أظهرت أرقام صدرت حديثاً بأنّ فيروس كورونا تسبب في حوالي ربع الإجازات المرضية الإجمالية ببريطانيا في العام 2021 إذ قُدّرت أيام العمل الضائعة بسبب المرض الذي يسببه "كوفيد- 19" أو الإصابة به، بحوالي 149 مليون يوم عمل.
وبحسب "مكتب الإحصاء الوطني"، بلغت نسبة الأشخاص الذين تغيبوا عن وظائفهم بسبب المرض أعلى مستوى لها خلال عقد، إذ سجّلت 2,2 في المئة من إجمالي السكان العاملين.
وشملت الأسباب الأكثر شيوعاً للغياب المرضي خلال العام 2021، الحوادث والتسمم ومرض السكري وفيروس كورونا.
وسجّل كوفيد نسبة 24 في المئة من مجموع الإجازات المرتبطة بالمرض خلال العام 2021 مقارنةً مع 13.9 في المئة للعام 2020، بحسب أرقام مكتب الإحصاء.
وتبيّن أنّ النساء والموظفين الأكبر سناً ومن يعانون ظروفاً صحية مزمنة والأشخاص العاملين بدوامٍ جزئي وأولئك العاملين في وظائف مرتبطة بتقديم العناية والترفيه وغيرها من الخدمات، سجّلوا أعلى نسبة من الإجازات المرضية.
وقد فَقَدَ الرجال 1,8 في المئة من ساعات عملهم في العام 2021 نتيجة المرض أو الإصابة فيما فقدت النساء 2,6 في المئة في ارتفاعٍ لامس الـ0,3 نقطة مئوية عن العام 2020 في الحالتين كلتيهما.
وعلى غرار سنوات سابقة، سجّل العاملون الذين يقطنون في مقاطعة "ويلز" أعلى نسبة من الإجازات المرضية (2,8 في المئة) في العام 2021، فيما سجّل الذين يعيشون في لندن النسبة الأدنى (1,7 في المئة).
وأشار التقرير إلى أنّ تفسير ذلك مردّه إلى فتوة سنّ الأشخاص الذين يعيشون ويعملون في لندن، فضلاً عن أنواع الوظائف التي يؤدنوها.
في المحصّلة، قُدّرت أيام العمل التي فُقِدَتْ خلال العام الماضي بحوالي 149,3 مليون يوم بسبب المرض أو الإصابة أي ما يعادل 4,6 أيام لكل عامل، بحسب البحث الذي أجراه "مكتب الإحصاء الوطني".
وفي هذا السياق، تقول تينا ماكنزي من "اتحاد الأعمال الصغيرة" Federation of Small Businesses إن معدّل كلفة الإجازات المرضية بما في ذلك تغطية العلاجات، بلغت أكثر من 3000 جنيه استرليني (3768 دولار) سنوياً بالنسبة إلى صغار أرباب العمل، أي ما يعادل 5 مليارات جنيه استرليني (6,2 مليار دولار) في مجمل قطاع الأعمال الصغيرة.
وتابعت ماكنزي أنه بالتزامن مع "الطفرة" في التكاليف التشغيلية، تحتاج الشركات الصغيرة "إلى المزيد من المساعدة المالية كي تستمر في تسيير أعمالها حينما يكون طاقم عملها مريضاً". وأضافت ماكنزي، "نطلب من صنّاع السياسات رفع اقتراحنا المشترك مع مؤتمر اتحاد العمال Trades Union Congress (TUC) [اتحاد يمثل معظم النقابات العمالية في إنجلترا وويلز] الذي يتضمن تقديم حسم التعويضات المرضية للشركات الصغيرة، الأمر الذي سيقدم يد المساعدة إلى الذين لم يتلقوا أي نوع منها، في سداد فواتير الخدمات العامة. وكذلك فمن شأن السماح للشركات المجتمعية الصغيرة باسترداد تكاليف التعويضات المرضية أن يفسح المجال أمامها أكثر للاستثمار والتوظيف واستبقاء موظفيها والدفع قدماً بعجلة التعافي الاقتصادي من حالة الركود التي تعيشها".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وفي ذلك الصدد، أشار "مكتب الاحصاء الوطني" إلى أنّ نسبة الإجازات المرضية في العام 2021 سجّلت أعلى مستوى لها منذ العام 2010 إذ بلغت 2,2 في المئة آنذاك، بعد أن تراجعت عموماً في بداية الألفية الثانية قبل أن تشهد استقراراً خلال العقد المنصرم.
وكذلك كشف مكتب الاحصاء بأن الارتفاع المفاجىء في الغيابات عن العمل مردّه بشكلٍ كبير إلى زيادة المرض والإصابات بين شهري أكتوبر (تشرين الأول) وديسمبر(كانون الأول) من العام الماضي.
وسجّل المكتب نسبة غيابٍ ضئيلة في العام 2020، إذ أسهمت التدابير المتخذة لمكافحة فيروس كورونا كالتسريح المؤقت والتباعد الاجتماعي ووضع الكمامات، وزيادة العمل بدءاً من المنزل في تراجع أسباب الغياب الأخرى.
في المقابل، إنّ تخفيف قيود كورونا في العام 2021 وتراجع مطلب العمل من المنزل، قد يكونان من الأسباب التي أسهمت في زيادة الغياب المرتبط بالمرض في العام 2021، بحسب مكتب الإحصاءات.
وفي مطلع العام الجاري، وجد "معهد تشارترد للأفراد والتنمية" CIPD أن 26 في المئة من الشركات اعتبرت فيروس كورونا سبباً رئيساً في الإجازات المرضية المطوّلة، وذلك في استطلاعٍ شمل 804 مؤسسة تمثّل أكثر من 4,3 مليون موظّف. وأعلن المعهد بأنّ 46 في المئة من تلك المؤسسات ضمّت موظّفين عاشوا تجربة طويلة مع الإصابة بـ"كوفيد". وقد ارتبطت تلك التجربة بمعاناة الإرهاق وتشوّش الدماغ ومشاكل في الذاكرة. وكشف الاستطلاع أيضاً أنّه يجب بذل مزيد من الجهود بغية دعم الموظفين الذين يعانون تلك الحالة.
نشر في "اندبندنت" بتاريخ 30 إبريل 2022
© The Independent