صراع الإنس والجن، الخير والشر، العوالم الخفية مع الواقع، موضوع شائك أثار الجدل في مسلسل "المداح" منذ الجزء الأول، وعاد مرة أخرى بجزء جديد "المداح أسطورة الوادي" ليحدث رد فعل قوياً، ويتصدر حديث الناس، عبر شخصية صابر، (حمادة هلال) الشاب المتدين الذي يدخل في حرب مع قوى خفية، بعد حدوث عداء يدفع ثمنه ويحاول حماية أسرته من توابعه.
وفي حواره مع "اندبندنت عربية" تحدث الفنان حمادة هلال عن المسلسل، وسبب تقديم جزء ثانٍ، والصعوبات التي واجهها، والجديد الذي يراهن عليه، كما تحدث عن ردود فعل الجمهور، وموقفه من المنافسة، ولماذا ترك الموضوعات الكوميدية والاجتماعية، كما كشف عن سبب بعده عن السينما؟ وهل يفضل التمثيل على الغناء؟
ورطة صابر
في البداية قال حمادة هلال إن "الجزء الأول كانت ورطة صابر أو المداح أقل قسوة من الجزء الثاني، بينما في الجزء الجديد يواجه حرباً شرسة وخفية لا يعلم أطرافها، والموضوع المطروح ليس سهلاً على الإطلاق، في التنفيذ ولا التجسيد أو حتى السرد والتفاصيل، فمن الطبيعي أن يكون العمل الفني مبنياً على صراعات بين البشر وبعضهم بعضاً، الموضوع غامض، وهناك شعرة تفصل بين تنفيذه بحرفية أو تعرضه للسخرية إذا خرج بشكل غير منطقي، ولا أنكر أني تخوفت منذ البداية، لأنه تحدٍّ كبير على أي شخص، ولكنني أحب المغامرة وأعجبني الموضوع ككل، وتحمست له منذ البداية تحديداً، لأنه يقدم منطقة مختلفة لم يذهب إليها أحد، وكان علينا خوض التجربة بكل مخاوفها، والحمد لله نجح الجزء الأول، والثاني حقق رد فعل جيداً مع الجمهور".
حماس خاص
حمادة هلال كشف عن كواليس الجزء الثاني بقوله "عمل جزء ثانٍ لم يكن رغبتي وحدي، بل رغبة المخرج أحمد سمير فرج والمنتج والمؤلفين أمين جمال ووليد أبو المجد وشريف، ولذلك كانت هناك رغبة جماعية حمستنا جميعاً".
وعن الاتهامات التي واجهته بعد عرض المسلسل والصعوبات والكواليس أثناء التنفيذ، قال "حتى الآن لم يوجه لي أحد أي اتهام، لكن قيل إن هناك مقطوعة موسيقية مسروقة عرضت بالحلقة الأولى، وهذا حدث بالخطأ في المونتاج لتسرعنا في تسليم الحلقة الأولى، وأقول ذلك حتى أبرئ المؤلف الموسيقي، والكواليس كانت جميلة وكل النجوم محترمون".
أما بالنسبة إلى الصعوبات أثناء التنفيذ في مواقع التصوير الحقيقية فقد "سافرنا إلى مرسى علم، وبعض مناطق البحر الأحمر، ومنطقة القصير لتصوير بعض المشاهد هناك، كذلك منطقة وادي الجبال، وكنا نصور داخل مدقات، وتم التصوير أيضاً في منطقة تسمى حميثرة عند مسجد الإمام أبو الحسن الشاذلي، وصورنا داخل المقام".
ترويج للخرافات
سألنا حمادة هلال عن رأيه في اتهام البعض بأن المسلسل يعبر عن انتشار خرافات كثيرة في المجتمع، وأجاب "ما نعرضه في المسلسل ليس خرافات، ولكننا نحكي أساطير وموضوعات يمكن أن تكون حدثت بالفعل، وبعضها من وحي خيال المؤلف، وقد أكدنا في تيتر المقدمة للمسلسل أن الأحداث من وحي المؤلف".
وعن تجسيد شخصية صابر في جزءين والتحضير لها، قال هلال "الشخصية تصنف على أنها سهل ممتنع، فهي يجب أن تكون بسيطة من دون تشدد وفي الوقت نفسه عميقة وحساسة وصادقة، وعند قراءة الشخصية من البداية جلست مع متخصصين لفهم كثير من الجوانب التي يمكن أن أدخل بها لصابر، وذاكرت الشخصية بشكل جيد، والجزء الأول سلمني للجزء الثاني، لأن صابر هو نفس الشخصية، ولكن تتغير الظروف".
