اغتنم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الكلمة التي ألقاها أمام منتدى دافوس الاثنين ليناشد العالم دعم بلاده بمزيد من الأسلحة وفرض عقوبات "قصوى" على موسكو.
وقال زيلينسكي متوجها عبر الفيديو إلى المنتدى الاقتصادي العالمي "أعتقد أنه ليس هناك حتى الآن عقوبات من هذا النوع على روسيا، ويجب أن تكون كذلك"، داعيا إلى فرض حظر نفطي عليها وعقوبات على جميع مصارفها ووقف أي تبادل تجاري معها.
وأضاف زيلينسكي إن العالم يواجه نقطة تحول وعليه تشديد العقوبات على روسيا لتحذير الدول الأخرى التي تفكر في استخدام القوة الغاشمة، مؤكدا "التاريخ يمر بنقطة تحول... هذه هي اللحظة التي يتقرر فيها ما إذا كانت القوة الغاشمة ستحكم العالم".
وبدأ الجنود الروس في إزالة الألغام والحطام من أراضي مصنع آزوفستال للصلب في ماريوبول بعد صدور أوامر لمئات من القوات الأوكرانية التي تحصنت، أسابيع في المصنع المترامي الأطراف، بالانسحاب، وأظهرت لقطات مصورة الجنود وهم يسيرون في المجمع ويستخدمون أجهزة الكشف عن الألغام على الطرق التي يتناثر عليها الحطام، بينما قام آخرون بتفقد كل شيء بحثاً عن عبوات ناسفة.
وشهدت العملية، الأحد 22 مايو (أيار)، في آزوفستال تفجير ألغام تحت السيطرة وإزالة الحطام من المصنع باستخدام الجرافات العسكرية.
وأظهرت لقطات مصورة بطائرة مسيرة مباني المصنع في حال خراب والعديد منها متفحم والكثير منها منهار جزئياً وبعضها مجرد كومة من الحطام.
محادثات السلام
في هذا الوقت، قال المفاوض الروسي فلاديمير ميدينسكي إن روسيا مستعدة لاستئناف محادثات السلام مع أوكرانيا، مؤكداً إن كييف وراء تعليقها.
وأضاف ميدينسكي مستشار الكرملين المسؤول عن المفاوضات مع كييف في مقابلة مع التلفزيون البيلاروسي "من جانبنا نحن مستعدون لمواصلة الحوار". وأضاف أن "تجميد المحادثات كان بمبادرة من أوكرانيا"، معتبراً أن "الكرة أصبحت في ملعبهم".
وقال إن "روسيا لم ترفض يوماً التفاوض". وجرت مفاوضات بعد بدء هجوم القوات الروسية على أوكرانيا في 24 فبراير (شباط) وفشلها في الاستيلاء على العاصمة بسرعة.
والتقى وزيرا خارجية روسيا وأوكرانيا في مارس (آذار) في تركيا، ثم اجتمع الوفدان في إسطنبول لكن من دون أي تقدم. وقال المفاوض الأوكراني ميخايلو بودولياك الثلاثاء إن المحادثات "عُلقت"، مع إعادة روسيا تركيز "عمليتها الخاصة" في شرق أوكرانيا.
جونسون يبحث حصار أوديسا مع زيلينسكي
وقال متحدث باسم الحكومة البريطانية إن رئيس الوزراء بوريس جونسون ناقش الأحد مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي حصار روسيا لميناء أوديسا للشحن في أوكرانيا.
وأضاف المتحدث أن جونسون أكد على مضاعفة الجهود لتوفير المساعدات الغذائية والإنسانية الحيوية لشعب أوكرانيا وضمان قدرتها على التصدير إلى بقية أنحاء العالم.
دودا يستبعد عودة العلاقات مع روسيا
اعتبر الرئيس البولندي الأحد أن متابعة "العمل كالمعتاد" مع روسيا بات مستحيلاً عقب القتل الجماعي المزعوم لمدنيين أوكرانيين وجرائم الحرب التي ترتكبها القوات الروسية.
وعثر في بلدات بالقرب من كييف كانت قد احتلتها القوات الروسية مثل بوتشا وبوروديانكا على جثث مئات المدنيين. كذلك، تحولت مدينة ماريوبول الساحلية الجنوبية الشرقية إلى ركام بعد حصار روسي استمر أسابيع وأودى وفق السلطات الأوكرانية بنحو 20 ألف مدني.
وقال الرئيس البولندي أندريه دودا في كلمة أمام البرلمان الأوكراني في كييف هي الأولى من نوعها لرئيس دولة أجنبية منذ بدء الحرب، "بعد بوتشا وبوروديانكا وماريوبول لا يمكن أن نتابع العمل كالمعتاد مع روسيا".
وأضاف "لا يمكن لعالم منصف أن يعود إلى العمل كالمعتاد متناسياً الجرائم والعدوان والحقوق الأساسية التي تم الدوس عليها". وأعرب دودا عن أسفه لأن بعض الدول الأوروبية طلبت من أوكرانيا "قبول مطالب معينة" من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتمرير مصالحها الاقتصادية أو طموحاتها السياسية.
وحذر الرئيس البولندي في حضور نظيره الأوكراني زيلينسكي من أن أقل تنازل عن الأراضي أو السيادة الأوكرانية سيشكل "ضربة كبيرة" لأوكرانيا والغرب.
