نشر المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة بياناً مصوراً قال فيه، إن سلاح الجو التابع للجيش وجه ضربات استهدفت مخازن الذخيرة بما يعرف بـ "كتيبة الشهيدة صبرية" في منطقة تاجوراء شرق العاصمة الليبية طرابلس. وأظهر فيديو حصلت عليه "اندبندنت عربية" حريقاً ضخماً وانفجارات عنيفة، استمرت أكثر من ساعة في ذخائر وصواريخ وقذائف على إثر القصف الجوي لهذه المخازن.
وقالت مصادر صحافية ومحلية متطابقة من تاجوراء، إن المنطقة شهدت ازدحاماً كبيراً على خلفية محاولات العائلات الخروج من المنطقة هرباً من الانفجارات التي أحدثها قصف المخزن.
مطاردة الذئاب المنفردة
من جهتها، كشفت شعبة الإعلام الحربي بالقيادة العامة للجيش عن قيام وحدات عسكرية بالمنطقة الجنوبية بمباغتة فلول تنظيم داعش الإرهابي المختبئة في جبال الهروج (جنوب غربي ليبيا)، مبينة أن وحدات الجيش تمكنت من قتل أكثر من 12 عنصراً إرهابياً لمجموعة يطلق عليها (الذئاب المنفردة) وتدمير ست آليات مسلحة واسترداد واحدة.
الشعبة أوضحت أن هذه العناصر التي تتخذ من جبال الهروج الصحراوية مخبأً لتنفيذ هجماتها الإرهابية كانت وراء الهجوم المتكرر على منطقة الفقهاء وتراغن وغدوة، مبينة أن وحدات الجيش ما زالت تتعامل مع بقية فلول هذه المجموعات الإرهابية في الجنوب.
داعش يقر بالهجوم
من جهته، أعلن تنظيم داعش الإرهابي عن مشاركة عناصره في اشتباك مسلح ضد القوات المسلحة بالقرب من بلدتي سمنو وتمسة شمال شرقي مدينة سبها جنوب البلاد. وقال التنظيم في بيان نشرته وكالة أعماق التابعة له، إنه تمكن من قتل 31 عنصراً من القوات المسلحة، الأمر الذي نفاه الجيش الليبي عبر شعبة الإعلام الحربي.
سلامة يتوقع حلاً سياسياً
وعلى الرغم من تصاعد دخان المعارك وارتفاع وتيرة الاشتباكات المسلحة في العاصمة الليبية، توقع مبعوث الأمم المتحدة رئيس بعثتها للدعم في ليبيا غسان سلامة، أن تقدم أطراف الأزمة الليبية الحالية على إعلان مبادرات جديدة للعودة إلى طاولة الحوار، وإطلاق العملية السياسية مجدداً، مشيراً إلى أنه تواصل خلال الأيام الماضية مع كل من القائد العام للجيش الوطني المشير خليفة حفتر ورئيس المجلس الرئاسي فائز السراج ونائبه أحمد معيتيق والمفوض بوزارة الخارجية والتعاون الدولي في حكومة الوفاق محمد سيالة، وتحدث معهم في هذا الشأن.
وقال سلامة خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية التونسي خميس الجهيناوي، "إنه التقى المشير خليفة حفتر منذ حوالي 10 أيام مطولاً، وقضى الأسبوع الماضي يتحاور مع أركان حكومة الوفاق مثل السراج ومعيتيق وسيالة". وتابع المبعوث الأمي قائلًاً "أستطيع أن أقول لكم إنكم قد تسمعون من الطرفين خلال الأيام المقبلة تنفيذاً لما طلبته منهم، لأنني سمعت منهم أنهم بدأوا يفكرون بالعودة إلى طاولة المفاوضات بعد تحديد كل طرف لمطالبه ".
سلامة لا يفهم الأزمة
واعتبر الباحث والمحلل السياسي الليبي عز الدين عقيل أن سلامة بحسب تصريحاته في تونس لا يعرف حقيقة الأزمة وطبيعتها في ليبيا. وقال "عندما يقول سلامة إنه سأل كل الأطراف الليبية عن سبب خلافاتهم السياسية فهذا دليل واضح على عدم فهمه للأزمة وطبيعتها وأسبابها"، معتبراً أن سلامة "فشل في مهمته والحل السياسي يعتبر في حكم الميت وأن لا حل سياسياً للأزمة".
أضاف عقيلة "الحل الآن في استعادة الاستقرار الأمني بدخول الجيش إلى طرابلس، وإخراج الميليشيات من المشهد لتهيئة أرضية مناسبة لعملية سياسية جديدة يتفق عليه الليبيون ويقودونها بأنفسهم، وإنهاء ما اعتبره مهزلة الاتفاق السياسي الذي تقوده بعثة الأمم الذي عقّد الأزمة بدلاً عن حلحلتها".
تونس تراقب الحدود
في تونس، أعلن وزير الداخلية هشام الفوراتي عن رفع حالة التأهب على الحدود الليبية والجزائرية تحسباً لهجمات محتملة في ضوء الأوضاع المتوترة في البلدين، مؤكداً أن بلاده ستتصدى لأي هجمات محتملة. الفوراتي أوضح وفقاً لصحيفة "إرم نيوز"، "أن وزارة الداخلية التونسية أعدت خطة مشتركة مع وزارة الدفاع للتصدي للمجموعات المتطرفة، التي ما زالت تمثل خطراً حقيقياً على تونس".
وأكد أن العناصر الأمنية والعسكرية في أقصى درجات الاستعداد للتصدي لكل المتشددين الذين يحاولون التسلّل إلى الأراضي التونسية من خلال معبر راس جدير الحدودي مع ليبيا.