أنهت "وول ستريت" أسبوعاً سيئاً آخر مع هبوط جميع المؤشرات في جلسة الجمعة 6 مايو (أيار)، حيث تلت جلسة الخميس الدامية التي انهارت فيها المؤشرات لمستويات تاريخية وصلت إلى 5 في المئة.
وسجل مؤشر "ناسداك المجمّع"، الذي يقيس أسهم التكنولوجيا بشكل رئيس، أدنى إغلاق له منذ عام 2020، محققاً خامس خسارة أسبوعية على التوالي، وهي أطول سلسلة خسائر منذ الربع الرابع من عام 2012. كما سجل مؤشر" ستاندرد آند بورز 500" خسارته الأسبوعية الخامسة على التوالي، وهي أطول سلسلة من الخسائر الأسبوعية منذ الربع الثاني من عام 2011.
ارتفاع الطاقة
وفي تفاصيل التداولات أمس، هبط مؤشر "داو جونز" الصناعي بشكل طفيف مقارنة مع الخميس، إذ تراجع 98.6 نقطة أو 0.3 في المئة إلى 32899.37 نقطة، بينما خسر "ستاندرد آند بورز" نسبة ليست كبيرة عند 23.53 نقطة أو 0.57 في المئة إلى 4123.34 نقطة، لكن التراجع الأكبر أصاب مؤشر "ناسداك" عند 173.03 نقطة أو 1.4 في المئة إلى 12144.66.
ومن اللافت أن مؤشر أسعار الطاقة يستمر وحده في الارتفاع في ظل الهبوط الجماعي للقطاعات الرئيسة، فقد تراجعت تسعة من أصل 11 قطاعاً رئيساً لمؤشر "ستاندرد آند بورز"، في حين ظلّ مؤشر أسعار الطاقة مرتفعاً بنسبة 2.9 في المئة في ظل ارتفاع أسعار النفط.
مخاوف وتضخم
وكانت الخسائر لحقت بالمؤشرات عقب يوم واحد من إعلان البنك المركزي الأميركي عن أكبر زيادة في أسعار الفائدة منذ 22 عاماً عند 0.5 في المئة، والمعلومات التي تداولت في الأسواق بأن "المركزي" لن يتمكن من مكافحة التضخم كما هو مخطط، حيث هناك ضغوط تضخمية خارجة عن سيطرة "المركزي" ستغيّر من خططه وتدفع باتجاه رفع الفائدة بأكثر من المتوقع.
وأكثر التوقعات حول التضخم بأنه سيأتي من تداعيات الحرب الروسية-الأوكرانية المتوقع لها الاستمرار لوقت طويل، حيث ستؤثر على أسعار الطاقة والمواد الغذائية. كما هناك تداعيات الإغلاقات في الصين التي ستفاقم أزمة سلاسل الإمدادات، وبالتالي تحدث نقصاً في السلع والمنتجات في الأسواق الأميركية، وتدفع نحو مزيد من التضخم المستورد.
توقعات المستثمرين
يتوقع كثير من المتداولين ارتفاعاً في الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس في اجتماع البنك المركزي الأميركي في يونيو (حزيران)، على الرغم من قول رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول إن نسبة زيادة الفائدة عند 0.75 في المئة ليست على طاولة البحث في "المركزي".
ومع أن البيانات الاقتصادية الأميركية مازالت تحمل بعض التفاؤل، إلا أن المستثمرين عاشوا حالة من الخوف من مستقبل غير واضح للاقتصاد الأميركي، مع ترجيح الاقتصاديين والمحللين بأن ركوداً سيحدث في الأفق عاجلاً أم آجلاً.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
بيانات الوظائف
وكانت وزارة العمل كشفت الجمعة 6 مايو عن بيانات وظائف أقوى من المتوقع مع زيادة الوظائف غير الزراعية بمقدار 428 ألف وظيفة في أبريل (نيسان) الماضي، مقابل التوقعات بإضافة 391 ألف وظيفة، ما يؤكد الأساسيات القوية للاقتصاد على الرغم من الانكماش في الناتج المحلي الإجمالي في الربع الأول.
وظل معدل البطالة من دون تغيير عند 3.6 في المئة في أبريل، في حين زاد متوسط الدخل في الساعة 0.3 في المئة مقابل توقعات بارتفاع 0.4 في المئة.
وتتجه الأنظار الآن نحو تقرير التضخم الشهري لمؤشر أسعار المستهلك يوم الأربعاء المقبل، حيث يبحث المستثمرون عن أدلة على ما إذا كان الاقتصاد يقترب من ذروة التضخم، وبالتالي لا يوجد مفاجآت في أسعار الفائدة في الفترة المقبلة.