وعن تغيير أبطال من الجزء الأول والاستعانة بأبطال جدد. قال "هناك أبطال توفوا في أحداث الجزء الأول، وتطلبت أحداث الجزء الثاني شخصيات جديدة، مثل الفنان أحمد عبد العزيز وكمال أبو رية، وتم تغيير هبة مجدي بنسرين طافش في شخصية رحاب، لأنها كانت مرتبطة بتصوير عمل آخر، وكان من الصعب التنسيق ولم يكن لدينا وقت".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تغيير جلد
تعود حمادة هلال أن يشارك في رمضان بمسلسلات معظمها اجتماعي وأسري وكوميدي، ثم تحول إلى نوعية أخرى، وعن ذلك قال، "فعلاً كان هناك نجاح ملموس في رمضان عبر سنوات طويلة بمسلسلات اجتماعية وأسرية وكوميدية وأحببتها، لكن حاولت أن أغير من جلدي حتى لا يمل الناس، ولا يشعر أحد أني أقدم أعمالاً على وتيرة واحدة".
ويضع حمادة هلال عدة اعتبارات في الاختيار، قال عنها "أهم شيء أن أحترم عقول الناس، وأقدم عملاً يعيش لفترة كبيرة، ولا يعطي طاقة سلبية، بل بالعكس يقدم رسالة جيدة، ويحاول تقديم حلول لمشاكل بعض الناس عن طريق الدراما، وما يشغلني هو احترام الجمهور والبحث عن الفريق الذي يحقق ذلك".
حمادة هلال مطرب في الأساس لكنه احترف التمثيل وتفسيراً لذلك قال "أحب الغناء والتمثيل معاً وأراهما يكمل بعضهما بعضاً، ولا أفضل أيهما على الآخر، وتحقيق معادلة المطرب والممثل في الوقت نفسه مهمة جداً بالنسبة إليَّ".
وعن فشل كثير من المطربين في مجال التمثيل يرى أنه "بالعكس هناك مطربون كثيرون وكبار نجحوا في التمثيل على مدى فترات زمنية مختلفة، مثل محمد فؤاد ومصطفى قمر وخالد سليم وعمرو دياب والمطرب دياب وأحمد فهمي مطرب واما، وكلهم قدموا أعمالاً فنية كممثلين بشكل رائع جداً، أما تجارب بعض المطربين غير الناجحة فليست دليلاً على أن المطرب غالباً ما يفشل بالتمثيل".
منافسة ساخنة
ينافس حمادة هلال كل عام تقريباً في رمضان وسط كبار النجوم وحول حساباته الخاصة بالمنافسة والعرض، قال "لم أفكر أبداً في أي حسابات تخص العرض والمنافسة، هذه أمور قدرية، ومنذ أن قدمت مسلسل ولي العهد كنت أنافس كبار النجوم، ولم أخف، ونجح، لذلك أتعامل بالتوكل وليس بالحسابات".
وعما يقال إنه يرفض المشاركة في بطولات جماعية، أضاف "بالعكس أتمنى أن أشارك مع أي نجم آخر في أعمال مشتركة، بل أحب أيضاً البطولات الجماعية ولا أتخوف منها، وليس صحيحاً أني أرفض ذلك، ولكن العمل يأتي لي بطريقة معينة حيث يأتيني المنتج بعمل ويبيعه باسمي، ولا أستطيع أن أرفض ذلك طالما تم التسويق، وعموماً أرحب بالبطولات الجماعية عندما يكون الموضوع مهماً".
الغناء والسينما
وتحدث حمادة هلال عن سبب ابتعاده عن السينما منذ سنوات وكذلك قلة أعماله الغنائية، "بكل أسف أنا بعيد عن السينما منذ فترة لسبب مهم، وهو أني أخاف على السينما، وأفضل عندما أقدم عملاً للسينما أن يكون عملاً جيداً، لأن أفلامي السابقة حققت نجاحاً كبيراً، ولا بد أن يكون الجديد على المستوى نفسه، وعموماً يمكن أن تجدوني في فيلم قريباً جداً فالخطة تشغلني. وبالنسبة إلى الغناء لا أرى نفسي بعدت منه، بل أغني حتى وأنا أمثل، لأن العنصرين يكمل بعضهما بعضاً مثلما قلت من قبل".