انتقد رئيس الوزراء البولندي المعركة الجديدة التي تخوضها المملكة المتحدة مع الاتحاد الأوروبي في شأن بروتوكول إيرلندا الشمالية في خضم الحرب المندلعة في أوكرانيا، قائلاً إن "بوتين الوحيد الذي سيكون سعيداً [بانقسامنا]".
ونبه ماتيوس مورافيكي إلى أننا "أقوياء بوحدتنا وضعفاء للغاية بانقسامنا"، داعياً الجانبين إلى "حل وسط" بدلاً من المخاطرة بحرب تجارية مدمرة.
قد يكون التحذير محرجاً لبوريس جونسون الذي يرى الحكومة اليمينية في بولندا كحليف رئيس في أوروبا المتغيرة، وطريقة للتغلب على ألمانيا وفرنسا، وهما أكبر دولتين في الاتحاد الأوروبي.
كما يقوض الانتقاد حجة رئيسة يستخدمها جونسون للبقاء في مقر الحكومة 10 داونينغ ستريت[ للحفاظ على منصبه] على الرغم من فضيحة "بارتي غيت"، وهي أن استقالته ستضعف المعركة ضد الهجوم الروسي على أوكرانيا.
ستقدم المملكة المتحدة الشهر المقبل تشريعاً لحذف الأجزاء الرئيسة من البروتوكول، مخاطرة برد فعل تجاري انتقامي مما يعتبره الاتحاد الأوروبي انتهاكاً للقانون الدولي، ولن يؤدي التشريع فقط إلى إزالة عمليات التفتيش على الحدود في بحر إيرلندا، ولكنه يستهدف دور محكمة العدل الأوروبية في الإشراف على النزاعات ويستعيد قدرة المملكة المتحدة على تحديد معدلات الضريبة على القيمة المضافة.
وقال مورافيكي لـ "بي بي سي" إن "الحروب التجارية خاسرة لكل الأطراف. تريد بولندا أن تكون شريكاً قوياً للمملكة المتحدة قدر الإمكان، ونريد العمل من أجل التوصل إلى حل وسط. بوتين وأعداؤنا فقط سيكونون سعداء بوجود خلاف آخر بين شركاء مقربين مثل المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأضاف مورافيكي أنه يحاول "تهدئة الأجواء بين فرنسا والمملكة المتحدة قدر الإمكان"، مشيراً إلى الدولة التي قد تكون الخصم الرئيس للخطوة الأحادية الجانب التي تتخذها المملكة المتحدة.
وعند سؤاله بإلحاح عن تهديد المملكة المتحدة بإلغاء صفقة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أضاف، "في الظروف الحالية على وجه الخصوص، حيث نشهد مثل هذا الغزو الوحشي، يجب أن يكون هذا بمثابة جرس إنذار لأولئك الذين يريدون الاختلاف على أي شيء".
تقول المملكة المتحدة إن التشريع ضروري لإزالة الحدود التجارية لبحر إيرلندا وإقناع الحزب الوحدوي الديمقراطي بإنهاء مقاطعته لتقاسم السلطة في ستورمونت.
لكن الاتحاد الأوروبي يصر على أنه قدم مقترحات لتخفيف عبء نقاط وعمليات التفتيش، ويشير إلى رفض المملكة المتحدة التوقيع على القواعد البيطرية المشتركة لتقليل الحاجة إلى كثير من الإجراءات البيروقراطية.
في الأسبوع الماضي اعترف جونسون بأنه وقّع على الحواجز التجارية التي يضعها بروتوكول إيرلندا الشمالية، بينما قال إنه يأمل بألا "يطبقها" الاتحاد الأوروبي.
لم يتم نشر التشريع بعد، لكن من المتوقع أن يصدر في غضون أسابيع، وقد يصوت عليه مجلس العموم في وقت مبكر من الشهر المقبل.
جيفري دونالدسون، زعيم الحزب الوحدوي الديمقراطي، أصر على أنه يجب ألا يكون هناك تراجع قبل اجتماع مع رئيس الوزراء الإيرلندي يوم الأربعاء، ويجب أن تختار دبلن بين تمسكها "بالمبادئ الأساس لاتفاق بلفاست/ الجمعة العظيمة" أو دعم البروتوكول "الذي يقوض كل هذا". وأضاف: "لا يمكنها الحصول على الأمرين معاً".
نشرت اندبندنت هذا المقال في 24 مايو 2022
© The Independent