أظهر الاقتصاد الصيني بوادر تباطؤ، إذ تسبب فرض الإغلاق العام [الحجر] في بعض المناطق، بسبب تفشي فيروس كوفيد، في ارتفاع معدل البطالة وانخفاض مبيعات التجزئة.
ومنذ أسابيع جرى إغلاق شنغهاي التي تعد المركز المالي الرئيس في الصين، مع تطبيق إجراءات صارمة عقب اتخاذ إجراءات مماثلة في مدينة شنتشن الصناعية الشهر الماضي.
وتشير بيانات جديدة إلى أن ضوابط الصحة العامة الصارمة بدأت تشكل تثقل كاهل الاقتصاد الصيني الذي يدفع النمو العالمي بشكل أساس منذ عقدين من الزمن.
وفي السياق، تجدر الإشارة إلى أن الاقتصاد الصيني سجل نمواً بمعدل سنوي قدره 4.8 في المئة خلال الربع الأول من هذا العام. وفي حين أن هذا النمو هو الأسرع مقارنة مع العديد من الاقتصادات الغربية، إلا أنه يضع ضغوطاً أيضاً على الرئيس الصيني شي جينبينغ.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وكان الحزب الشيوعي الصيني قد توقع تحقيق نمو بنسبة 5.5 في المئة لعام 2022، ولكن يبدو هذا الرقم غير واقعي بسبب تمسك بكين بالتزامها المستمر بسياسة صفر إصابة بفيروس كوفيد.
من جهتها، انخفضت مبيعات التجزئة بنسبة 3.5 بالمئة في مارس (آذار) مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي، وقد حذر صندوق النقد الدولي من أن أي زيادة ملحوظة في ديون القطاع الخاص من المرجح أن تتسبب في تباطؤ الانتعاش الاقتصادي.
في تقرير له، قال جوليان إيفانز بريتشارد من "كابيتال إيكونوميكس"، من المتوقع أن تكون الحركة الاقتصادية خلال الشهر الحالي "أسوأ من قبل، ومن المرجح أن يظل الأداء الاقتصادي الصيني متواضعاً على المدى القريب".
علاوة على ذلك، قالت إيريس بانغ من "إنغ" في تقرير لها إنه "سيترتب عن عمليات الإغلاق تداعيات إضافية وشيكة".
إن التباطؤ الذي يشهده ثاني أكبر اقتصاد في العالم سينجم عنه تداعيات تتجاوز حدود الصين، لا سيما في الدول والشركات التي تصدر سلعاً مثل النفط والمواد الغذائية إلى البلاد.
كما تواجه الصين انخفاضاً في الطلب من الاتحاد الأوروبي - المشتري الرئيس لصادراتها، إذ إن أوروبا تضررت بشكل كبير من ارتفاع أسعار النفط والغاز في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا.
وذكرت السلطات في شنغهاي يوم الإثنين أن ثلاثة أشخاص لقوا حتفهم بسبب الإصابة بفيروس "كوفيد-19"، وهي أولى حالات الوفاة خلال التفشي الجديد.
وقال مفتش لجنة الصحة بالمدينة إن المتوفين الثلاثة كانوا من كبار السن، ويعانون أمراضاً كامنة [مزمنة] ولم يتلقوا اللقاح ضد الفيروس.
وقال وو غانيو للصحافيين، "بعد دخولهم المستشفى ساءت أوضاعهم وتوفوا بعد أن فشلت محاولات إنقاذهم".
يشار إلى أن الصين سجلت 4641 حالة وفاة منذ رصد أول حالة كوفيد في ووهان أواخر العام 2019.
وقد جرى تلقيح حوالى 90 في المئة من السكان الصينيين، لكن كبار السن كانوا أكثر تردداً في الحصول على اللقاح.
كما جرى تطعيم 62 في المئة فقط من سكان شنغهاي الذين تزيد أعمارهم على 60 عاماً، وفقاً لأحدث البيانات.
© The Independent