في وقت مبكر من صباح الأربعاء، 11 مايو (أيار)، أظهرت بيانات من الشركة المشغلة لشبكة الغاز الروسي عبر أوكرانيا توقف تدفق عبر نقطة العبور.
ويتزامن ذلك مع إعلان كييف تحقيق مكاسب عسكرية في ساحة المعركة مع القوات الروسية واستعادة أربع قرى في ثاني أكبر مدنها خاركيف.
وألقت شركة الغاز الأوكرانية باللوم في تعليق تدفق الغاز على تدخل القوات الروسية، وقالت إنها ستعيد توجيه الغاز من نقطة عبور سوخرانيفكا، الواقعة في منطقة تحتلها القوات الروسية، إلى نقطة أخرى في منطقة تسيطر عليها أوكرانيا.
ولا تزال أوكرانيا طريقاً رئيساً للغاز الروسي إلى أوروبا، حتى بعد أن أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بما سماه "عملية عسكرية خاصة" في 24 فبراير (شباط).
ويسعى الغرب من خلال تشديد عقوباته إلى حظر استخدام الطاقة الروسية أو التخلص التدريجي منها، خصوصاً وأنها مصدر رئيس لتمويل جهود بوتين الحربية ونقطة ضعف لأوروبا، لا سيما ألمانيا.
40 مليار دولار لدعم أوكرانيا
وفي سياق متصل، وافق مجلس النواب الأميركي على تقديم مساعدات إضافية لأوكرانيا تتجاوز 40 مليار دولار، في الوقت الذي يسرع فيه الكونغرس الخطى للحفاظ على تدفق الدعم العسكري لحكومة كييف وتعزيز موقفها في مواجهة الهجوم الروسي.
وأقر مجلس النواب، الثلاثاء، مشروع قانون الإنفاق الخاص بأوكرانيا بأغلبية 368 مقابل 57، وكان جميع رافضي المشروع من الجمهوريين. ويتجه الإجراء إلى مجلس الشيوخ، الذي من المتوقع أن يتحرك سريعاً إزاءه.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن قد طلب من الكونغرس الموافقة على 33 مليار دولار إضافية كمساعدات لأوكرانيا قبل أسبوعين، لكن المشرعين قرروا زيادة التمويل العسكري والإنساني.
وقالت النائبة الديمقراطية روزا ديلورو، رئيسة لجنة المخصصات في مجلس النواب، وهي تحث على دعم حزمة الإنفاق، إن "مشروع القانون هذا سيحمي الديمقراطية ويحد من العدوان الروسي ويعزز أمننا القومي، والأهم من ذلك، سيدعم أوكرانيا".
وكان بايدن قد دعا الكونغرس إلى التحرك سريعاً حتى يتمكن من التوقيع على التشريع ليصبح قانوناً قبل نفاد المساعدات الدفاعية الحالية لأوكرانيا في وقت لاحق في مايو.
وعارض جمهوريون مشروع القانون وانتقدوا الديمقراطيين لتحركهم بسرعة كبيرة في إرسال كثير من أموال دافعي الضرائب الأميركيين إلى الخارج. ويسيطر رفاق بايدن الديمقراطيون على الكونغرس بفارق ضئيل، لكن مشروع القانون سيحتاج إلى أصوات جمهوريين لإقراره في مجلس الشيوخ.
وقال السيناتور الجمهوري روب بورتمان، عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، إنه يتوقع دعماً جمهورياً كافياً لمشروع القانون كي يقره المجلس.
وأضاف، "أعتقد أنه سيقر. سيحظى بدعم جمهوري كبير".
مليارات للأسلحة
وتشمل الحزمة ستة مليارات دولار للمساعدات الأمنية، بما يشمل التدريب والعتاد والأسلحة والدعم، و8.7 مليار دولار لتعويض مخزون العتاد الأميركي المرسل إلى أوكرانيا، و3.9 مليار دولار لعمليات القيادة الأوروبية.
وإضافة إلى ذلك، يضع التشريع 11 مليار دولار إضافية تحت تصرف الرئيس بما يسمح له بتفويض نقل مواد وخدمات من المخزونات الأميركية من دون موافقة الكونغرس استجابة لحالة طارئة. وكان بايدن قد طلب خمسة مليارات دولار في هذا الصدد.
ويتيح أربعة مليارات دولار في صورة تمويل عسكري خارجي لتقديم الدعم لأوكرانيا والبلدان الأخرى المتضررة من الأزمة.
وأرسلت الولايات المتحدة ما يتجاوز قيمته 3.5 مليار دولار من الأسلحة إلى أوكرانيا منذ بدء الهجوم الروسي، بما في ذلك مدافع "هاوتزر" وأنظمة "ستينغر" المضادة للطائرات وصواريخ "غافلين" المضادة للدبابات والذخيرة وطائرات "غوست" المسيرة التي كشف النقاب عنها في الآونة الأخيرة.
