قفزت أسعار النفط، اليوم الأربعاء، مع إعلان الاتحاد الأوروبي، خططاً للاستغناء التدريجي عن واردات النفط الروسي مما عوض أثر المخاوف من تراجع الطلب من الصين، أكبر مستورد للخام في العالم. وبحلول الساعة 11:30 صباحاً بتوقيت غرينتش، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 3.79 دولار للبرميل أو 3.6 في المئة مسجلة 108.76 دولار للبرميل وسط تداولات بكميات قليلة بسبب عطلة في الصين واليابان. وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 3.78 دولار أو 3.7 في المئة إلى 106.26 دولار للبرميل. وفي الجلسة السابقة تراجعت أسعار النفط بأكثر من اثنين في المئة بفعل مخاوف مرتبطة بالطلب بسبب إجراءات إغلاق مطولة في الصين لمكافحة "كورونا"، التي قلصت خطط السفر خلال عطلة عيد العمال.
حظر تدريجي
في إطار حزمة سادسة من العقوبات ضد روسيا، يعتزم الاتحاد الأوروبي حظر النفط الخام الروسي ومنتجات التكرير بحلول نهاية العام الحالي.واقترحت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، الأربعاء، حظرا ًتدريجياً على النفط الروسي بسبب الحرب على أوكرانيا، إضافة لفرض عقوبات على أكبر بنك روسي بهدف زيادة عزلة موسكو. وشملت الإجراءات التي اقترحتها رئيسة المفوضية الأوروبية الاستغناء خلال ستة أشهر عن الخام الروسي وعن منتجات التكرير بنهاية 2022. وتعهدت فون دير لين بتقليل أثر ذلك على الاقتصادات الأوروبية.
اجتماع "أوبك+"
وتترقب أسواق النفط العالمية، نتائج اجتماع تحالف "أوبك+"، المقرر عقده، غداً الخميس، وسط توقعات بالتزام التحالف- الذي يضم 23 دولة بقيادة السعودية وروسيا- بخطته لإقرار زيادة متواضعة أخرى في الإنتاج قدرها 432 ألف برميل يومياً لشهر يونيو (حزيران) 2022.ومن المقرر عقد الاجتماع الوزاري الجديد الـ28 للتحالف، الذي يضم الأعضاء الـ13 في منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" والدول العشر المتحالفة معها، افتراضياً عبر تقنية "الفيديو كونفرانس" في الخامس من مايو (أيار) الحالي، لمناقشة السياسة الإنتاجية في الشهر المقبل.ويسبق الاجتماع الوزاري، اليوم الأربعاء، اجتماع اللجنة الفنية المشتركة المنبثقة عن التحالف، والتي تحلل الأسواق العالمية نيابة عن الوزراء. وفي اجتماعه السابق المنعقد في 31 مارس (آذار) الماضي اتفق التحالف- الذي ينتج أكثر من 40 في المئة من المعروض العالمي- على الإبقاء على سياسة الإنتاج الحالية في مايو (أيار) الحالي بنحو 432 ألف برميل يومياً، وذلك في قرار جاء متماشياً مع التوقعات. والتزم التحالف بجدوله الزمني للزيادات الشهرية التدريجية في الإمدادات منذ إبرام الاتفاقية في يوليو (تموز) 2021. وكانت كل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة قد تحركتا بالفعل لحظر الخام الروسي، وهناك ضغوط على الاتحاد الأوروبي ليحذو حذوهما، خصوصاً بعد أن أوقفت موسكو إمدادات الغاز الطبيعي إلى بولندا وبلغاريا.
وأظهر تقرير أن تحالف "أوبك+" يتوقع فائضاً قدره 1.9 مليون برميل يومياً في 2022، بزيادة 600 ألف برميل يومياً عن تقديرات سابقة، وسط توقعات بتباطؤ نمو الطلب على النفط هذا العام، بحسب وكالة "رويترز".وتوقع التقرير، الذي تم إعداده قبل اجتماع اللجنة الفنية المشتركة لـ"أوبك+" المقرر عقده، اليوم، أيضاً أن تتجاوز مخزونات النفط التجارية لدى دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية خلال الربع الأخير، المتوسط في 2015-2019 بشكل طفيف.ويعكس تعديل التقديرات توقعات بنمو أضعف للطلب على النفط اعتمدتها منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) في تقريرها الشهري عن الخام لشهر أبريل (نيسان).وتتوقع منظمة "أوبك" الآن أن ينمو الطلب العالمي على النفط في 2022 بمقدار 3.67 مليون برميل يومياً، بانخفاض 480 ألف برميل يومياً عن توقعاتها السابقة. واستشهدت المنظمة بتأثير الهجوم الروسي على أوكرانيا، وارتفاع التضخم مع صعود أسعار النفط الخام وعودة ظهور السلالة "أوميكرون" المتحورة من فيروس كورونا في الصين، كأسباب لتعديل التوقعات. وفي الصين، تم تأجيل خروج شنغهاي النهائي من الإغلاق لمدة خمسة أسابيع، حيث أشارت السلطات إلى أنه سيتم رفع القيود في المركز التجاري فقط عندما يصل انتقال المجتمع إلى الصفر. ومع ذلك، تعهدت بكين بزيادة الدعم الاقتصادي لتعويض العبء الاقتصادي الناجم عن الاضطرابات.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
أظهرت بيانات أولية صادرة عن معهد البترول الأميركي أن مخزونات النفط في الولايات المتحدة انخفضت بنحو 3.479 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 29 أبريل (نيسان). وذلك أكبر من المتوقع في استطلاع لـ"رويترز" الذي يقدر أن الانخفاض سيكون بمقدار 800 ألف برميل.وبحسب البيانات، انخفض مخزون البنزين بحوالى 4.5 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي، في حين تراجع مخزون نواتج التقطير– التي تشمل الديزل ووقود التدفئة– بحوالى 4.45 مليون برميل.ومن المنتظر إعلان إدارة معلومات الطاقة الأميركية، الأربعاء، عن بياناتها الرسمية بشأن المخزونات النفطية في الولايات المتحدة عن الأسبوع الماضي.
ومن المتوقع أن يرفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس في وقت لاحق اليوم الأربعاء، وقد يشير صانعو السياسة إلى زيادات أكثر قوة في وقت لاحق من هذا العام.وعندما يتخذ "الفيدرالي" قراراً برفع الفائدة، فإن ذلك سيؤدي إلى تراجع النفط، في إطار العلاقة العكسية بين العملة الأميركية وسعر الخام. ناهيك عن أن ارتفاع الفائدة أداة لسياسة انكماشية تؤدي إلى تباطؤ الاقتصاد وترفع من قيمة الدولار الأميركي أمام العملات الأخرى وتزيد من كلفة الإقراض مما يقلل من جاذبية المزيد من الاستثمارات بشكل عام.