أدى انخفاض اليوان الصيني بنسبة خمسة في المئة مقابل الدولار الأميركي في الأسابيع الثلاثة الماضية إلى إثارة التكهنات حول متى وكيف قد يعمل "بنك الصين الشعبي" (البنك المركزي الصيني) على إبطاء انخفاض قيمة العملة المحلية للبلاد، إذ إنه حتى مقابل سلة من عملات الشركاء التجاريين الرئيسين، فقد اليوان 3.6 في المئة من قيمته.
العوامل الرئيسة التي تقف خلف تدفقات المحافظ الخارجة من الصين هي ارتفاع أسعار الفائدة الأميركية، والحرب في أوكرانيا، بالإضافة إلى تباطؤ الاقتصاد المحلي بسبب الإغلاق في المدن الصينية التي تكافح تفشي فيروس كورونا.
وبينما يتوقع معظم المشاركين في السوق استمرار ضعف اليوان في الوقت الحالي، يرجح البعض أن يقوم البنك المركزي في الأقل بإبطاء وتيرة انخفاضه.
وقال روبن شينغ، كبير الاقتصاديين الصينيين في "مورغان ستانلي"، لـ"ساوث تشاينا مورننغ بوست"، "يمكن أيضاً أن يمنع المركزي الصيني المضاربة أحادية الاتجاه باستخدام الأدوات الاحترازية الكلية، والتوجيه اللفظي، وتفكيك الودائع الوفيرة [بالعملات الأجنبية] التي تراكمت لدى البنوك التجارية على مدى العامين الماضيين".
وحتى الآن، جاءت الإشارة الوحيدة على أن "بنك الشعب الصيني" (المركزي الصيني) قد يكون غير مرتاح للانخفاض الأخير لليوان في أواخر أبريل (نيسان) الماضي، عندما خفض حجم النقد الأجنبي الذي يجب على البنوك الاحتفاظ به كاحتياطي.
ورصدت الصحيفة ست طرق انتهجها "بنك الشعب الصيني" للحد من التقلبات الزائدة في اليوان خلال السنوات القليلة الماضية:
1- العامل المعاكس للدورة الاقتصادية في صيغة تحديد اليوان اليومية
أضاف بنك الشعب الصيني لأول مرة العامل المعاكس للدورة الاقتصادية إلى صيغته لتحديد نقطة الوسط اليومية لسعر صرف اليوان والدولار الأميركي في عام 2017.
وفي حين لم يكشف البنك المركزي أبداً عن كيفية حسابه العامل المعاكس للدورة الاقتصادية، لكن المنظمين وصفوه بأنه وسيلة لتعكس العرض والطلب الأساسيين بشكل أفضل وتقليل آثار عقلية القطيع في سوق العملات.
وكان قد تم تعليقه في أواخر عام 2020 عندما تعزز اليوان نتيجة زيادة تدفقات رأس المال الأجنبي وتحسن الأساسيات الاقتصادية.
2- إعداد نقطة المنتصف اليومية
يمكن أن يتداول اليوان بشكل فوري في نطاق اثنين في المئة حول نقطة الوسط التي حددها "بنك الشعب الصيني" في الإصلاح اليومي، فيما يعتبر تجار العملات أي تباين كبير بين توقعات السوق لما قد يكون الإصلاح وأين يحدده "بنك الشعب الصيني" نقطة الوسط، كمؤشر على الطريقة التي يريد البنك المركزي جذب السوق إليها.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
3- الرسائل الشفهية
استخدم كبار المسؤولين من البنك المركزي والهيئة التنظيمية للصرف الأجنبي الخطب والتعليقات العامة في وسائل الإعلام المملوكة للدولة لإرسال رسائل إلى سوق العملات، وعادة ما يعيدون تأكيد تعهدهم بالحفاظ على استقرار اليوان بشكل أساسي.
في عام 2018، حذر بان قونغ شنغ، نائب محافظ "بنك الشعب الصيني"، المضاربين من بيع اليوان على المكشوف، مذكراً إياهم بالأسس الاقتصادية السليمة للبلاد واحتياطيات النقد الأجنبي الوفيرة.
4- ارتفاع تكلفة تداول المشتقات
في عام 2018، جعل "بنك الشعب الصيني" تكلفة بيع اليوان في أسواق المشتقات أكثر تكلفة على المؤسسات المالية، من خلال رفع نسبة احتياطي مخاطر الصرف الأجنبي من الصفر إلى 20 في المئة. وفي أواخر عام 2020، تم تخفيضه إلى الصفر.
5- تشديد سيولة اليوان في الحسابات الخارجية
لتقليل السيولة باليوان في الخارج، أصدر بنك الشعب الصيني سندات باليوان في هونغ كونغ.
وفي حين كانت المبالغ صغيرة، قال باحثون إن هذه الخطوة بعثت برسالة واضحة توجه التوقعات لسعر صرف اليوان.
6- إجراءات بنك الدولة
قال مصرفيون لوكالة "رويترز" إنه خلال المراحل السابقة من ضعف اليوان، شوهدت البنوك الصينية المملوكة للدولة تبيع الدولار الأميركي، وعلى الرغم من أن لديها أوامرها الخاصة للتنفيذ، فمن المفترض أنها كانت تتصرف على الأرجح بناءً على طلب بنك الشعب الصيني.
وشوهدت البنوك الحكومية أيضاً وهي تقوم بمبادلة اليوان بالدولار الأميركي في العقود الآجلة وبيعها على الفور في السوق الفورية لدعم العملة الصينية خلال عامي 2018 و2019.