عقّدت أزمة انقطاع التيار الكهربائي التي يعاني منها العراقيون منذ أكثر من ثلاثة عقود من الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشونها، وسط صيف ساخن وحرارة تصل إلى ما بين 50 و55 درجة مئوية مع انقطاع شبه تام للكهرباء "الوطنية" واعتماد السكان على المولدات الأهلية، وتفجرت خلال السنوات القليلة الماضية من أزمة الكهرباء تظاهرات تطالب بتحسين الخدمات وبخاصة الكهرباء.
استعدادات حكومية
ولتدارك الغضب والسخط الشعبي، زار رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي مقر وزارة الكهرباء، وترأس اجتماعاً موسعاً للمجلس الوزاري للطاقة، وذكر المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء في بيان أن "الاجتماع الذي حضره الملاك المتقدم لوزارة الكهرباء، شهد عرض إيجاز أمام رئيس مجلس الوزراء لإجراءات الوزارة وملاكاتها في ما يتعلق بالصيانة والمتابعة، وآخر استعداداتها لمواجهة فصل الصيف، والجهود المبذولة لضمان ساعات أعلى من تجهيز الطاقة الكهربائية للمواطنين"، مشيراً إلى أن "الكاظمي تابع سير الاستعدادات في ملف تجهيز الغاز والكهرباء الإيرانيين، والتفاصيل التنفيذية للتخصيصات المالية الطارئة".
وأوضح أن "الاجتماع تدارس سير آليات التعاون بين الوزارات والجهات المعنية التي تقدم الإسناد إلى وزارة الكهرباء، فضلاً عن الجهود المبذولة لحماية أبراج نقل الطاقة الكهربائية وحماية مكوّنات الشبكة الوطنية"، لافتاً إلى أنه "تمّ استعراض العمل بخط كهرباء قضاء "نكرة السلمان"، وسير العمل في محطة "ميسان" الاستثمارية، وإعادة تأهيل خط بيجي غرب بغداد ومتطلبات وزارة الكهرباء بهذا الشأن، فضلاً عن مشروع الخط التركي"، وجدد الكاظمي "توجيهاته السابقة باستثمار الوقت وضرورة الاستعداد والاحتياط للحالات الطارئة، وتوفير البديل السريع في حال تعرض بعض الخطوط للخروج من الخدمة، فضلاً عن أهمية تأمين الملاكات المختصة في المواقع التي تتطلب سرعة الإجراء والمعالجة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تجهيز جيد
بدورها، وعدت وزارة الكهرباء العراقيين بتجهيز "جيد" للطاقة الكهربائية خلال فصل الصيف المقبل، وقال المتحدث باسم الوزارة أحمد العبادي في تصريح صحافي، "نأمل في أن يكون تجهيز الطاقة خلال هذا الصيف جيداً بعد المساعي الكبيرة للوزارة في تنفيذ خططها من إنتاج ونقل وتوزيع الطاقة"، وأضاف، "ستكون هنالك زيادة في التوليد بـ 4000 ميغاوط عما تحقق في العام الماضي، ليكون التجهيز هذا الصيف بـ 25 ألف ميغاواط"، وذكر العبادي أن "إصلاح خطوط نقل كانت معطلة منذ عام 2013 تم إكمالها وستدخل الخدمة في منتصف شهر مايو (أيار)".
تفاهمات مع الجانب الإيراني
في هذا الوقت، زار وزير الكهرباء عادل كريم العاصمة الإيرانية طهران لبحث موضوعات إطلاقات الغاز، وضرورة التزام الجانب الإيراني ببنود العقود والاتفاقيات الموقّعة بين الجانبين، وأعلنت وزارة الكهرباء أنه في خلال الزيارة "توصّل العراق إلى تفاهمات مع الجانب الإيراني، في ما يتعلق بانتظام توريد الغاز المستخدم في تشغيل محطات إنتاج الطاقة لكهربائية، في خطوات تتخذها بغداد من أجل تحسين إنتاج الطاقة قبيل موسم الصيف".
الربط الكهربائي مع دول الجوار
كما حققت وزارة الكهرباء مراحل متقدمة في مشاريع الربط الكهربائي مع دول الجوار في إطار خططها لتنويع منافذ التجهيز وزيادة الطاقة الموفرة إلى المواطنين، مع حلول فصل الصيف، وقال العبادي في تصريح إن "الربط الكهربائي مع تركيا على وشك الاكتمال، إذ يستلزم إنشاء خطوط (جزرة - موصل، محطة الكسك 400)، وكل تفرعاتها من الخطوط الناقلة، وسيكون الربط فنياً جاهزاً لدخوله للخدمة قريباً"، وأوضح أنه "سيتم نقل 500 ميغاواط إلى المحافظات الشمالية"، مبيناً أن "الخط سيجري تفعيله بعد استحصال موافقات الاتحاد الأوروبي بسبب ارتباط شبكة النقل التركية به، إذ تم التنسيق مع الحكومة التركية لإكمال هذا الجانب قريباً"، وأشار العبادي إلى "إكمال جزء كبير من الربط الخليجي من خلال خط الفاوـ أبو فلوس 1 و2 ومحطة الفاو، إذ يجري حالياً الاتفاق على سعر التعرفة، ويكون التجهيز بواقع 500 ميغاواط بمرحلته الأولى إلى محافظة البصرة".
وعمدت إيران في أوقات سابقة على قطع إمدادات الغاز عن العراق، ما ولّد حالاً من السخط الشعبي ضد الحكومات المتعاقبة منذ 2003 وفشلها في إصلاح منظومة الكهرباء على الرغم من صرف المليارات، وتعزو إيران سبب توقف خطوط إمدادها العراق بالغاز لتأخر سداد بغداد مستحقات مالية واجبة الدفع إلى طهران، واحتياجها مزيداً من الطاقة.
