقاء لبنان عام 1996 ومن ثم في مؤتمر باريس 1 و2 و3 واستوكهولم وفيينا و"سيدر"، لكنه ضيّع الفرص ولم يستفد إلا من قسم بسيط منها، لأن هناك استعصاء مزمن على الإصلاح. عندما يتنبه اللبنانيون وهم على أعتاب الانتخابات النيابية والرئاسية لمصلحتهم، ستجد من يقف إلى جانب لبنان، وعندها يمكن عقد مؤتمر عربي لمساعدته وإنهاء اقتصاده.
حصلت على كل المناصب ولم أفكر بالترشح
في 24 فبراير (شباط) الماضي، دعا السنيورة اللبنانيين السنّة إلى المشاركة في الانتخابات ترشيحاً واقتراعاً وساهم في تشكيل لوائح، فإلى أي مدى لقيت دعوته استجابة خصوصاً في الوسط السني وجمهور تيار "المستقبل" بعد عزوفه؟
يقول السنيورة "أُومن بأنه لا يجوز بقاء اللبنانيين بعيداً من المشاركة في الانتخابات مع إيماني الكامل بأن قانون الانتخاب سيّء وأدى إلى مزيد من التشوهات في المجتمع والنظام السياسي. وهذا واجب على اللبنانيين كي لا تُزور إرادتهم أو تستباح من قبل الطارئين والمزورين. قمت بذلك ولا أريد لا جزاءات ولا شكوراً، فأنا حصلت على كل المناصب الممكنة لأي سياسي لبناني سني".
ومع أنه قيل أنه كان ينوي الترشح للنيابة لكنه عدل، أكد أنه "لم يخطر ببالي لحظة أن أترشح، لكنني لست من النوع الذي يقدم هدايا مجانية لأحد. تحفظت على الموضوع وأبقيت عليه وفق ما يتيحه لي القانون، حتى آخر يوم. ولو كنت أريد ذلك لترشحت لكنها ليست رغبتي. ما قمت به هو جزء بسيط مما يتوجب علي من حقوق تجاه البلد الذي يمر بظروف شديدة الصعوبة ولا يمكن إلا أن أمارس جزءاً من هذه الحقوق التوبة علي، بأن دعوت الناس وأهل السنة والجماعة إلى المشاركة في هذه الانتخابات بكثافة، حتى لا تُزوّر إرادتهم ويصبحوا أرضاً سائبة يحاول الآخرون استلابها".
ويضيف "قمت بذلك بعد مشاورات مع مجموعة من أصحاب المشورة لدى أهل السنة والجماعة وأيضاً لدى اللبنانيين. كانت هناك بدايات من التجاوب مع ذلك أكان على صعيد السنة والجماعة أو لبنانياً أم على الصعيد العربي".
في تشجيعه اللبنانيين على "عدم الانكفاء أو ممارسة الانهزام أو اللامبالاة والقول إننا لا نستطيع تحقيق شيء يستشهد السنيورة بقول لإمرئ القيس: نحاول ملكاً أو نموتَ فنُعذرَ. علينا أن نمارس حقنا في الانتخاب، وفق القول العامي بأن على الديك أن يصيح وطلوع الضوء على الله. والقول الثاني للإمام علي: إذا هِبتَ أمراً فقَع فيه فإن شدة توَقِّيه أعظمُ مما تخاف منه. كما يستشهد بقول إنكليزي: قف ليُحسبَ حسابك. وعندما يقف اللبنانيون، مسلمين ومسيحيين وشيعة ويعبرون عن رأيهم يحسب الآخرون لهم حساباً. وعندما يشاركون في الانتخابات يمنعون تزوير إرادتهم".
أحتفظ مع الحريري بالتشخيص نفسه
إزاء الحديث عن تباين بينه وبين قيادة تيار "المستقبل" حول تشكيل لوائح على الرغم من قرار الرئيس سعد الحريري العزوف، يوضح السنيورة أنه لم يكن يوماً عضواً في تيار "المستقبل، "مع أنني أعتز بأنني حملت لواءه وما زلت، وتمسكت به منذ أيام الرئيس رفيق الحريري. وما أقوم به وما يعبّر الرئيس سعد الحريري عنه وتأففه منه، أي من هذا التدخل الذي منعه من أن يقوم بدوره في إحياء لبنان، لأنه تأذّى من الإطباق على الدولة اللبنانية، هو أن أتصدى للذين عانى هو منهم. ونحتفظ أنا وإياه بالتشخيص نفسه للمشكلة بأن هناك اختطافاً للدولة اللبنانية. لذلك ارتأى الرئيس الحريري أن يعلق مشاركته في العمل السياسي وأنا أتفهم الظروف التي أدت إلى اعتكافه كما ذكرها، أي "حزب الله" وإيران، لكن لا يمكن أن نترك الساحة فارغة ليملأها الطارئون على العمل السياسي والوطني. وأنا مستمر، وعندما يقرر الرئيس الحريري العودة إلى لبنان ويمارس العمل السياسي مستفيداً من كل التجارب فإنني سأكون معه وإلى جانبه".
وعن التقديرات التي تعاكس الهدف من سعيه الانخراط في العملية الانتخابية، والتي تشير إلى أن "حزب الله" سيستفيد من عزوف الرئيس الحريري للتمدد في الساحة السنية، يرى السنيورة أن "هذه دعوة انهزامية. أعتقد أن اليأس والأمل يتولدان في ضمير الإنسان. ليس لدينا إلا الأمل والعمل على تحقيقه. كيف لنا أن نقبل بالانهزام وأن نستسلم. هذا ليس في قاموسي، وليس في قاموس اللبنانيين".
