Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الجيش الإسرائيلي يرصد إطلاق صواريخ من غزة

توغل مفاجئ والتكتيك الإسرائيلي يعتمد على الهجوم من ثلاثة محاور بصورة متزامنة وعند اكتشاف ضعف واحد منها يتم حشد كل القوات عنده لاختراقه

تعتمد خطة غيورا إيلاند الجديدة على الفرقة 162 التي بدأت عملياتها فعلياً في منطقة جباليا (أ ف ب)

ملخص

بعد هدوء استمر خمسة أشهر عاد القتال العنيف لشمال غزة، فماذا يجري في شمال قطاع غزة؟ وهل يعني هذا تطبيق خطة غيورا إيلاند؟ وما هي هذه الخطة وماذا عن قدرات "حماس"؟.

أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الأحد رصد إطلاق صواريخ من شمال غزة في اتجاه جنوب الدولة العبرية، وذلك عشية الذكرى الأولى لهجوم حركة "حماس" الذي أدى إلى اندلاع الحرب في القطاع الفلسطيني.

وأوضح متحدث باسم الجيش أنه "رُصدت عدة قذائف صاروخية أطلقت من شمال قطاع غزة باتجاه الأراضي الإسرائيلية، واعترضت واحدة في حين سقطت أخريات بمناطق مفتوحة".

وأعلنت "سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي مسؤوليتها عن الهجوم، مؤكدة أنها أطلقت "رشقة صاروخية" على عسقلان "ومغتصبات غلاف غزة".

وبعد هدوء نسبي استمر خمسة أشهر، عادت الضربات العسكرية الإسرائيلية على النصف الشمالي من قطاع غزة، وعلى رغم أن الجيش أعلن انتهاء القتال في تلك المنطقة عقب تمكنه من تفكيك جميع قدرات حركة "حماس"، إلا أن القوات توغلت بصورة مفاجئة لتنفيذ عملية عسكرية جديدة.

وعاد القتال في شمال غزة بعد إعلان رسمي من الجيش الإسرائيلي عن دخول الحرب مرحلة جديدة، طلب فيها منسق أنشطة الحكومة الإسرائيلية من سكان تلك المنطقة إخلاءها والتوجه إلى جنوب القطاع حيث المنطقة الإنسانية.

غارات وتوغل بري

من دون تحديد أي هدف للمرحلة الجديدة لحرب القطاع والمخصصة على ما يبدو ضد شمال غزة، بدأ سلاح الجو الإسرائيلي حملة جوية مكثفة على المنطقة أغار خلالها على مئات الأهداف في ساعات محدودة جداً، وتزامن القصف الجوي مع قصف مدفعي طاول جميع أنحاء الشمال.

ولم يقتصر الأمر على هذه الضربات بل توغلت القوات الإسرائيلية البرية في مناطق سكنية داخل مخيم جباليا الذي تصنفه إسرائيل منذ القدم بأنه "معقل وبؤرة حركة حماس"، وفرضت عليه حصاراً شاملاً استعداداً لتنفيذ عملية عسكرية.

تبرر إسرائيل على لسان متحدثها العسكري أفيخاي أدرعي هذه التحركات المكثفة القوية بأنها لاستكمال القضاء على بنية تحتية مسلحة للفصائل الفلسطينية بخاصة حركة "حماس"، ولمحاولة تجنيب المدنيين الخطر، أمرتهم بإخلاء كامل لجميع مناطق شمال غزة الذي لا يزال منطقة قتال خطرة والتوجه نحو الجنوب حيث منطقة المواصي الإنسانية.

مرحلة جديدة من الحرب

يؤكد أدرعي أن المرحلة الجديدة من الحرب جاءت بعد تقييم وضع وأعمال القوات في الميدان ونتيجة معلومات استخباراتية مسبقة دلت على وجود عناصر لـ"حماس" وبنية تحتية لهم في المنطقة، إلى جانب محاولات لترميم الحركة أنفاقها.

واتهم أدرعي "حماس" بانتهاك القانون الدولي، إذ "تستغل بصورة وحشية المؤسسات المدنية والسكان كدروع بشرية لأعمالها القتالية"، لافتاً إلى أنه تم نقل اللواء 162 من محافظة رفح جنوباً إلى مخيم جباليا شمالاً لبدء عملية عسكرية في المنطقة.