وتشمل حزمة المساعدات الجديدة مساعدات إنسانية حجمها خمسة مليارات دولار لمواجهة انعدام الأمن الغذائي على مستوى العالم بسبب الصراع وما يقرب من تسعة مليارات دولار لصندوق دعم اقتصادي لأوكرانيا.
ويوفر الصندوق مئات الملايين من الدولارات لمساعدة اللاجئين وتمويل جهود الاستيلاء على أصول النخب المرتبطة بالرئيس الروسي بوتين.
من جهته، أعلن الاتحاد الأوروبي في الرابع من مايو (أيار) أنه سوف "يزيد بشكل كبير" مساعدته العسكرية لمولدافيا البلد الصغير غير العضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو) الذي تلقى دعماً في نهاية أبريل (نيسان) من باريس وبرلين.
الدونباس ونهاية الحرب
ومنذ أن أوقفت روسيا الهجوم على العاصمة كييف في نهاية مارس (آذار)، تحاول قوتها الرئيسة تطويق القوات الأوكرانية في منطقة دونباس الشرقية، مستخدمة مدينة إيزيوم بالقرب من خاركيف، في الشمال الشرقي، قاعدة انطلاق لها.
وصمدت القوات الأوكرانية في الغالب أمام الهجمات من ثلاثة اتجاهات، ويقول كبار مسؤولي الاستخبارات الأميركية، إن الحرب وصلت الآن إلى طريق مسدود.
وقالت مديرة الاستخبارات الوطنية الأميركية أفريل هاينز في واشنطن، الثلاثاء، إن بوتين يستعد في ما يبدو لصراع طويل، وإن النصر الروسي في منطقة دونباس قد لا ينهي الحرب.
لكن الهجوم المضاد بالقرب من خاركيف يمكن أن يشير إلى مرحلة جديدة مع دخول أوكرانيا في الهجوم، إذ من المحتمل أن تكون خطوط الإمداد إلى روسيا الآن معرضة للخطر.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن النجاحات الأوكرانية تدفع القوات الروسية تدريجاً إلى الخروج من خاركيف التي تتعرض للقصف منذ بدء الحرب.
وأضاف، في خطاب مصور، "لكنني أريد أن أحث جميع أفراد شعبنا... على عدم الإفراط في المشاعر. ينبغي ألا نوجد جواً من الضغط المعنوي الزائد عن الحد، إذ من المتوقع تحقيق الانتصارات أسبوعياً بل ويومياً".
جمع الجثث
وفي قريتي ستاري سالتيف وفيلخيفكا بالقرب من خاركيف، ذكر شهود من "رويترز" أن جنوداً أوكرانيين جمعوا جثث جنود روس لقوا حتفهم في القتال.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأعلنت هيئة الأركان العامة الأوكرانية، في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء، أن القوات الروسية تحاول منع القوات الأوكرانية من التقدم نحو الحدود في منطقة خاركيف وتحاول السيطرة بشكل كامل على بلدة روبيجني.
وأفاد حرس الحدود الأوكراني بأن القوات الروسية قصفت منطقتي سومي وتشيرنيهيف بالقرب من الحدود. وقال على قناته على "تليغرام"، "طائرات العدو أطلقت مرتين صواريخ غير موجهة على المناطق الحدودية لسومي. ووقعت حالتا قصف بقذائف المورتر في منطقة تشيرنيهيف".
وفي الجنوب، قالت القوات المسلحة الأوكرانية إنها قصفت تسعة أهداف للعدو، مما كبده خسائر بلغت 79 جندياً و12 قطعة من العتاد، منها عربات مدرعة ومدافع "هاوتزر".
وتركزت النيران الروسية في منطقة ميكولايف، حيث تضررت منازل ومزارع وخطوط كهرباء.
استمرار المعارك في ماريوبول
وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية، إن القوات الروسية واصلت قصف مصنع الصلب في آزوفستال بالمدفعية والدبابات والطائرات في محاولة للسيطرة على آخر معقل للمقاومة الأوكرانية في مدينة ماريوبول الساحلية الجنوبية المدمرة.
وتقول أوكرانيا، إن عشرات الآلاف من الأشخاص قتلوا في المدينة خلال الحصار الروسي المستمر منذ شهرين.
ولم يتسن لوكالة "رويترز" التحقق بشكل مستقل من أنباء القتال.
وأجلي عشرات المدنيين من مصنع الصلب في الأيام القليلة الماضية، لكن بيترو أندريوشينكو مساعد رئيس بلدية ماريوبول قال، إن ما لا يقل عن 100 شخص ما زالوا بالداخل.
ويقترب عدد الأوكرانيين الذين فروا من بلادهم من ستة ملايين، وفقاً للأمم المتحدة، التي تقول إن أزمة اللاجئين هناك هي الأسرع نمواً منذ الحرب العالمية الثانية.
وتنفي روسيا استهداف المدنيين وترفض المزاعم الأوكرانية والغربية بارتكاب جرائم حرب.