Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"ميونيخ: على شفير الحرب" تلميع لصفحة النخبة السياسية الباذخة

في وقت يسود بريطانيا غضب من تصرفات النخب في داونينغ ستريت، هل حقاً يحتاج العالم إلى تلميع سمعة فاشل آخر من رجال "المحافظين"، وهو نيفيل شامبرلين؟ ومع عرض نتفليكس لهذا الفيلم المقتبس عن رواية «ميونيخ» ، يرى أوليفر كينز أنه يعرض في توقيت خاطئ

سياسة المهادنة في عصرنا: جيريمي آيرونز في دور نيفيل تشامبرلين في فيلم "ميونيخ: على شفير الحرب" الذي يعرض على نتفليكس (نتفليكس)

يظهر المشهد الأول حفلة ماجنة في حديقة بين شباب أغنياء سكارى يتهادون وهم يسرفون في شرب الكحول. ويبدو المحتفلون وهم يتصرفون وكأنهم في حل من القواعد المعتادة والمرعية الإجراء، فبعض الرجال يتبولون في العلن. وعند نفاد الكحول، تظهر [فتاة] تنفذ خطة جريئة للحصول على بعض المشروبات الإضافية... [قد يخيل للقارئ] أن هذا المشهد يصف إحدى الحفلات في "داونينغ ستريت" (مقر الحكومة البريطانية) خلال الجائحة، لكن في الواقع هذا ليس سوى المشهد الأول من فيلم "ميونيخ: على شفير الحرب" Munich: The Edge of War – العمل السينمائي المثير بعبثيته، المقتبس عن كتاب يحمل العنوان ذاته لمؤلف الأعمال الروائية التاريخية الكبير، روبيرت هاريس.

سيكون من الفظاظة أن نهجو فيلماً بناءً على التوقيت غير الموفق لإطلاقه، لكن مع انطلاق عروضه على "نتفليكس" هذا الأسبوع، يبدو من الصعب نأخذ هذا الفيلم على محمل الجد في حين لا تزال صيحات الغضب الوطني تصدح في بريطانيا إثر التصرفات المخزية في السنتين الماضيتين في المقر "رقم 10" (مقر الحكومة البريطانية). وفيما يبدو الفيلم محاولة لتلميع سمعة رئيس الوزراء البريطاني في حقبة ما قبل الحرب (العالمية الثانية)، نيفيل شامبرلين (وهنا تجدر الإشارة إلى أن النائب عن حزب المحافظين والوزير السابق ديفيد دافيس كان قد توجه إلى رئيس الحكومة بوريس جونسون يطلب منه التنحي مقتبساً عبارة "من أجل الله، ارحل" التي كانت قد قيلت لشامبرلين سنة 1940 الذي لحقه العار بعد فشله في التحرك ضد هتلر واعتماده سياسة التهدئة)، إلا أنه بالدرجة الأولى فيلم عن أصحاب النفوذ والسلطة، كما أنه يصور الأشخاص غير الكفوئين في أوساط طبقة النخبة صاحبة الامتيازات، وهم يعيثون الفوضى من حولهم. أخبروني بصراحة، ألا تعتقدون أن كل هذه الأجواء التي يسلط الفيلم الضوء عليها تشبه التصرفات [السياسية] التي نكرهها اليوم؟

وقد تمحورت مساعي هاريس في سياق الفيلم حول تلك الرغبة المتمردة بعض الشيء، والهادفة إلى رد اعتبار شامبرلين (رئيس الوزراء بين 1937 و1940)، الذي قام في "مؤتمر ميونيخ" 1938 بتصديق وعود هتلر بأنه لا يريد دخول الحرب – إلا أن هتلر اعتبر على نحو خاطئ أن اعتماد شامبرلين سياسة التهدئة ينم عن السفالة وقلة الاحترام وليس عن الشهامة. ومنذ ذلك الحين أصبح يعير في بعض الأحيان كل زعماء العالم، حتى باراك أوباما وكاميرون، [عندما تكون مواقفهم ضعيفة] وكأنهم يتصرفون مثل شامبرلين. وقد غدا ذلك التوصيف معروفاً للإشارة إلى ضعف هذا الزعيم أو ذاك، وإلى إفراطه بالثقة بالآخرين، أو عجزه عن فهم واقع الحال. لكن، وفيما ينظر العالم بعين الرضا إلى اعتبار شامبرلين صورة طوطمية [أسطورية] عن فشل "المحافظين" المخزي، فإن هاريس، في المقابل، يعتبر فشل شامبرلين فشلاً "نبيلاً... وليس قذراً".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي الفيلم، من إخراج الألماني كريستيان شفوشو، يؤدي الممثل جيريمي آيرونز وهو صديق لمؤلف العمل هاريس، دور شامبرلين. وأرى في هذا السياق أنه يجدر التذكير بأن كلاً من آيرونز وهاريس قد وصفا بالتعنت في الماضي بسبب مناصرتهما شخصية أخرى أدانها التاريخ، وهي شخصية المخرج رومان بولانسكي الذي اتهم باعتداءات جنسية. وعلى خلاف حملة الاتهامات والإدانات التي وجهتها حركة "#أنا أيضاً" (#MeToo) لبولانسكي (الذي يستمر بصناعة الأفلام، ويبقى هارباً من نظام القضاء الجنائي الأميركي)، من الإنصاف القول إن [محاولة] رد اعتبار لسمعة نيفيل شامبرلين لم تثر حماسة الرأي العام. فهل صادفتم مثلاً في الآونة الأخيرة أي حملة شعبية تدعو إلى إقامة نصب له؟ لا أعتقد ذلك.

