ارتفعت الأسهم الأوروبية مع ورود بيانات إيجابية عن المعنويات في السوق الألمانية بينما يراقب المستثمرون ما سيستجد من البنوك المركزية بشأن تشديد السياسة النقدية وسط مخاوف متنامية بشأن تباطؤ النمو الاقتصادي. وارتفع مؤشر "ستوكس 600" الأوروبي 0.8 في المئة، مدعوماً بمكاسب في كل القطاعات. وكان المؤشر تراجع 1.1 في المئة خلال الجلسة السابقة متخلياً عن كل المكاسب تقريباً التي حققها في جلسة يوم الاثنين.
أسهم شركات المرافق
وقادت أسهم شركات المرافق المكاسب في أوروبا. وقفز سهم شركة الطاقة "أس أس إي" 4.4 في المئة بعد أن أعلنت تحقيق زيادة بالأرباح السنوية بنسبة 23 في المئة. وتوقع مسح أن معنويات المستهلكين الألمان سترتفع في يونيو (حزيران) بعد أن انخفضت لمستوى قياسي في مايو (أيار). لكن المسح حذر أيضاً من أثر التضخم في كبح إنفاق الأسر.
وأظهرت بيانات منفصلة من ألمانيا أن أكبر اقتصاد في أوروبا نما خلال الربع الأول من العام بما يتسق مع التوقعات. ويراقب المستثمرون محضر جلسة الاجتماع السابق للمركزي الأميركي لتقييم طريقة التفكير التي يميل لها صناع السياسات بعد تصريحات حادة من رئيسة المركزي الأوروبي في وقت سابق من هذا الأسبوع. ووصلت أسهم البنوك، التي تستفيد عندما ترتفع أسعار الفائدة، لأعلى مستوى في شهر وأعطت بذلك أكبر تعزيز لمؤشر "ستوكس 600".
الدولار يرتفع
وتحول الدولار الأميركي للارتفاع بعد يومين متتاليين من الخسائر مع توقف التراجع الذي شهدته عائدات سندات الخزانة الأميركية في الآونة الأخيرة، وتخطى صعود الدولار اليورو والدولار النيوزيلندي الذي كان قد ارتفع في وقت سابق مدفوعاً بإعلان سياسة نقدية مشددة من البنك المركزي. وأصبح البنك المركزي النيوزيلندي أحدث البنوك المركزية التي ترفع سعر الفائدة بنصف نقطة.
وعلى الرغم من أن الخطوة كانت متوقعة فإنها قدمت أيضاً استرشاداً لسياستها المستقبلية ينحى للتشديد معللة ذلك بأن الزيادة الكبيرة والمبكرة في أسعار الفائدة تقلل من مخاطرة استمرار التضخم عند مستويات مرتفعة.
وساعد ذلك الدولار النيوزيلندي على الارتفاع بنسبة وصلت إلى 0.8 في المئة خلال ذروة ثلاثة أسابيع مسجلاً 0.6514 دولار أميركي، لكن عندما اكتسب الدولار الزخم تخلى نظيره النيوزيلندي عن أغلب مكاسبه وجرى تداوله بزيادة بلغت 0.2 في المئة فقط عند 0.648 دولار.
وتراجع الدولار الأميركي بنسبة ثلاثة في المئة تقريباً بعد أن وصل لأعلى مستويات خلال عقدين في وقت سابق من هذا الشهر، لكنه عاد وارتفع 0.4 في المئة عن أقل مستوى خلال شهر بلغه في وقت سابق من هذا الأسبوع.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، شهد الدولار تراجعاً بسبب تصريحات من رئيسة المركزي الأوروبي كريستين لاغارد التي أشارت إلى نهاية لأسعار الفائدة السلبية في الأشهر المقبلة. وتعني تلك التصريحات ضمنياً زيادة بخمسين نقطة أساس على الأقل لمعدلات الإيداع مما أجج تكهنات بإقرار زيادات أكبر هذا الصيف. وعلى الرغم من أن ذلك رفع اليورو لأعلى مستوى في شهر مسجلاً 1.0748 دولار أمس الثلاثاء، وتراجع اليوم الأربعاء 0.6 في المئة مسجلاً 1.067 دولار.
