التقت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشليه، الاثنين، وزير الخارجية الصيني وانغ يي، وذلك في مستهل زيارة إلى الصين ترمي خلالها لتسليط الضوء على ما تتعرض له الأقليات المسلمة في إقليم شينجيانغ.
وبعد سنوات من المفاوضات الصعبة مع السلطات الصينية، يفترض أن تبقى باشليه، الرئيسة التشيلية السابقة البالغة من العمر 70 عاماً، ستة أيام في الصين حتى السبت.
وقالت المفوضة العليا إثر لقائها وانغ في غوانغتشو، "أتطلع إلى التحاور مع العديد من الأشخاص المختلفين خلال زيارتي. سأناقش قضايا مهمة للغاية وقضايا حساسة. آمل أن يساعدنا هذا في بناء الثقة".
وقالت مصادر دبلوماسية لوكالة الصحافة الفرنسية، إن باشليه تحدثت، الاثنين، عبر الفيديو مع رؤساء نحو 70 بعثة دبلوماسية أجنبية في الصين.
ووفقاً لهذه المصادر، أكدت باشليه للدبلوماسيين أنها تفاوضت بشأن الوصول إلى مراكز الاحتجاز في شينجيانغ وقد تتواصل مع نشطاء حقوقيين محليين.
ورحب المتحدث باسم وزارة الخارجية وانغ وينبين بزيارة باشليه وقال، إن رحلتها تتم ضمن "حلقة مغلقة" بسبب الجائحة، وإن الجانبين اتفقا على عدم متابعة الصحافيين للزيارة.
وقال وانغ، إنه من المتوقع أن تلتقي المسؤولة الأممية بقادة صينيين، وأن تجري "تبادلات مكثفة مع أشخاص من مختلف القطاعات"، من دون الخوض في مزيد من التفاصيل.
يحاول مسؤولون في الأمم المتحدة منذ عام 2018 مع بكين للقيام بزيارة تضمن "الوصول بحرية وعلى نطاق واسع" إلى شينجيانغ الواقعة في شمال غربي الصين والتي شهدت لفترة طويلة هجمات دامية تتهم السلطات الانفصاليين والإسلاميين الإيغور بالوقوف وراءها وقد شددت المراقبة فيها منذ منتصف عام 2010.
تتهم دراسات غربية الصين باحتجاز ما لا يقل عن مليون من الإيغور وأفراد أقليات مسلمة أخرى في معسكرات لإعادة التأهيل وفي سجون، وحتى بفرض العمل القسري عليهم. لكن بكين تنفي هذه الاتهامات.
وزيارة باشليه هي الأولى التي يقوم بها مفوض سام لحقوق الإنسان إلى الصين منذ عام 2005. وستزور خصوصاً أورومتشي عاصمة شينجيانغ وكاشغار المدينة الواقعة في جنوب المنطقة حيث العدد الكبير من الإيغور.
كما ستلتقي باشليه "عدداً من كبار المسؤولين على المستويين الوطني والمحلي" و"منظمات المجتمع المدني وممثلين عن أوساط الأعمال والأكاديميين" وفقاً لمكتبها، وستلقي المسؤولة الأممية محاضرة في جامعة كانتون في جنوب الصين.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
تحظى هذه الزيارة باهتمام كبير لأن العديد من المراقبين يخشون أن تستغلها الصين لتبرئة نفسها من الاتهامات الموجهة إليها.
وقالت منظمة المدافعين الصينيين عن حقوق الإنسان ومقرها واشنطن، في رسالة مفتوحة إلى باشليه، الاثنين، إن بكين، "ستخطط وتشرف على زيارتها بدقة كبيرة. نخشى... ألا يكون لديكم حرية الوصول إلى الضحايا والشهود والأعضاء المستقلين في المجتمع المدني"، وأن "تشوه الحكومة الصينية وجهات نظركم".
الأسبوع الماضي، أعربت الولايات المتحدة عن "قلقها" حيال هذه الزيارة فيما تتهم واشنطن الصين بارتكاب "إبادة جماعية" وتنتقد باشليه على "صمتها المستمر" أمام "الفظائع" التي ترتكبها بكين.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، "لا نتوقع أن تضمن جمهورية الصين الشعبية الوصول اللازم لإجراء تقييم كامل وصريح لوضع حقوق الإنسان في شينجيانغ".
يشكل الإيغور ومعظمهم مسلمون سنة المجموعة العرقية الرئيسة في شينجيانغ البالغ عدد سكانها 26 مليون نسمة.
تتهم دراسات غربية تستند إلى تفسير الوثائق الرسمية وشهادات ضحايا واستقراءات إحصائية بكين باحتجاز ما لا يقل عن مليون شخص في "معسكرات" وإجراء عمليات تعقيم "قسرية" أو حتى فرض "العمل القسري" عليهم.
تعرف الصين المعسكرات على أنها "مراكز تدريب مهني" تهدف إلى محاربة التطرف الديني وتدريب السكان على مهنة لتأمين التوظيف وضمان الاستقرار الاجتماعي.
وتقول بكين أيضاً، إنها لا تفرض تعقيم السكان، ولكنها تطبق سياسة الحد من الولادات المعتمدة في جميع أنحاء البلاد والتي لم يكن معمولاً بها في السابق في المنطقة.
ولكن، وفقاً لأساتذة جامعيين ولإيغور مقيمين في الخارج، يبدو أن سلطات شينجيانغ تخلت في السنوات الأخيرة عن حملات القمع القاسية للتركيز على التنمية الاقتصادية.
وقال بيتر إيروين من منظمة مشروع الإيغور لحقوق الإنسان Uyghur Human Rights Project لوكالة الصحافة الفرنسية، "الآن لم يعد هناك كثير من الأدلة الواضحة على القمع".
وتقول منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان، إن مراقبة الدولة المستمرة والخوف من عمليات الانتقام قد يمنعان الإيغور من التحدث بحرية إلى فريق الأمم المتحدة.