خفّفت شنغهاي اليوم الأربعاء القيود التي فرضتها قبل أسابيع لاحتواء تفشي كوفيد-19، على الرغم من ارتفاع حصيلة الوفيات الناجمة عن الوباء وتسجيل عشرات آلاف الإصابات الجديدة. وأكدت سلطات المدينة وفاة سبعة أشخاص من جراء كوفيد-19 وإصابة أكثر من 18 ألفا غالبيتهم من دون عوارض، وأعلنت من جهة أخرى رفع الحجر عن أربعة ملايين شخص إضافيين.
وفي الأيام الأخيرة سمح لـ12 مليون شخص ممن منعوا سابقا من مغادرة منازلهم، بالخروج.واستأنفت بعض المصانع أنشطتها لكنها فرضت على العمال أن يبيتوا في أماكن عملهم. لكن كثرا أبدوا استياءهم إزاء منعهم من التمتّع بحريتهم على الرغم من أن المناطق التي يعيشون فيها باتت اعتبارا من الأربعاء مصنّفة في أدنى مستوى من القيود.
وسكان المجمّعات التي لم تسجّل فيها أي إصابات مدى 14 يوما يمكنهم، نظريا، التنقل بكل حرية. لكن القيود تطبّق بطريقة غير متساوية، واشتكى كثر من سكان هذه المناطق عبر الإنترنت من منعهم من مغادرة مجمّعاتهم السكنية.
وتتّجه أكبر مدينة صينية نحو رفع الإغلاق الذي تفرضه مع تزايد النقمة لدى شركاتها وسكانها إزاء التدابير المفروضة والنقص في المواد الغذائية.
وفرضت شنغهاي التي تواجه تفشيا للفيروس هو الأسوأ منذ سنتين في الصين، الحجر الشهر الماضي على غالبية سكانها البالغ عددهم 25 مليون نسمة ملازمة منازلهم، تماشيا مع مقاربة "صفر كوفيد" التي ينتهجها الحزب الشيوعي الحاكم.
لكن تسارع التفشي الوبائي من جراء المتحوّرة أوميكرون أحبط الجهود التي تبذلها السلطات لتجنّب عودة الزخم للجائحة، إذ سجّلت منذ مارس (آذار) أكثر من 400 ألف إصابة.
شنغهاي تكثف عمليات النقل للحجر الصحي
ويوم الثلاثاء ناشدت السلطات في مدينة شنغهاي، مركز الصين المالي، المواطنين التعاون مع تحرك جديد واسع النطاق لإجراء اختبارات كورونا على معظم السكان إذ تكثف المدينة جهودها لخفض انتقال العدوى إلى الصفر بعد الإغلاق المستمر منذ ما يقرب من ثلاثة أسابيع.
جاء النداء في الوقت الذي رفض فيه البعض الانضمام إلى طوابير لإجراء اختبار (بي.سي.آر) ضجراً بعد الخضوع لمثل هذا الإجراء على مدى أسابيع، أو لخشيتهم من أن يعرضهم لخطر الإصابة بالعدوى.
شارك السكان قصصاً على وسائل التواصل الاجتماعي حول حافلات تقل أشخاصاً أُخذوا من منازلهم وأُرسلوا إلى مراكز الحجر الصحي، وبينهم أطفال وكبار في السن.
تتعرض السلطات في شنغهاي لضغوط من بكين لتسريع نقل الحالات الإيجابية والمخالطين إلى مراكز الحجر الصحي، مما يثير قلق المجتمع بشأن الإجراءات الصارمة المصممة لوقف انتشار الفيروس تماماً بدلاً من إبطائه.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وقال مسؤول الصحة بالمدينة هو شياوبو "من خلال إجراء جولات متعددة ومتتالية من الاختبارات، سنكون قادرين على اكتشاف الحالات الإيجابية مبكراً بقدر الإمكان بفعالية، سيساعدنا ذلك على الوصول إلى (صفر كوفيد) على مستوى المجتمع بشكل أسرع".
وقالت مصادر لـ"رويترز"، إن شنغهاي تهدف لوقف انتشار كورونا خارج مناطق الحجر الصحي بحلول اليوم الأربعاء. واعتبر هذا الهدف نقطة تحول عندما حققته مدن صينية أخرى تفرض إغلاقاً، مما سمح لها بمزيد من تخفيف القيود.
وخففت المدينة القيود المفروضة على حركة بعض السكان في المناطق منخفضة الخطورة، لكن الغالبية العظمى من سكانها البالغ عددهم 25 مليون نسمة ما زالوا تحت إجراءات إغلاق صارمة.
وذكرت السلطات في شنغهاي، اليوم الأربعاء أن سبعة مصابين بفيروس كورونا توفوا، الثلاثاء، وهو عدد الوفيات نفسه المسجل، الإثنين.
وسجلت المدينة، الثلاثاء، 16407 حالات إصابة محلية جديدة بفيروس كورونا من دون أعراض، انخفاضاً من 17332 في اليوم السابق.
وبلغت الحالات المصحوبة بأعراض 2494 انخفاضاً من 3084. وعثرت المدينة على 390 حالة خارج المناطق الخاضعة لحجر صحي.
جرعة معززة مقاومة لـ "أوميكرون"
قالت شركة "موديرنا"، الثلاثاء، إن جرعة معززة من لقاح مضاد لفيروس كورونا مخصص لاستهداف السلالة بيتا وأيضاً فيروس كورونا الأصلي أنتجت استجابة مناعية أفضل ضد عدد من سلالات الفيروس من بينها السلالة "أوميكرون".
وقالت "موديرنا"، إن النتائج علامة جيدة بالنسبة لخطط الشركة لإنتاج جرعات مستقبلية تستهدف اثنتين من سلالات كورونا.
وقالت جاكلين ميلر، وهي من كبار علماء "موديرنا"، إن الشركة ليس لديهها خطط فورية لطلب التصريح للقاح الثنائي الذي يشمل مكافحة السلالة "بيتا".
وستحيل الشركة البيانات إلى إدارة الأغذية والعقاقير الأميركية من أجل بدء العمل لإنتاج لقاح مستقبلي يشمل السلالة "أوميكرون" باعتبارها هدفاً. واختبرت الشركة الجرعة المعززة على 300 شخص.
الأطفال غير المطعمين
أظهرت دراسة أميركية صدرت، الثلاثاء، أن معدلات دخول الأطفال غير الحاصلين على التطعيم، الذين تتراوح أعمارهم بين خمسة أعوام و11 عاماً، إلى المستشفيات تزيد بالمثلين تقريباً عن عدد من دخلوها ممن تلقوا التطعيم في هذه الفئة العمرية خلال موجة الإصابات القياسية بكورونا الناجمة عن "أوميكرون".
وأفادت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها بأنه من بين كل مئة ألف طفل لم يحصل على التطعيم في هذه الفئة العمرية، دخل 19.1 منهم إلى المستشفى مصاباً بالفيروس بين منتصف ديسمبر (كانون الأول) وأواخر فبراير (شباط)، مقارنة بمعدل 9.2 لكل مئة ألف طفل ممن تلقوا اللقاح.
وأجرى الباحثون دراستهم على ما يقرب من 400 حالة دخلت المستشفى في 14 ولاية خلال هذه الفترة.
وتوصلت الدراسة إلى أنه من بين 397 طفلاً تم نقلهم إلى المستشفيات مصابين بكورونا خلال موجة تفشي السلالة "أوميكرون"، كان 87 في المئة منهم غير محصنين، ودخل 19 في المئة منهم إلى وحدات الرعاية المركزة.