تراجع الذهب
وانخفضت أسعار الذهب مع صعود الدولار، في حين يترقب المستثمرون بيان اجتماع السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الاتحادي "البنك المركزي الأميركي" لشهر مايو (أيار) بحثاً عن مؤشرات على المقدار المتوقع لرفع الفائدة الأميركية المقبل.
وتراجع الذهب في المعاملات الفورية 0.5 في المئة إلى 1857.39 دولار للأوقية (الأونصة) بعدما بلغ أعلى مستوياته منذ التاسع من مايو عند 1869.49 دولار للأوقية أمس الثلاثاء.
وانخفضت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.5 في المئة إلى 1856 دولاراً للأوقية. وصعد مؤشر الدولار بعد بلوغ أدنى مستوياته في شهر بالجلسة السابقة، الأمر الذي يجعل المعدن النفيس المقوم بالدولار أعلى ثمناً لحائزي العملات الأخرى.
وعلى الرغم من أن الذهب يعتبر تحوطاً ضد التضخم فإن رفع الفائدة الأميركية في المدى القريب يزيد تكلفة الفرصة البديلة لشراء المعدن الذي لا يدر فائدة. وتعلن لجنة السوق المفتوحة بالبنك المركزي الأميركي بيان اجتماعها الذي انعقد في الثالث والرابع من مايو في وقت لاحق اليوم الأربعاء.
الأسهم اليابانية تغلق على انخفاض
وأغلق مؤشر "نيكي" الياباني على انخفاض مقتفياً أثر تراجعات خلال الليل في مؤشرات أميركية كبرى، لكن خسائره جاءت محدودة مع اقتناص بعض المستثمرين للأسهم المنخفضة.
وأنهى "نيكي" الجلسة منخفضاً 0.26 في المئة عند 26677.80 نقطة. ونزل المؤشر "توبكس" الأوسع نطاقاً 0.09 في المئة مسجلاً 1876.58 نقطة.
وأنهى المؤشران الأميركيان "ستاندرد أند بورز 500 "و"ناسداك" تداولات الليلة قبل الماضية على تراجع بضغط من مخاوف من أن الخطوات القوية التي تتخذ لكبح التضخم الذي بلغ أعلى مستوياته في عقود قد تدفع الاقتصاد الأميركي نحو الركود.
وقال شوجي هوسوي، وهو محلل استراتيجي كبير في دايوا سيكيوريتيز، "لم نر أي دلائل على تحركات السوق وتحلى المستثمرون بالحذر في وضع رهاناتهم قبل الاجتماع المقبل للجنة السوق المفتوحة الاتحادية الأميركية. لم نر أي مؤشرات قد تخفف من المخاوف المتعلقة بتباطؤ النمو الاقتصادي. لكن الأسهم المحلية هبطت لمستوى يمكن للمستثمرين فيه شراؤها رخيصة".
وتوقع محللون في استطلاع أجرته وكالة "رويترز"، أن "نيكي" سيصعد بنسبة تفوق سبعة في المئة إلى مستوى 29 ألف نقطة بنهاية 2022، وهو مستوى لم يبلغه إلا في بداية يناير (كانون الثاني). وشهد المؤشر تقلبات حادة على مدى العام الماضي.
وانخفض سهم ريكروت هولدينغز للتوظيف 3.31 في المئة وشكل أكبر ضغط على نيكي وهبط سهم مجموعة سوفت بنك 1.71 في المئة. وتراجع سهم نينتيندو لتصنيع الألعاب 4.25 في المئة. لكن سهم توشيبا قفز 2.41 في المئة بعد تقرير مفاده أن اليابان للاستثمار، وهو صندوق تدعمه الدولة، يبحث الاستحواذ على الشركة اليابانية العملاقة.