الديمقراطية التوافقية وصفة "حزب الله" للسيطرة
وحول عدم ترحيب الجمهور الذي توجه إليه بالتعاون مع حزب "القوات اللبنانية"، يشير السنيورة إلى أن "كل منطقة في لبنان لها ظروفها وأوضاعها الخاصة".
ويقول إن لبنان ليس حالة شاذة في السياسة، داعياً إلى "التمييز بين التناقضات الأساسية والتناقضات الفرعية، لأن الانهماك والغوص في التناقضات الفرعية، والابتعاد عن رؤية التناقضات الأساسية عمل سيء ووصفة سريعة للانهزام والخسارة. نحن المؤمنون بلبنان العربي والمستقل والسيد، علينا أن يكون موقفنا واضحاً من كل الأمور ونبني تحالفاتنا على أساس هذه المبادئ، وأن نميز بين ما هو أساسي وما هو ثانوي. فالالتهاء بالتناقضات الثانوية وعدم التنبه إلى التناقضات الأساسية ملهاة وتضييع للجهود ويؤدي إلى خسارة عميمة. في المجلس النيابي يجب أن يتكون فريق سيادي يدافع عن عروبة لبنانواستقلاله واستعادة دولته ونظامه الديمقراطي واقتصاده الحر والمبادرة الفردية".
يرد السنيورة التوقعات بألا يحتوي البرلمان المقبل أكثرية بل كتل متناثرة، إلى قانون الانتخاب السيء والذي نتج عنه تلك النظريات السيئة حول الديمقراطية التوافقية وهي وصفة اعتمدها "حزب الله" من أجل السيطرة على لبنان، بحيث لا يتم شيء بلا موافقته. هذا ما أراده. فالديمقراطية التوافقية الوجه الآخر لما يسمى الثلث المعطل، الذي مارسه الحزب.
ويضيف "علينا أن ندرك أهمية منع حصول "حزب الله" والأحزاب المنضوية معه على الثلثين في البرلمان أو على الأكثرية. وهذا يتطلب جهداً كبيراً من كل السياديين، وتتضافر جهودهم لمصلحة كل اللبنانيين".
نحتاج تطبيق الدستور لا فتح صندوق باندورا
هناك من يقول أن مهمة البرلمان الجديد اختيار نوعية الرئيس الجديد، وثمة من يعتبر أن وظيفته احتواء اتفاق سياسي جديد بين اللبنانيين. يوضح السنيورة في هذا الشأن أن مهمته "انتخاب رئيس جديد مستفيداً من التجارب الفظيعة التي مررنا بها، بعد انتخاب الرئيس ميشال عون. وأن يكون الرئيس قوياً بحكمته وتبصره بالدستوروليس قوياً بعضلاته، أو بما يدعي أنها عضلاته وهي مستأجرة من الآخرين. انتخاب الرئيس هو الدور الأساس للبرلمان الجديد ليكون انطلاقة جديدة للبنان. أما أن يعمل على اتفاق جديد بين اللبنانيين فإنهم عانوا الأمرين ولا يريدون فتح صندوق باندورا جديداً لا يكون منه منجاة".
ويضيف "ما يحتاجه لبنان المسارعة إلى تطبيق الدستور، وبعد أن تهدأ النفوس يمكن البحث بتعديلات يحتمل أن تكون واجبة. أما الآن فلا يمكن أن تتم في ظل الغلبة. ولا يمكن أن تتم حوارات لتعديل الدستور في ظل هذه الغلبة، وفي السنوات الماضية مررنا بجلسات حوارية متعددة لم يتحقق من قراراتها أي شيء ولم يجرِ تنفيذ أي من بنودها التي توصلنا إليها، وبالتالي لسنا بحاجة إلى حوارات جديدة بل العودة إلى تطبيق الدستور والالتزام باستكمال تنفيذ اتفاق الطائف، وأي أمر آخر مضيعة للوقت وفتح أبواب جهنم من جديد".
ويرى السنيورة أن "حزب الله" يعتبر أن شعارات معارضيه وهيمنته انسياقاً وراء مخطط أميركا للتطبيع مع إسرائيل، وفي المقابل يعتقد السنيورة أن "إسرائيل بالنسبة إلى اللبنانيين عدو، وليتوقفوا عن خلط الأمور وتصنيف اللبنانيين بين وطني وخائن. فحص الدم انتهى، وأنا أطلقت هذاه العبارة قبل 17 عاماً. لم يعد هناك أحد بإمكانه الادعاء أنه وطني أكثر من سائر اللبنانيين. نحن بحاجة إلى إعادة تضامن اللبنانيين، أنا قلت أن لبنان آخر من يوقع مع إسرائيل بعد أن ينال الفلسطينيون حقوقهم. فلنتوقف عن التذاكي على الناس ونشوه موقف لبنان. كفى أن نضيع جهود الناس ونحرق مقدراتهم وإنجازاتهم كما حصل حتى الآن. ولبنان ملتزم بمبادرة السلام العربية".
اتفاق فيينا
إزاء المخاوف في ظل ما يتردد عن تساهل أميركي حيال موضوع العقوبات، من أن يأتي اتفاق فيينا على حساب لبنان لمصلحة نفوذ إيران، يردف السنيورة " يجب التنبه أن ألا تُعطى إيران موافقة ضمنية على استمرار تدخلها في الشؤون العربية وإطلاقها على الأوضاع في الدول العربية التي تقول إنها تسيطر عليها، أي العراق وسوريا واليمن ولبنان".
ويعتبر السنيورة أن زيارة البابا فرنسيس التي أعلنت الرئاسة اللبنانية عن أنها ستتم في يونيو (حزيران) المقبل "رسالة أمل للبنانيين. وهو مرحب به دائماً".