في نتيجة توقعتها استطلاعات الرأي، أنهى الناخبون الأستراليون، السبت 21 مايو (أيار)، تسعة أعوام من حكم المحافظين، وأطاحوا رئيس الوزراء سكوت موريسون في الانتخابات التشريعية، التي أجريت اليوم، وعكست نتائجها رفضاً لتقاعسه عن اتخاذ تدابير لمكافحة تغير المناخ.
وبحسب تقديرات نشرتها قناة "أي بي سي"، بعد فرز نصف الأصوات، حصل حزب العمال، بزعامة أنتوني ألبانيزي، على أكبر عدد من المقاعد في مجلس النواب، معتبراً أن الأستراليين "صوتوا من أجل التغيير"، وتعهد تحويل البلاد إلى "قوة عظمى" في مجال الطاقات المتجددة.
لكن مع حصوله على 72 مقعداً فقط حتى الآن، لم يتأكد بعد فوزه بالأغلبية المطلقة، البالغة 76 مقعداً، واللازمة لتشكيل حكومة من دون الحاجة إلى إقامة تحالفات.
الخصم يهنئ
من جانبه، قال موريسون، "تحدثت هذا المساء مع زعيم المعارضة ورئيس الوزراء الجديد أنتوني ألبانيزي، وهنأته بفوزه الانتخابي". وأردف متحدثاً عن مستقبله "أتطلع بعد ثلاث سنوات من الآن إلى عودة الحكومة الائتلافية".
كما هنّأ رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، السبت، أنتوني ألبانيزي، على انتخابه زعيماً جديداً لأستراليا، متعهداً العمل معاً في مجال التجارة وجعل العالم "أكثر اخضراراً".
ووقعت بريطانيا وأستراليا والولايات المتحدة اتفاقية "أوكوس" الأمنية في سبتمبر (أيلول) 2021 بهدف مواجهة نفوذ الصين المتزايد في منطقة المحيط الهادي. وأبرمت بريطانيا أيضاً اتفاقاً تجارياً مع أستراليا بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي.
التصويت للشباب والبيئة
اختار الناخبون وعددهم نحو 17.2 مليون ممثليهم الذين سيشغلون 151 مقعداً في مجلس النواب لمدة ثلاث سنوات، وسيجري تجديد 40 من مقاعد مجلس الشيوخ البالغة 76 لمدة ست سنوات.
بعد ثلاث سنوات شهدت كوارث طبيعية كبرى ووباء "كوفيد"، صوت الأستراليون أيضاً لعدد غير مُعتاد من المرشحين "الشباب" المؤيدين للبيئة الذين يمكنهم التأثير في تشكيل الحكومة الجديدة.
ويبدو أن حزب الخضر ومرشحين مستقلين معظمهم من النساء المؤهلات تأهيلاً عالياً والمدافعات عن حماية البيئة والمساواة بين الجنسين ومكافحة الفساد، في طريقهم للفوز في عدد من الدوائر الانتخابية التي كانت تحسب للمحافظين.
وقال زعيم حزب الخضر، آدم باندت، "أظهر الناس أن أزمة المناخ مسألة يريدون معالجتها". وأضاف، "شهدنا جفافاً لثلاث سنوات، تلته حرائق، والآن فيضانات ومزيد من الفيضانات. يرى الناس ذلك، إنها تحصل أمامهم، وهي تزداد سوءاً".
نهاية حكم المحافظين
تنهي هزيمة موريسون تسع سنوات من حكم المحافظين للبلد الشاسع. وركزت الحملة الانتخابية على شخصيتي موريسون وألبانيزي مرشحي الحزبين التقليديين، وجعلت الأفكار السياسية مسألة ثانوية.
لكن الشباب الأسترالي غاضب من سياسات الحكومة المؤيدة لاستعمال الفحم، ومن الصعوبات التي يواجهها في العثور على سكن ميسور التكلفة، وإساءة استخدام المال العام.
وقال جوردان نيفيل، وهو ناخب للمرة الأولى في ملبورن، "نشأت في مجتمع تأثر كثيراً بالحرائق والفيضانات خلال السنوات الخمس الأخيرة. سيكون رائعاً أن يفعل شيئاً ما حيال ذلك ومنعه من أن يتكرر".
قاوم موريسون الدعوات العالمية لخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بما يتجاوز التعهد الحالي، البالغ بتخفيف نسبة الانبعاثات بـ28 في المئة بحلول عام 2030، ودعم استعمال الفحم الذي تعد صناعته أحد محركات الاقتصاد الأسترالي.
وتفاخر موريسون ببيانات جديدة تظهر انخفاض معدل البطالة في أستراليا إلى أدنى مستوى له منذ 48 عاماً، معتبراً أنه "إنجاز استثنائي" يظهر أن خطته تؤتي ثمارها. واتهم غريمه زعيم حزب العمال بأنه غير صالح لإدارة الاقتصاد، لكنه عانى انخفاض شعبيته واتهامات له بانعدام النزاهة.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
طلب الفرصة
من جانبه، طلب ألبانيزي من الناخبين "منحه فرصة"، قائلاً إن سكوت موريسون أكثر شخص "إثارةً للانقسام رأيته في حياتي". وركز زعيم حزب العمال في الأيام الأخيرة من الحملة على "إخفاقات" منافسه. وقال الزعيم العمالي، إن الأستراليين "يريدون شخصاً نزيهاً، شخصاً يعترف بأخطائه".
كما تعهد ألبانيزي تدارك تأخر أستراليا في معالجة تغير المناخ، ومساعدة المواطنين في مواجهة ارتفاع الأسعار، وتعزيز مشاركة الشعوب الأصلية في وضع السياسة الوطنية، لكنه قد يضطر إلى إبرام اتفاقات للحكم مع مرشحين يطالبون بإجراءات مناخية أكثر صرامة، ما قد يغضب تكتلات في حزبه تؤيد صناعة الفحم والتعدين.
توحيد الأستراليين
قال ألبانيز، إنه يريد توحيد الأستراليين. وأضاف للصحافيين، في أول تصريح له أثناء مغادرته منزله مساء اليوم لحضور احتفال حزب العمال في سيدني، "أريد أن أوحد البلاد".
وأوضح أنه يعتقد أن "الناس يريدون الاتحاد، وتحقيق مصلحتنا المشتركة والهدف المشترك. أعتقد أن الناس عاشوا كثيراً من الانقسام، وكفى، وما يريدونه هو أن يتحدوا كأمة، وأنا أعتزم قيادة ذلك".