وقال دودا إنه "يحق لأوكرانيا وحدها أن تقرر مستقبلها (...) ولا يمكن أن تكون هناك مفاوضات أو قرارات تتخذ من وراء ظهر أوكرانيا"، مشيداً بالدفاع عن أوروبا ضد "الهجوم الهمجي والإمبريالية الروسية الجديدة".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
كذلك، أكد دودا على "الاتحاد التاريخي" بين بولندا وأوكرانيا، مشيراً إلى "المستقبل المشترك للبلدين داخل الاتحاد الأوروبي" وتعهد بلاده بإنجاح انضمام أوكرانيا إلى التكتل.
وتقدمت أوكرانيا بطلب للانضمام إلى الاتحاد الاوروبي المؤلف من 27 دولة، لكن زعماء من بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتز اعتبروا أن هذه العملية ستستغرق وقتاً.
وشكر زيلينسكي في منشور على "إنستغرام" الرئيس دودا على "زيارته ودعمه وصداقته الحقيقية" .
إصابة رئيس بلدية أوكرانية عينته موسكو بانفجار
أصيب رئيس بلدية مدينة إنرغودار في جنوب أوكرانيا، المعين من روسيا، بانفجار الأحد بحسب ما أفاد مسؤول أوكراني ووكالات أنباء روسية.
وعينت موسكو أندريه شفيتشيك رئيساً لبلدية إينرغودار بعد سيطرة القوات الروسية على المدينة ومحطة زابوريجيا القريبة منها والتي تعد أكبر محطة طاقة نووية في أوروبا.
وأعلن رئيس بلدية المدينة المنتخب ديميترو أورلوف عبر "تلغرام" أنه يملك "معلومات مؤكدة أن تشيفشيك ومرافقيه أصيبوا خلال الانفجار إصابات متفاوتة الخطورة"، لكن الملابسات لا تزال غامضة. وأوضح أورلوف أنه لم يصب أحد آخر في الانفجار.
ونقلت وكالة "ريا نوفوستي" الروسية للأنباء، عن مصدرٍ طبي أن "تشيفشيك يقبع في العناية المركزة"، فيما أفادت وكالة تاس بأن الانفجار "سببته عبوة ناسفة يدوية الصنع".
وبنيت مدينة إنرغودار التي يسكنها 50 ألفاً في سبعينيات القرن الماضي لخدمة محطة الطاقة النووية الواقعة على ضفاف نهر دنيبر، قبالة مدينة زابوريجيا الخاضعة لسيطرة القوات الروسية.
وفي الأيام الأولى للهجوم على أوكرانيا شهد هذا الموقع مواجهات أثارت مخاوف الأسرة الدولية من وقوع كارثة نووية شبيهة بكارثة تشيرنوبيل عام 1986.
الاتحاد الأفريقي يطلب دعم ألمانيا لمواجهة آثار الحرب في أوكرانيا
وطلب الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، السنغالي ماكي سال، الأحد من المستشار الألماني أولاف شولتز مساعدة برلين في مواجهة آثار الحرب في أوكرانيا على القارة الأفريقية، مشيراً إلى أنه سيزور كييف وموسكو قريباً. وهذه أول زيارة يجريها شولتز لأفريقيا بعد ستة أشهر على توليه منصبه.
وأكد المستشار الألماني للرئيس السنغالي أن الغربيين ليسوا غير مبالين تجاه ارتفاع أسعار المواد الغذائية والوقود وخطر المجاعة، واعداً ببذل كل ما في وسعه للمساعدة.
وقال سال إن النزاع "يؤثر علينا" لكنه يحدث "في قارة أخرى"، مضيفاً "بالنسبة إلى أفريقيا، نريد السلام". وأردف "نحن نعمل من أجل أن يكون هناك وقف للتصعيد"، داعياً إلى وقف إطلاق النار والحوار وإلى "سلام عادل لأوكرانيا ولروسيا أيضاً".
والسنغال هي إحدى 58 دولة امتنعت عن التصويت في 7 أبريل (نيسان) في الجمعية العامة للأمم المتحدة على قرار تعليق عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان بسبب الهجوم على أوكرانيا.
وانقسمت أصوات القارة السمراء خلال التصويت يومها بين 9 دول صوتت مع القرار و9 صوتت ضده و24 امتنعت عن التصويت.
والسنغال التي تتمتع بعلاقات قوية مع الغرب فاجأت المجتمع الدولي في 2 مارس حين امتنعت عن التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة لصالح قرار يطالب "روسيا بالتوقف فوراً عن استخدام القوة ضد أوكرانيا".
وتضر الحرب في أوكرانيا بالاقتصادات الأفريقية بشدة، ويعبر المجتمع الدولي عن قلقه من خطر حصول مجاعة. وتعتمد السنغال، على غرار بلدان أفريقية أخرى، بشكل كبير على واردات القمح من أوكرانيا وروسيا.
وقال سال "بصفتي الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، عبرتُ للمستشار عن مخاوفنا الجادة بشأن تأثير الحرب على بلداننا، البلدان الأفريقية، والارتفاع العام في الأسعار والنقص" في المواد.
وأشار سال إلى أن الاتحاد الأفريقي كلفه زيارة روسيا وأوكرانيا.
وأكد شولتز في معرض انتقاده "الحرب العدوانية" التي تقودها روسيا، الحاجة إلى إظهار "التضامن" مع أفريقيا. وقال إن ألمانيا ستواصل دعم البلدان التي تفتقر إلى المواد الغذائية وستواصل "الالتزام بنشاط حتى نتمكن من تصدير الحبوب من أوكرانيا".
وأشار الزعيمان أيضاً إلى إنهما ناقشا الأزمة في منطقة الساحل، وتعزيز التبادلات الاقتصادية بين بلديهما.