بلغت نسبة اجتثاث الغابات في منطقة الأمازون مستويات قياسية الشهر الماضي، وفق بيانات مقلقة أصدرتها الحكومة البرازيلية حديثاً.
وكشفت البيانات الجديدة عن تعرض الغابات لإزالة الأشجار في مساحات ازدادت بمقدار الضعفين تقريباً بالمقارنة مع أرقام سُجِّلَت في أبريل (نيسان) من العام الماضي.
واستطراداً، زعم نشطاء في حماية البيئة أن اجتثاث الغابات قد أخذ طابعاً "مؤسساتياً" في البرازيل التي تحتضن الغالبية العظمى من أكبر الغابات الاستوائية المطيرة في العالم، ووجهوا أصابع الاتهام إلى رئيس البلاد جايير بولسونارو، وحمّلوه مسؤولية تلك المستويات القياسية في إزالة الأشجار من الأمازون.
بصورة عامة، بلغ إجمالي الغابات المفقودة في منطقة الأمازون البرازيلية1012.5 كيلومتر مربع في أبريل 2022 كله باستثناء اليوم الأخير منه، وفق بيانات أصدرتها الوكالة الوطنية لبحوث الفضاء "إنبي" Inpe، التي تعكف على تقديم إحصاءات شهرية منذ 2015- 2016.
في المقابل، ستصدر البيانات الخاصة باليوم الثلاثين من أبريل الماضي خلال الأسبوع المقبل، غير أن الأرقام تكشف مسبقاً أن إزالة الغابات ستسجل في أبريل كله، أعلى مستوى على الإطلاق.
تجيء هذه البيانات بعدما حطم يناير (كانون الثاني) وفبراير (شباط) من العام الحالي الأرقام القياسية أيضاً.
في الحقيقة، "يبدو الرقم الذي سجله أبريل مخيفاً جداً"، وفق سويلي أروجو من "مرصد المناخ" في البرازيل، التي أضافت أنه "بسبب الأمطار، يشهد هذا الشهر في العادة مستوى أقل في إزالة الأشجار".
وفق مارسيو أستريني، الذي يرأس "مرصد المناخ"، المجموعة البرازيلية المعنية بالدفاع عن البيئة، إن الشخص المسؤول عن هذا الرقم القياسي من اجتثاث الغابات "اسمه الأول واسم عائلته، جايير ميسياس بولسونارو".
ولا يخفى على أحد أن عجلة إزالة الغابات في منطقة الأمازون تسارعت منذ أن تولى الرئيس اليميني منصبه قبل ثلاث سنوات، وأضعف الجهود المبذولة في سبيل حماية البيئة.
في ذلك الصدد، يخرج بولسونارو عادة بحجج مفادها أن توسعة أعمال الزراعة وتربية المواشي والتعدين في الغابات المطيرة، التي تعتبر مستودعاً مهماً للكربون وواحدة من أغنى مناطق الكوكب في تنوعها البيولوجي، ستساعد على التصدي للفقر في البلاد.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
في سياق مغاير، يشار إلى أن الغابات تستضيف تنوعاً كبيراً من أشكال الحياة على أرضها وتخزن كميات هائلة من الكربون، وتعتبر مفتاحاً أساسيّاً في مكافحة أزمة المناخ.
يكمن ذلك [المفتاح] في الأشجار، خصوصاً الغابات المعمرة، التي تؤدي دوراً مهماً في إزالة ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي الذي يسهم في التسبب في ارتفاع درجة حرارة الأرض.
في ذلك الصدد، ذكر بيل ماكغواير، بروفيسور في المخاطر المناخية في "كلية لندن الجامعية"، إن حجم الاجتثاث الذي كابدته الغابات في منطقة الأمازون البرازيلية الشهر الماضي، شَكَّلَ "أنباء مروعة".
وفي هذ الشأن، نشر ماكغواير على "تويتر" تغريدة جاء فيها، "نقول إننا سنفتقدها حينما تختفي، كأنما نقول إننا سنشتاق إلى رئتينا حينما نخسرهما".
وكذلك رأت آن ألينكار، المديرة العلمية لـ"معهد بحوث البيئة في الأمازون" IPAM، أن مساحة الغابات المطيرة التي جرى استئصالها كانت "غير معقولة". وأضافت، "يبدو أن قطع الغابات صار له صبغة مؤسساتيّة في البلاد إذ بات يعتبر من الأمور الشائعة، مع تسجيل رقم قياسي تلو آخر".
ووجد باحثون أيضاً أن غابات الأمازون المطيرة تفقد قدرتها على التعافي من حوادث المناخ الشديدة الوطأة، ما أثار مخاوف من أنها تتسارع نحو "نقطة حرجة". ويخشى علماء كثيرون من أن يقود هذا إلى موت جماعي للأشجار وتحول الغابة إلى منطقة "سافانا".
في سياق مغاير، ذكرت الحكومة البرازيلية أنها تبذل جهوداً كبيرة للحد من الجرائم المرتكبة بحق البيئة، مشيرة إلى مشاركة السلطات في مكافحة إزالة الغابات داخل خمس ولايات ضمن منطقة الأمازون.
(أسهمت وكالات أنباء في إعداد التقرير)
نشر في "اندبندنت" بتاريخ 08 مايو 2022
© The Independent