أصدرت محافظة البحر الأحمر جنوب مصر قراراً بوقف جميع أنشطة الغوص المختلفة بمنطقة شعاب "الفنستون" جنوب مدينة مرسى علم أسبوعاً، بعد أن رصدت محميات البحر الأحمر ظهور قرش "التايغر" المفترس داخل المياه الإقليمية، عبر عدد من الغواصين الذين وثقوا بكاميراتهم وجوده.
ويعد قرش "التايغر" من الأنواع المفترسة المصنفة على أنها "الأخطر"، إذ يصل طوله إلى خمسة أمتار، ونظامه الغذائي متنوع، فهو يرى في كل من حوله فريسة له حتى براميل النفط، ولذلك يطلق عليه سلة مهملات البحر.
وينتشر في المياه الاستوائية وشبه الاستوائية ويسكن خليج المكسيك، وكذلك يكثر حول الجزر الواقعة في المحيط الهادئ، ولديه أسنان حادة تستطيع اختراق الأجسام الصلبة مثل القواقع والسلحفاة والعظام.
يقول أستاذ علوم البحار عبدالله الهواري إن "قرش (التايغر) من الأسماك المهاجرة في أشهر الشتاء الباردة إلى المياه الدافئة، ولديه شهية لاصطياد فرائسه بالقرب من الشعاب المرجانية، مما يهدد عشاق الغوص في حال وجوده، كما أن لديه قدرة كبيرة على المطاردة".
وأضاف الهواري أن "التايغر يسبح على عمق 900 متر ولديه القدرة على الظهور في المياه الضحلة، كما أنه من القروش عاشقة اللحوم، فهو لا يطارد الأسماك الأصغر منه حجماً لافتراسها وحسب، بل يستهدف القروش في كثير من الأحيان من الفصيلة نفسها، ولذلك فهو من القروش الآكلة للحم جنسها".
مسح بحري يومي
وأفاد مصدر مسؤول في المحميات البيئية "اندبندنت عربية"، رفض ذكر اسمه، بأن أول رصد لقرش "التايغر" في محافظة البحر الأحمر كان عام 2019 لأنثى من الفصيلة نفسها، وسرعان ما خرجت من المياه الإقليمية المصرية من دون أن تصيب أحداً بأذى.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضاف المصدر "أن إدارة المحميات البيئية بصدد متابعة قرش (التايغر) وإعداد تقارير يومية عن تحركاته داخل المياه الإقليمية إلى أن يخرج منها متجهاً إلى موطنه في المحيطات الكبرى"، لافتاً إلى "أن مصر من أقل بلاد العالم تسجيلاً لحوادث اعتداء القروش على الغواصين والبشر". وأكد أنه "بالتنسيق مع وزارتي البيئة والتنمية المحلية جرى وقف جميع أنشطة الغوص والأنشطة البحرية والصيد والـ(سنور كلينغ) والـ(كايت سيرف) والـ(ويند سيرف) في منطقة شعاب الفنستون بمدينة مرسى علم أسبوعاً، حرصاً على سلامة السائحين والمصريين من عشاق الغوص"، لافتاً إلى "أنه يجري عمل مسح بحري يومي لمدينة مرسى علم للتأكد من مغادرة القرش إلى خارج المياه الإقليمية".
حوادث القروش في مصر
وبحسب تقارير رسمية لوزارة البيئة المصرية فإن مصر ضمن الدول الأدنى في حوادث اعتداء القروش على البشر والغواصين، ومع ذلك لم تخل السنوات الماضية من تلك الحوادث، ففي أكتوبر (تشرين الأول) عام 2020 جرى تسجيل اعتداء قرش على مرشد سياحي وسائحة أوكرانية ونجلها خلال جولة سياحية عبر لانش بمنطقة رأس محمد جنوب سيناء، محدثاً إصابات بالغة فيهم، كما التهمت سمكة قرش قدم شاب مصري بالعين السخنة في يونيو (حزيران) 2016، بينما هاجم قرش سائحاً ألمانياً بمياه مرسى علم متسبباً في وفاته في مارس (آذار) عام 2015. وفي أغسطس (آب) 2018 لقي سائح تشيكي مصرعه في هجوم مفاجئ لقرش مفترس.
وذكر الغواص والباحث في علوم البحار عبدالمنعم المحمدي "أن سببين وراء هجوم القرش على الإنسان، أولها أن القرش يفشل ويخطئ أحياناً في التعرف على فريسته، فيقوم بالهجوم خطأ على الغواصين، والأخير هو استفزاز القرش من قبل الغواصين عبر الإضاءة الشديدة أو استخدام روائح نفاذة تحفز الخلايا العصبية لديه وتدفعه إلى الهجوم على من حوله".