ولإضفاء شيء من الرونق لهذا العمل الذي يعتبر بمثابة إعادة تفسير لأحداث تاريخية، تتمحور أحداث الفيلم حول شابين طموحين – أحدهما إنجليزي والآخر ألماني. ونتعرف إليهما أولاً في الحفل الذي تحدثنا عنه آنفاً بمطلع الفيلم وهما يشربان حتى الثمالة احتفالاً بأيامهما الدراسية الأخيرة في جامعة أوكسفورد سنة 1932. وبعد مضي ستة أعوام، يصبح الشاب الإنجليزي، هيو ليغات (الذي يؤدي دوره جورج ماكاي)، موظفاً حكومياً، فيما يصبح صديقه، بول فون هارتمان (جانيس نيفوينر)، دبلوماسياً ألمانياً يشعر بالذعر أمام خطاب هتلر المارق والعدواني ومن معاداته للسامية. وحين يهدد هتلر باجتياح تشيكوسلوفاكيا، يندفع الصديقان في عملية تجسس تندرج في إطار خطة يتم إعدادها لإطاحة الديكتاتور.

وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى أنه على الرغم من أن الفيلم تدور أحداثه في أرض الواقع ويروي قصة سياسيين حقيقيين خلال التسوية التي تمت بموجب مؤتمر ميونيخ [بين ألمانيا النازية، وبريطانيا، وفرنسا، وإيطاليا، للسماح بضم ألمانيا النازية لمنطقة السوديت التابعة لـتشيكوسلوفاكيا في محاولة لتجنب اندلاع الحرب]، فإن بطلي الفيلم [أي بول فون هارتمان وهيو ليغات] هما شخصيتان خياليتان. لكن ما يزعج في الفيلم، هو أنه لا يوضح أبداً أن هاتين الشخصيتين من نسج الخيال – الأمر الذي شكل سهواً وتقصيراً خطيرين، نظراً إلى قدرة منصة للعروض والترفيه، مثل "نتفليكس" السهلة التصفح وغير المعقدة، على إقناع المشاهدين الذين لا يعرفون روبيرت هاريس ولا يلمون بنمط رواياته التاريخية الخيالية. وبصراحة، ليس من الساذج التفكير في أن بعض المشاهدين قد يعتبرون الفيلم على أنه يوثق أحداثاً تاريخية حقيقية. كل من شاهد مثلاً فيلم "أوغاد مجهولون" Inglourious Basterds للمخرج كوانتين تارانتينو عن الحرب العالمية الثانية، يدرك أنه من نسج الخيال، فمن المعروف أنه لم يحصل أن قامت مجموعة من الجنود اليهود، أبناء الطبقة العاملة، بالهجوم بالرصاص على قاعة مسرح مليئة بالنازيين وبإطلاق النار على هتلر وتقطيعه إرباً. لكن المحزن في أمر العالم الذي نحيا فيه، أن الأشخاص، وعلى نحو تراجيدي، سيصدقون أن صديقين متعلمين وطموحين من طبقة اجتماعية رفيعة، سيخذلان وطنهما ويتراجعان خوفاً [عن المهمة التي أوكلت إليهما] في اللحظة الأخيرة.

وما يزعج أكثر في هذا الفيلم هو أجواؤه المملة التي يطغى عليها الطابع "الأوكسبريدجي" (نسبة إلى كل من جامعتي "أوكسفورد" و"كامبريدج" العريقتين في بريطانيا) وعلى ما يبدو، لا يمكن لأي شخص معني أن يفكر في معيار أقرب من ذلك لوصف هاتين الشخصيتين.

 

ومنذ مشهد حفلة السكر حتى الثمالة في مطلع الفيلم، الذي يظهر حفلة جامحة يطلق فيها المحتفلون العنان لأنفسهم، وحيث يرتدي الرجال البدلات مع ربطات العنق السوداء وترتدي النساء فساتين السهرة الرسمية، والذي يرسم في وقت لاحق صورة نمطية عن كل ما هو هادئ وحسن في العالم، تبقى [أحداث] الفيلم تدور في فلك الأجواء "الأوكسبريدجية" الخاصة به. وحين يشرع بداية الشاب المعتدل الفكر والمهذب وصاحب الشخصية الخاوية بشكل مقلق وبطل الفيلم الآخر، ليغات، بالتقرب من شامبرلين، يقوم رئيس الوزراء، السكوت عادةً، بسؤاله متحمساً "هل أنت من أوكسفورد؟" وبسرعة البرق يكلف (شامبرلين) ليغات بتحسين خطاب له، قائلاً "بما أنه من جامعة أوكسفورد... فربما قد يتمكن من تحسين [الخطاب] قليلاً".

من ناحية أخرى، من المرعب أن تكون الشخصية الوحيدة (في الفيلم) القادرة على أن تعكس حالة التوجس الراهنة تجاه مؤسساتنا النخبوية، متمثلة بشخصية هتلر. فحين يلتقي فون هارتمان لأول مرة بهتلر، يسارع -كما يفعل غالباً- إلى الإعلان عن أنه درس في أوكسفورد. إلا أن هتلر يرد عليه مردداً عبارة "أوكسفورد" بازدراء ويسأل فون هارتمان "ربما تظن نفسك أكثر ذكاءً مني؟" وإن لم يسبق لكم مقابلة أحد درس في أوكسفورد، يمكنني أن أؤكد لكم بأن [جميع خريجي الجامعة] يشعرون بشدة [بأنهم أذكى من غيرهم].

في الوقائع، لا تقتصر [عملية] تكوين الشخصيات في فيلم إثارة تاريخي على مجرد ذكر عبارة "أوكسبريدج". ويبدو أن هذا الأمر قد غاب عن بال كل من الكاتب روبيرت هاريس (خريج جامعة كامبريدج)، وبن باور (خريج جامعة كامبريدج) الذي كيف النص سينمائياً. ولم يقم [الصحافي ومقدم البرامج البريطاني] أندرو مار (خريج جامعة كامبريدج) بطرح هذا الموضوع عندما استضاف في برنامجه أخيراً كلاً من هاريس وأيرونز على قناة "بي بي سي الأولى"، وكذلك لم تفعل [الصحافية والمذيعة البريطانية الإيرلندية] مارثا كيرني (خريجة جامعة أوكسفورد) في برنامجها "ذا توداي بروغرام" على إذاعة "راديو 4". كما لم يتم ذكر هذا الأمر في النقدين اللطيفين والإيجابيين للفيلم لكل من بيتر برادشو (خريج جامعة أوكسفورد) الناقد السينمائي في صحيفة "غارديان"، والصحافي سيمون هيفير (خريج جامعة كامبريدج) في صحيفة "تلغراف". إلا أن هيفير لفت انتباهنا، على نحو مفيد، إلى أن "طلاب جامعة أوكسفورد في الحفل التذكاري [وهو حفل رسمي تقيمه إحدى كليات جامعة أكسفورد في الأسبوع التاسع من الفصل الدراسي الأخير من العام الدراسي في الجامعة] سنة 1932 ما كانوا ليضعوا [بحسب التقليد] ربطة عنق سوداء بل بيضاء".

إذن، ما أهمية كل هذا؟ وما علاقة الجاه والبذخ في الأمر؟ بادئ ذي بدء، قد تستفيد بريطانيا من أن تكون أكثر وعياً وخجلاً من كون أفراد نخبتها الحاكمة -من الملك إدوارد الثامن إلى الليدي ديانا ميتفورد- قد أظهروا دعماً وتملقاً مبالغاً لهتلر في الفترة التي سبقت الحرب العالمية الثانية. وقد أسهم التعاطف الفظيع مع النازيين من قبل بعض البريطانيين الذين قابلوه (هتلر)، في تمويه حقيقته وجعل سياسيين مثل شامبرلين يسيئون فهمه إلى حد قاتل في حين كانت الحاجة إلى فهمه ملحة.

والأهم من ذلك، نحن الآن لا نحتاج إلى عملية إعادة تقييم لشامبرلين تتجاهل حقيقة أنه لو لم يكن متغطرساً، متعجرفاً، مغروراً، وشديد الضعف لكان اكتشف ما استطاع رؤيته ملايين الناس ممن كانوا أقل انفصالاً منه عن الواقع – وهو أن هتلر كان رجلاً عديم الرحمة ماكراً ومصمماً على البلطجة. وتنطبق [أوصاف شامبرلين] أيضاً على مستشاريه، مثل السفير البريطاني في ألمانيا السير نيفيل هنديرسون، الذي يؤدي دوره في الفيلم روبرت باثورست. ونذكر أن باثورست يؤدي أيضاً وعلى نحو يثير الارتباك، شخصية ساخرة أرستقراطية تافهة في الكوميديا التلفزيونية التخيلية "توست أوف لندن" (نخب لندن). إلا أن مساهمته هنا، في "ميونيخ: شفير الحرب"، تبقى محصورة بالاستهزاء والسخرية من نباتية هتلر.

وما علاقة كل هذا بعالمنا اليوم؟ حسناً، من منا سمع بحفلات "داونينغ ستريت" (مقر الحكومة البريطانية) ولم يستخدم العبارات نفسها -تكبر، غطرسة، غرور، وذروة في الضعف- تجاه بعض اللاعبين الأساسيين في هذه الفضيحة، أكانوا من عشاق الحفلات التي تعرف بـ"أحضر مشروبك معك" bring your own booz مثل السكرتير الخاص لرئيس الوزراء مارتن رينولدز (خريج جامعة كامبريدج)، أو من الأشخاص الذين قدموا اعتذارهم غير الصادق [عن مشاركتهم في حفلات بارتي غيت] كمساعدة رئيس الوزراء البريطاني (خريجة جامعة كامبريدج)، أو الشخصية الأبرز بحد ذاتها رئيس الحكومة بوريس جونسون (خريج جامعة أوكسفورد)!

ففي وقت تتصاعد فيه صيحاتنا الغاضبة تجاه فشل شخصيات أفراد الطبقة الحاكمة، يأتي هذا الفيلم طالباً منا التعاطف معهم. أنا لا أعتقد أن هذا سيحصل. فالأمر ينطبق عليه ما أسميه "تلميع البذخ" حيث يحرف تفسير أحداث على نحو يقدم ذرائع تبرر فشل وإخفاقات أصحاب النفوذ. إذن هل يمكن في هذا المناخ استبعاد صدور فيلم يعيد النظر في رواية أزمة قناة السويس [التي تعتبر مثالاً على غرور، وذروة في الضعف – فشل السياسة الخارجية البريطانية]؟ إنه لأمر مقلق.

ومن أشد الانتقادات إدانة لفيلم "ميونيخ: شفير الحرب" هو في أنه لا يهتم سوى بضحية واحدة من ضحايا الحرب العالمية الثانية وهي سمعة رجل توفي منذ 82 عاماً. فالفيلم لا يلتفت أي التفاتة حقيقية إلى موت ملايين البشر (بفعل تلك الحرب). كما يدهشني في السياق هدر هذا المقدار من الوقت والمواهب على عمل يهدف فقط إلى تحسين صورة شامبرلين، فيما تتفشى الفاشية عالمياً، ويحتجز الملايين من شعب الإيغور في "معسكرات اعتقال" في الصين.

في إحدى زيارته الثلاث إلى ميونيخ، شاع كثيراً قول تفوه به شامبرلين "إن لم تنجح من المرة الأولى، حاول ثم حاول ثم حاول مجدداً". لست متأكداً إن روبيرت هاريس كان عليه المحاولة هذه المرة [كان حرياً به الامتناع عن المحاولة].

"ميونيخ: على شفير الحرب" Munich: The Edge of War يعرض على "نتفليكس" اليوم.

ما هي معاهدة ميونيخ؟

الصفقة التي كانت تعتبر بها في يوم من الأيام منارة تهدي إلى السلام يتم الآن تذكرها على أنها نذير حرب.

معاهدة ميونيخ هي تسوية بين ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا سمحت بضم ألمانيا النازية لمنطقة السوديت التابعة لـتشيكوسلوفاكيا الغربية، في 30 سبتمبر (أيلول) 1938.

وكانت منطقة السوديت، التي تعتبر موطناً لنحو ثلاثة ملايين شخص من أصل ألماني، منطقة ذات أهمية كبيرة لأدولف هتلر، الذي سبق ونجح في ضم النمسا الناطقة بالألمانية قبل ستة أشهر في إطار الحملة التوسعية للدولة النازية (التي يشار إليها أيضاً بالرايخ الثالث).

وأتت هذه المعاهدة وسط مناخ محموم من الخوف وعدم اليقين كان يلقي فيه هتلر خطابات ملتهبة يطالب فيها الألمان في تشيكوسلوفاكيا بلم شملهم بوطنهم الأم.

وفي حين فرط قرار التسوية عقدَ التحالفات العسكرية القائمة بين فرنسا وجمهورية تشيكوسلوفاكيا إلا أنه لقي ترحيباً واسع النطاق باعتباره وسيلة للحؤول دون حرب كبرى في أوروبا.

*نشرت اندبندنت هذا المقال في 28 يناير 2022

© The Independent

المزيد من سينما