وبحسب الإجراءات العسكرية الميدانية ووفقاً لتصريحات المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، فإن تل أبيب تحاول تنفيذ خطة غيورا إيلاند التي تهدف من خلالها إلى السيطرة الكاملة على شمال غزة بهدف القضاء على قدرات "حماس" العسكرية والحكومية هنتك

هل تطبق إسرائيل خطة غيورا إيلاند؟

بصورة صريحة ينفي الجيش الإسرائيلي أن تكون تحركاته الجديدة في شمال غزة لها علاقة بما بات يعرف بخطة "غيورا إيلاند" وأن هذه عملية عسكرية بحتة ومنفصلة تماماً عن العملية السياسية، إلا أن ما يجري على الأرض يشي بعكس ذلك، فحجم القوة النارية وشمول أوامر الإخلاء الجديدة مناطق شمال قطاع غزة كافة، يؤكدان أن الخطة بدأ تنفيذها بالفعل.

أما بالنسبة إلى خطة "غيورا إيلاند"، فأعدها الجنرال المتقاعد من الجيش الإسرائيلي غيورا إيلاند وهو صديق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وأحد مستشاريه في الحرب على القطاع، وتتضمن تفاصيل هذه الخطة تهجير جميع سكان شمال غزة من أجل السيطرة على المنطقة تحت ذريعة القضاء على الفصائل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي إطار الخطة، فإن إيلاند يطرح فرض حصار كامل على شمال غزة إلى جانب إصدار أوامر صارمة لسكان المنطقة المتمسكين بالبقاء بضرورة مغادرتها بصورة فورية، مع منحهم مهلة أسبوع واحد فقط لتنفيذ هذه الأوامر العسكرية التي تكون مصحوبة بضربات عسكرية عنيفة ومتتالية.

وبحسب الخطة، فإن الانتقال إلى الجنوب سيكون عبر نقاط تفتيش لفصل المدنيين عن المقاتلين، وبعد انقضاء الأسبوع المحدد، ستبدأ القوات بفرض حصار كامل على شمال غزة، حيث سيتم إعلانها منطقة عسكرية مغلقة ويتم التعامل مع أي شخص يبقى فيها على أنه من مقاتلي "حماس".

حرب مدن

تعتمد خطة غيورا إيلاند الجديدة على فرقة واحدة فقط، وهي الفرقة 162 التي بدأت عملياتها فعلياً في منطقة جباليا، وهنا يقول الباحث العسكري العقيد رافع الخالدي "اختار الجيش الإسرائيلي الفرقة 162 لهذه المهمة بعناية لأنها فرقة مدرعة نظامية وتتبع للقيادة الإقليمية الجنوبية المسؤولة عن القتال في غزة".

ويضيف أن "هذه الفرقة شاركت في المعارك ضد ’حزب الله‘ في حرب عام 2006 أي لديها خبرة في قتال المدن، ويبدو أن هذه الفرقة لديها خطة قتال هجومية على جباليا في غزة، والواضح أن التكتيك الإسرائيلي يعتمد على الهجوم من ثلاثة محاور بصورة متزامنة، وعند اكتشاف ضعف جبهة منها، يتم حشد كل القوات عندها لاختراقها".

وبحسب تقديرات العقيد الخالدي، فإنه يتوقع أن "تفشل القوات الإسرائيلية في جباليا وأن تقع في مستنقع حرب المدن لأن الفصائل الفلسطينية نصبت كمائن هجومية للقوات التي تحاول التوغل هناك".

"حماس": نحن لسنا بين المدنيين

ولا يعتقد الباحث العسكري بأن مرحلة الحرب الجديدة التي تخطط إسرائيل لتنفيذها في غزة تتضمن تطبيق خطة غيورا إيلاند، ويوضح أن هذه الخطة محكوم عليها بالفشل إذ لا يمكن لسكان شمال القطاع مغادرة المنطقة حتى مع الأوامر العسكرية الصارمة.

وفي غزة عزز الجيش الإسرائيلي قواته في لواء غفعاتي واللواء 401، ويقول المتحدث العسكري دانيال هاغاري "حالياً تقاتل ثلاث فرق في ثلاثة مواقع مختلفة بغزة من دون أي تفاصيل إضافية.

ومن جهة "حماس"، فإن المتحدث باسمها جهاد طه ينفي أي نشاط لهم في مناطق المدنيين، ويؤكد أن إسرائيل خائفة من ذكرى السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، وتريد ضرب القطاع بقوة من أجل منع تنفيذ هجمات ضد قواتها.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير