Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بوتين يراهن على "جنرال سوريا الروسي" في أوكرانيا

ألكسندر دفورنيكوف شارك في حرب الشيشان الثانية وقاد العمليات الحربية بسوريا ومخاوف من صراع دموي ينال المدنيين

الجنرال دفورنيكوف يقدم صورة لبوتين عام 2016 التقطت خلال قيادته المعارك في سوريا (أ.ب)

بعد مرور أكثر من شهر ونصف الشهر على الحرب الروسية في أوكرانيا، تسعى موسكو لإعادة تنظيم عملياتها العسكرية في الجمهورية السوفياتية السابقة، بما في ذلك تغيير قياداتها العليا بالجيش، إذ ذكرت تقارير غربية، نقلاً عن مصادر أمنية ودبلوماسية لم تسمها، أن "الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمر بتعيين الجنرال ألكسندر دفورنيكوف، الذي قاد الحملة العسكرية الروسية في سوريا، ليكون قائداً لجيش بلاده في أوكرانيا".

وفيما قالت شبكة "سي أن أن" الأميركية، إن "الاختيار وقع على دفورنيكوف، قائد المنطقة العسكرية الجنوبية في روسيا، لما يمتلكه من خبرات ميدانية"، توقعت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، "تحسن القيادة والسيطرة بشكل عام للجيش الروسي في أوكرانيا بعد قيادة دفورنيكوف، الذي يمتلك خبرة كبيرة بالعمليات الروسية في سوريا".

والأحد الماضي، قال مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، إنه "يتوقع أن يعمد دفورنيكوف المعين حديثاً للإشراف على العمليات في أوكرانيا إلى تدبير جرائم وأعمال وحشية بحق المدنيين الأوكرانيين". ولم يقدم سوليفان أي دليل على كلامه، ولكنه قال في مقابلة مع برنامج "حالة الاتحاد" على شبكة "سي أن أن"، إن "الكرملين مسؤول عن استهداف المدنيين". وأضاف، "لا يمكن لتعيين أي جنرال أن يمحو حقيقة أن روسيا واجهت بالفعل فشلاً استراتيجياً في أوكرانيا".

من هو الجنرال دفورنيكوف؟

بحسب ما أوردت تقارير روسية، ولد الجنرال ألكسندر دفورنيكوف في 22 أغسطس (آب) عام 1961 في مدينة أوسوريسك الواقعة بوادي نهر رازدولنايا، على بعد 98 كم شمال فلاديفوستوك، والتحق بمدرسة أوسوري سوفوروف العسكرية الثانوية التي أنهى فيها دراسته عام 1978. وفي عام 1982 تخرج في مدرسة موسكو العليا للقيادة المسلحة المشتركة، ليكمل مشواره الأكاديمي بعدة مؤسسات أبرزها الأكاديمية العسكرية لهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة للاتحاد السوفياتي.

ومنذ تخرجه في مدرسة موسكو العليا للقيادة المسلحة، تدرج دفورنيكوف في الرتب التي بدأها كقائد فصيلة عام 1982، ثم قائد سرية، ورئيس أركان كتيبة، وبزغ نجمه خلال الحرب الثانية في الشيشان نهاية تسعينيات القرن الماضي، قبل أن يتم تعيينه مسؤولاً عن القوات الروسية في سوريا عام 2015، حيث ينسب المراقبون له الفضل في قلب الموازين العسكرية بسوريا لصالح الرئيس السوري بشار الأسد.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتقول شبكة "سي أن أن"، إن "دفورنيكوف البالغ من العمر 60 سنة حالياً، لعب دوراً بارزاً في الحرب السورية بين عامي 2015 و2016، إذ اتهمت القوات تحت قيادته بالمسؤولية عن انتهاكات واسعة النطاق ضد السكان المدنيين، ففي تلك الفترة أنشأ دفورنيكوف بسرعة قاعدة جوية بالقرب من الساحل الشمالي الغربي السوري، حيث دمرت القاذفات البلدات والمدن في جميع أنحاء محافظة إدلب. ويعود سقوط مدينة حلب إلى حد كبير إلى الغارات الجوية الروسية التي انطلقت من قاعدة حميميم واستهدفت بشكل روتيني شتى أنحاء المدينة، كما كان دفورنيكوف مسؤولاً أيضاً عن الحملة الروسية ضد تنظيم داعش شرق سوريا".

وفيما لا يزال الكثير من المعلومات غير معروفة عن الجنرال الروسي الجديد في حرب بلاده بأوكرانيا، إلا أن تاريخه في النزاع السوري، يبقى أحد أبرز المحطات في حياة القائد العسكري الذي منح في 16 مارس (آذار) 2016، لقب "بطل الاتحاد السوفياتي للشجاعة"، وبموجبه حصل على النجمة الذهبية، ومنذ ذلك الحين وهو يشغل منصب قائد المنطقة العسكرية الجنوبية.

وتقول شبكة "سي أن أن"، إن "دفورنيكوف، يصنف بانتمائه للمدرسة الروسية القديمة، وقومي بالدم والأرض، إذ تدرب على العقائد العسكرية السوفياتية التي تسعى إلى محو الأهداف المدنية كوسيلة لاكتساب زخم وقوة في ساحة المعركة".

تحديات في الساحة الأوكرانية

في الوقت الذي يقول فيه مراقبون إن "التحديات والتطورات على الأرض في أوكرانيا تختلف عما كان عليه الحال في سوريا، إلا أن تعيينه في أوكرانيا يأتي انطلاقاً من مسعى الرئيس بوتين لتحقيق نصر في الجمهورية السوفياتية السابقة قبل التاسع من مايو (أيار)، الذي يصادف ذكرى استسلام النازيين للقوات السوفياتية، حتى يكون هناك استعراض للنصر بالميدان الأحمر في روسيا"، وفق تقييمات استخبارية أميركية وغربية.

وتوضح "سي أن أن"، "يختلف الأمر في أوكرانيا عن سوريا، إذ كان الجنرال المخيف يملك القدرة الجوية المتفوقة في سوريا بينما هناك مقاومة في أوكرانيا يدعمها المجتمع الدولي بالأسلحة، وعلى الرغم من ذلك يرغب الرئيس بوتين من خلال تعيين دفورنيكوف إيصال رسالة إلى العالم على إصراره بإنهاء الحرب لصالحه".

وحسب صحيفة "التليغراف" البريطانية، فإن "قيادة الجنرال الروسي المقرب من بوتين للحرب في أوكرانيا ما بعد الأزمة السورية تنذر بتصاعد بمرحلة دموية، لا سيما مع بدء أوامره بقصف محطة القطارات". موضحة أن "أوكرانيا تستعد لمرحلة جديدة من المعارك أكثر تحدياً في حربها لصد العمليات العسكرية الروسية، حيث ستجعل التضاريس والمساحات المفتوحة الواسعة في الشرق من الصعب على الأوكرانيين إدارة عمليات حرب العصابات كما فعلوا في غابات الشمال والغرب".

وخلال الأيام الأخيرة من الحرب الدائرة في أوكرانيا، غيرت موسكو سير خطتها العسكرية، حين سحبت قواتها من شمال البلاد وغربها، وأعلنت تركيز المعارك في شرق البلاد. ويرجح مراقبون عسكريون "أن يساعد هذا التكتيك العسكري الجديد الروس على إنشاء جسر بري بين شبه جزيرة القرم، التي ضمتها في عام 2014، وروسيا".

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات