لم تتوقف الخسائر الناتجة من اقتحام الشرطة الإسرائيلية المسجد الأقصى، خلال شهر رمضان، على الخسائر البشرية، وإنما وصلت إلى أبواب المسجد القبلي ونوافذه.
فقد سبّبت تلك الاقتحامات بتحطيم نحو عشر نوافذ مصممة وفق المعمار الإسلامي، إثر كسر عناصر الشرطة الإسرائيلية لها بأعقاب البنادق، كي يطلقوا عبرها قنابل الصوت والقنابل المسيلة للدموع في اتجاه المصلين في المسجد.
وبعد اقتحام الشرطة الإسرائيلية باحات المسجد الأقصى البالغ مساحته 144 ألف متر مربع، الجمعة 22 أبريل (نيسان)، لاحق أفرادها المصلين في المسجد القبلي بهدف تفريغه بادعاء "ملاحقة مثيري الشغب".
لكن المئات من المصلين تحصنوا في المسجد القبلي للأقصى، وأغلقوا أبوابه لمنع الشرطة الإسرائيلية من الوصول إليهم وإخراجهم.
تحطيم
وبعد اعتلائها أسطح المسجد القبلي، حطمت الشرطة الإسرائيلية عشراً من نوافذه، قبل أن تتمكن من دخوله واعتقال نحو 500 من المصلين في داخله.
واتهم وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد حركتي "حماس" و"الجهاد الإسلامي" بإرسال متطرفين بحوزتهم أسلحة ومتفجرات لاستخدام الأقصى قاعدة للتحريض على أعمال شغب عنيفة"، مضيفاً أن "الشرطة الإسرائيلية أجبرت على دخول المسجد لإخراجهم".
لكن مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، قالت إن الشرطة الإسرائيلية استخدمت القوة بشكل واسع النطاق وغير ضروري وعشوائي".
عمل يدوي صعب
وبدأت الطواقم الفنية في لجنة إعمار المسجد الأقصى، التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية، العمل على إعادة صناعة نوافذ بدل من المحطمة، وتحتاج الواحدة منها إلى ثلاثة أشهر من العمل اليدوي الدقيق والصعب.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي معمل خاص بلجنة الإعمار، يقع داخل أسوار المسجد الأقصى، يعكف مهندسون وفنيون على صنع النوافذ يدوية الصنع بأدوات بسيطة.
وتتكون كل نافذة من قسمين، داخلي وخارجي، وتصنع من الجبس.
وبعد صب الجبس في قوالب خشبية خاصة بشكل تلك النوافذ بسُمك 10 سم، يبدأ الفنيون حفر زخارف فنية على شكل نبابات وقشور أسماك في الجبس.
ويحرص الفنيون على الحفر بزاوية 45 كي تدخل أشعة الشمس عبرها بشكل غير مباشر.
الاحتفاظ بالرسومات
ويقول رئيس لجنة الإعمار في المسجد الأقصى، بسام الحلاق، إن النافذة الواحدة تستغرق ثلاثة أشهر من العمل، وذلك لأن كل نافذة تحتاج إلى زخفرفة يدوية مختلفة عن الأخرى".
ويضيف الحلاق أن الجزء الداخلي من النوافذ مصنوع من الجبس محفور فيه فراغات هندسية مغطاة بالزجاج الملون المعشق ومنقوش عليه صور نباتات، مشيراً إلى أن الجزء الخارجي مصنوع من الجبس المغطى بالزجاج الأبيض لدخول الإضاءة.
ويضم المسجد القبلي للأقصى 56 نافذة موزعة على الجهات الأربع، فيما يوجد في قبة الصخرة 16 أخرى.
ومنذ حريق المسجد القبلي، عام 1969، جددت لجنة إعمار المسجد الأقصى 98 في المئة من نوافذه، وتحتفظ بالرسومات الأصلية لزخارف النوافذ.